سرعة «الديوك» تتحدى سيطرة «الناري»

عمرو عبيد (القاهرة) استحق المنتخبان الفرنسي والكرواتي، بلوغ المباراة النهائية للمونديال الروسي، بعدما قدما الأداء الأكثر توازناً عبر كل مباريات المراحل السابقة، فالفارق التهديفي لـ «الديوك» هو «+6»، حيث يملك أقوى خطوط الدفاع بين الأربعة الكبار، بعدما اهتزت شباكه 4 مرات، مقابل تسجيل 10 أهداف، ويبلغ الفارق التهديفي لكرواتيا «+7»، بعدما أحرز 12 هدفاً، وسكن مرماه 5 أهداف، وهو ثاني أقوى دفاع بين الكبار، والحقيقة أنهما ظهرا بشكل جماعي رائع في المنافسات، ولا دليل أبلغ من مشاركة 12 لاعباً من جانب كرواتيا في تسجيل وصناعة أهداف منتخب بلادهم، في حين أسهم 8 لاعبين فرنسيين في الأمر ذاته. ويظهر التناغم الكبير في صفوف المنتخب الكرواتي عبر مساهمة كل خطوط الفريق في إحراز الأهداف، بواقع 6 عبر لاعبي الهجوم، وخمسة من لاعبي الوسط، مقابل هدف من المدافع فيدا، بينما تألق دفاع «الديوك» ليسجل 40% من أهداف الفريق في البطولة العالمية، بينها أهداف حاسمة ومؤثرة غيرت مسار المباريات، بجانب تسجيل بقية الأهداف عبر نجمي الهجوم جريزمان ومبابي. كلا الفريقين أحرز 70% من الأهداف في الشوط الثاني، بعيداً عن هدفي «الناري» في الأشواط الإضافية، وإذا كان المنتخب الفرنسي يمتلك عمقاً هجومياً مخيفاً سجل 60% من أهدافه، فإن ممثل شرق أوروبا لديه توازن غير عادي، بعدما هز الشباك بالتساوي بين جبهاته الهجومية، بواقع 4 أهداف عبر العمق ومثلهم من اليمين، وكذلك اليسار، ولأنها المباراة النهائية ولأنها بين فريقين هما الأفضل تكتيكياً على الإطلاق في النسخة الروسية، ستكون معركة كروية حقيقية وممتعة للغاية! وخلال منافسات البطولة، برهن «الديوك» على قدراته التكتيكية المتنوعة، من خلال تسجيل 6 أهداف عبر الألعاب المتحركة والهجمات المنظمة، مقابل 4 من ركلات ثابتة وهجمات مرتدة، في حين هز «الناري» شباك منافسيه بنسبة 25% عبر الضربات الثابتة، مع الاعتماد بشكل أكبر على اللعب من الحركة، وهي النسب نفسها الخاصة بالهجوم المنظم والمرتدات على الترتيب، ويختلف التكتيك العام لكل منهما فيما يتعلق بالهجوم الهادئ أو السريع، حيث يعتمد الكروات على الاستحواذ والتنظيم والهجوم المنظم الهادئ، في حين برع الفرنسيون في استغلال سرعاتهم العالية والتحرك في المساحات الشاغرة بأسلوب باهر وأنيق، أما على المستوى الدفاعي، فلا يجد أي فريق مشكلة في التعامل مع الكرات الهوائية والتسديدات الرأسية أو التمريرات العرضية، لأنها لم تتسبب في اهتزاز شباكهما إلا مرة واحدة فقط لكل نوع، في حين يعتبر قلب الدفاع هنا وهناك هو الثغرة الوحيدة، بجانب تعرض «الناري» لثلاث ضربات مؤثرة من الركلات الثابتة.