الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«دريم تيم» المونديال بزعامة «النجوم الجدد»

14 يوليو 2018 23:09
محمد حامد ( دبي) ما قبل 14 يونيو تاريخ كروي خضع لسيرخيو راموس، وكريستايو رنالدو، وليونيل ميسي وغيرهم من نجوم الصف الأول، وما بعد هذا التاريخ بدأت ملامح حقبة كروية جديدة تتشكل وفقاً لما حدث في مونديال روسيا 2018 الذي عصف بكثير من القوى والنجوم، ليقدم للعالم وجوهاً قد لا تكون جديدة، ولكنها أثبتت جدارتها بتصدر المشهد الكروي، وبعضها سوف يستمر على القمة لفترات طويلة قادمة وريثاً لعرش من سيطروا على الإعلام والجماهير وحققوا إنجازات مذهلة طوال العقد الماضي. مونديال روسيا 2018، قد لا يكون أعلن عن نهاية ليو والدون وغيرهما من ألمع النجوم، ولكنه لم يترك فرصة حقيقية لهؤلاء النجوم للمنافسة من جديد على اللقب المونديالي، فهم لم يتمكنوا من تسجيل بصمة تعادل مكانتهم، كما أن عوامل السن والزمن قد لا تسعفهم لقول كلمتهم على الساحة المونديالية في المستقبل، ولكنهم يظلون على وعد بالتألق من جديد على مستوى الأندية والدوريات الأوروبية في السنوات القليلة المقبلة. «دريم تيم» مونديال روسيا 2018 ابتسم لأسماء بعينها، بعد أن أبدعوا على المستوى الفردي، وتألقوا بصنع الفارق مع منتخباتهم على المستوى الجماعي في البطولة التي تختتم اليوم بمواجهة فرنسا وكرواتيا، ومن ثم ليس غريباً أن يكون 7 من نجوم منتخب الديوك الفرنسي، وأسود البلقان من بين 11 نجماً هم الأفضل عالمياً في الوقت الراهن، أو بالأحرى الأكثر تألقاً في المونديال الروسي، ولا يمكن بحال تجاهل ما قدمه نجوم إنجلترا وبلجيكا، والملاحظ في التشكيلة أنها تضم الأسماء التي ظهرت مع منتخباتها وقادتها لبلوغ نصف النهائي، أي ممن خاضوا ما بين 6 مباريات، وهو عدد كافٍ للحكم على عطاء هؤلاء النجوم، خاصة أن من بينهم أسماء فرضت نفسها على نحو مفاجئ. مقياس آخر في اختيار فريق أحلام المونديال الروسي، أنهم جميعاً لم يبخلوا بالانصهار في الأداء الجماعي، ولم يبحثوا عن مجد شخصي أو بطولة فردية، بل قدموا أفضل ما لديهم من أجل مصلحة الفريق، وفي المقابل لم يبتسم المونديال للأسماء التي كانت مرشحة للتألق، الساعية لفرض أسطورتها الكروية على الساحة المونديالية، مثل ميسي ورونالدو، فقد تكون خذلتهم منتخباتهم، وربما لم يتمكنوا هم من تقديم أفضل ما لديهم، والثابت في الأمر أنهم يجلسون أمام الشاشات لمتابعة قرارات مودريتش وجريزمان ومبابي وغيرهم من النجوم في مصير المونديال. ولأن كرة القدم تخضع لمنطق المال والقيمة السوقية، فإن نجوم فريق أحلام المونديال يستحقون هذه النجومية وفقاً لهذا المنظور، حيث تبلغ قيمتهم 779.5 مليون يورو، أي ما يعادل 3 مليارات و 350 مليون درهم، واللاعب الأعلى قيمة هو هاري كين بـ150 مليون يورو، ومعه كيفين دي بروين بالقيمة ذاتها، وخلفهما القادم بقوة كيليان مبابي بـ120 مليوناً، ووزير الدفاع