أبوظبي (الاتحاد)
تمثل قصة ماركو ماتيراتزي في مونديال 2006 «سيناريو» مثيراً في عالم كرة القدم الحافل بالحكايات والأسرار، حيث كان اللاعب احتياطياً لعمالقة الخط الخلفي بالآزوري مثل فابيو كانافارو واليساندرو نيستا، غير أن القدر أراد له أن يكون أحد اللاعبين المهمين في تحقيق اللقب الرابع للمنتخب الإيطالي على حساب فرنسا في المباراة النهائية التي أقيمت في ألمانيا، كان ماتيراتزي بطل المباراة بلا منازع، وشارك في الأحداث الدرامية كافة باللقاء، بداية بتسببه في ركلة جزاء للمنتخب الفرنسي، بالإضافة إلى تسجيله هدف التعادل لمنتخب بلاده، ثم بالتسبب في طرد الفرنسي زين الدين زيدان، يعتبر ماتيراتزي بطلاً في نظر الطليان بعد أن استغل الإصابة التي تعرض لها اليساندرو نيستا لتضعه ضمن التشكيل الأساسي، واستثمر هذه الفرصة بصورة رائعة.
يقول ماتيراتزي: «أنا أحب كرة القدم، وأضع فريقي دائماً في المقدمة على حساب مصالحي الشخصية، كنت أعلم تماماً أن وظيفتي في كأس العالم 2006 ستكون على مقاعد الاحتياط حسب رؤية المدير الفني مارسيلو ليبي، لوجود أسطورتين في مركز الدفاع، هما اليساندرو نيستا وفابيو كانافارو». وأضاف: «مواجهة فرنسا في النهائي كان لها طعم خاص، خصوصاً أن الديك الفرنسي سبق له وأن خطف منا بطولة اليورو 2000 بعد أن كان المنتخب الإيطالي متقدماً بالنتيجة، قبل أن يقلب منتخب فرنسا الطاولة في النهاية، قبل المباراة بيومين تم تأكيد غياب نيستا، ولهذا فإنني سأشارك في النهائي الحلم، والذي بدأ بكابوس لم يكن متوقعاً عندما قمت بعرقلة مالودا داخل المنطقة، ليحتسب حكم المباراة ركلة جزاء، لم أكن أقصد الإيذاء، ولكن سرعة مالودا وذكاءه أوقعاني في الفخ.
كان المنتخب الفرنسي شرساً للغاية، لم نكن قادرين على صد الهجمات، رغم أننا أحوج للهجوم والتقدم، حاول زيدان كثيراً، بالإضافة إلى تيري هنري، ولكنني كنت ممتناً كثيراً لأن من خلفي رجلاً مثل بوفون الذي تألق في ذلك اللقاء ودافع عن مرماه ببسالة، ونجح في إنقاذنا وإنقاذ إيطاليا. عندما احتسبت الركلة الركنية لم أكن أدرك بأنني قادر على تعويض الخطأ الذي ارتكبته، ولكن الكرة التي أرسلها بيرول كانت مثالية ونجحت في الاعتلاء عالياً فوق باتريك فييرا لأرسل الرأسية داخل الشباك، ولم يقف الأمر ذلك عند هذا الحد، فقد واجهت زيدان في أكثر من مواجهة، والكل يعلم حادثة النطحة معي، ربما كنت مشدوداً، ولكن هذا هو ما حدث في النهاية.
عدد اليوم