الفرنسي فاران بـ 70 مليون يورو، ونجم فرنسا ورئة منتخبها كانتي الذي تبلغ قيمة عقده السوقية 70 مليون يورو، والمفاجأة أن حامي عرين الكروات وأحد أفضل حراس البطولة سوباسيتش لا تتجاوز فيمته السوقية 4.5 مليون يورو، وقد يعود ذلك لبلوغه 33 عاماً، كما أن توهجه المونديالي لم يكن متوقعاً بهذه الصورة اللافتة. حراسة المرمى سوباسيتس (كرواتيا) حينما يتصدى حارس مرمى لـ 4 ركلات ترجيح في دور الـ16، وفي ربع النهائي، ويعادل رقم الأسطورة شوماخر حامي عرين الألمان في مونديال المكسيك، ورقم الأرجنتيني جويكوتشيا في مونديال 1990، فإنه يستحق بجدارة أن يكون حارس المونديال الأول، كما أن تألق دانيال سوباسيتش في جميع المباريات، وتحامله على نفسه في بعض المواقف الصعبة حينما يشعر بالألم، يجعله واحداً من أكثر نجوم كرواتيا تأثيراً في المسيرة الناجحة وصولاً للنهائي الكبير، وهو المفاجأة السارة لمنتخب بلاده. المدافع الأيمن بارفارد (فرنسا) قبل انطلاقة المونديال لم يكن عشاق الكرة العالمية يعرفونه جيداً، بل إن البعض لم يشعر بالارتياح لحصول النجم الشاب على كل هذه الثقة للدفاع عن قميص فرنسا في التحدي المونديالي، إلا أن لاعب شتوتجارت البالغ 22 عاماً، خطف الأنظار بشدة في مركز المدافع الأيمن للمنتخب الفرنسي، فقد قام بالمهام الدفاعية بصورة رائعة، وسجل لنفسه مكاناً في التاريخ حينما أحرز أول أهدافه الدولية في الشباك الأرجنتينية، ليسير على خطى ليليان تورام وغيره من النجوم الكبار. قلب الدفاع ماجواير (إنجلترا) يبلغ 25 عاماً، ويلعب لفريق ليستر سيتي، ولكن أحداً لم يكتشف قدراته الحقيقية قبل مونديال روسيا، فقد تألق بشدة دفاعياً، وكان أحد الأسماء التي اعتمد عليها ساوثجيت لحماية ظهر الأسود الثلاثة، ولم يقتصر دور هاري ماجواير على الجانب الدفاعي، فقد صنع هدفاً لهاري كين حسم به مباراة إنجلترا وتونس، وأحرز هدفاً في المرمى السويدي في ربع النهائي، وقبل أن يعود إلى إنجلترا حاصرته التقارير برغبة مان يونايتد في الحصول على توقيعه بعد تألقه اللافت. قلب الدفاع فاران (فرنسا) وزير الدفاع الفرنسي وفقاً لما أطلقته عليه صحيفة لوفيجارو، وهو القائد الخفي وفقاً لاعتراف بوجبا وغيره من نجوم المنتخب الفرنسي، حيث يملك فاران القدرة على الإقناع، مما يؤهله لدور قيادي داخل غرفة الملابس، وداخل الملعب، وعلى الرغم من ذلك فهو ما زال لاعباً صغيراً، وقد أتى للمونديال متوجاً بلقب دوري الأبطال للمرة الرابعة مع الريال، وتألق مع فرنسا في دوره الدفاعي، وتقدم وسجل، ليصبح واحداً من أهم النجوم الذين قادوا الديوك لنهائي الأحلام أمام الكروات. وسط مودريتش (كرواتيا) يظل لوكا مودريتش خارج التصنيف، فهو لاعب الوسط المدافع، ولاعب الوسط الذي ينطلق من العمق، وهو الممرر الساحر، واللاعب الذي يسجل أحياناً، هو باختصار القلب النابض في مسيرة الكروات الباهرة بالمونديال، وهو اللاعب الذي يرى مساحة لا يراها غيره وفقاً لما قاله فالدانو، كما أنه يملك وقتاً لا يملكه سواه، يتيح له التصرف في الكرة بطريقة مثالية، وبالنظر إلى ما قدمه مع الريال ورفقة منتخب بلاده في المونديال فإنه مرشح قوي للكرة الذهبية. وسط مدافع كانتي (فرنسا) لعب نجولو كانتي دوراً كبيراً في معجزة ليستر سيتي، ومنه رحل إلى تشيلسي ليحصل على لقب الدوري، وها هو الآن يقف على أعتاب الفوز بكأس العالم مع المنتخب الفرنسي، وطوال هذه الرحلة انتقل كانتي من المجهول إلى قمة النجومية في غضون أعوام قليلة، ولكنها نجومية تكتيكية، قد لا يراها البعض، ويظل كانتي هو رئة الديوك، وأحد أكثر نجوم الوسط مقدرة على منح رفاق دربه حرية التحرك الهجومي، فهو الذي يقوم بالتغطية خلف الجميع. وسط دي بروين (بلجيكا) لم يكن بيب جوارديولا يرغب في تقديم الدعم المعنوي لنجم مبدع فحسب، بل إنه حقاً يراه ثانياً في قائمة المواهب التي تدربت على يديه، فالمركز الأول في عقل وقلب بيب يظل محجوزاً لميسي، وقد توهج دي بروينه مع سيتي في الموسم المنتهي، وواصل رحلته مع منتخب الشياطين الحمر في المونديال، وتألق في المباريات الكبيرة مع رفيق الدرب والإبداع إيدين هازارد، وعلى الرغم من عدم بلوغ بلجيكا نهائي المونديال، فإنها أبهرت العالم بجيلها الأفضل. جناح أيمن مبابي (فرنسا) هل هو بيليه الجديد ؟ سؤال طرحته صحافة فرنسا بعد أن بدأت تعتقد أنه سوف يتجاوز تيري هنري، فقد كان نجم فرنسا الشهير هو مثله الأعلى بالأمس القريب، إلا أن ما فعله الصاعد القادم بقوة في مونديال روسيا فاق جميع التوقعات، فهو ثاني هداف مونديالي بعد بيليه في هذا العمر الصغير، كما أنه يملك قوة شخصية وثقة لاعب يتجاوز 25 عاماً، وليس 19 ربيعاً فقط، والمفاجأة أن البعض يطرح اسمه في ترشيحات الكرة الذهبية. مهاجم كين (إنجلترا) الأمير هاري الذي تحول سريعاً إلى ملك، أصبح وفقاً لرؤية خبراء الكرة العالمية المهاجم الكلاسيكي الأفضل في العالم، وبعد تألقه في البريميرليج مع توتنهام، وسعي الريال للحصول على توقيعه، أثبت كين في مونديال روسيا أنه الهداف الأفضل عالمياً، وهل توجد ساحة أخرى لإثبات ذلك أكثر من المونديال ؟ حيث أحرز كين سداسية للإنجليز حتى ما قبل موقعة قبل النهائي، وأبدى حزنه الشديد على ضياع فرصة التتويج بالمونديال، وإعادة كرة القدم إلى موطنها وبيتها. جناح أيسر هازارد (بلجيكا) لو لم يقدم سوى معزوفته الكروية أمام البرازيل في المونديال الحالي لكان ذلك كافياً، فقد برهن هازارد أنه أكثر سحراً من سحرة السامبا، وأثبت منطقية سعي الريال والبارسا وغيرهما من أندية العالم للتعاقد معه، وبعد تألقه في المونديال بدت مشاعر الحزن على هازارد عقب الخروج البلجيكي على يد فرنسا، وظهر الإحباط حينما قال إن منتخب الديوك فاز بطريقة لا علاقة لها بالكرة الجميلة، ويظل حلم هازارد في الحصول على المونديال قائماً حتى إشعار آخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©