الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعدة بيت الداء·· والاعتدال خير دواء

المعدة بيت الداء·· والاعتدال خير دواء
3 فبراير 2008 00:22
أصبح الهاجس الأكبر لخبراء الصحة اليوم هو تحسين صحة أجسام الناس عبر تخليصهم من العادات الغذائية السيئة، بعد أن اكتسبت غالبية المجتمعات عادات غذائية خاطئة من شأنها الإضرار بالمعدة عبر سيل من الأطعمة المنهمرة بمختلف وسائل الجذب والإغراء الإعلاني المستمر، لذلك سنحاول في السطور التالية إلقاء الضوء على الكثير من الهموم والأسئلة التي تواجه الكثيرين سواء الأصحاء أو المرضى، عبر الإفادة من أهل الاختصاص في بيت الداء· وقفتنا الأولى كانت في الشارقة مع الدكتور محمد علي النونو، اختصاصي أمراض باطنية وجهاز هضمي وكبد، والذي أكد لنا أن الجهاز الهضمي يتكون من عدة أجزاء تشترك في استقبال الطعام وهضمه وامتصاص عناصره المفيدة وطرد الفضلات، حيث تعتبر المعدة أحد أجزاء الجهاز الهضمي والمُستقر الأول للطعام بعد دخوله من الفم ومروره بقناة المريء الطويلة، وهي عبارة عن كيس ليفي عضلي يصل بين المريء والأمعاء الدقيقة· وتتميز المعدة بتركيب فريد ومتقن وبديع يعكس إبداع خالقها عز وجل، فهي ليست عضواً ساكناً أو مجرد أنبوب يوصل الطعام للأمعاء الدقيقة بل تتميز بخاصية الحركة لتقليب الطعام وتفريغه وخاصية الطحن والهضم، ثم خاصية الإفراز لعصارتها الخاصة المسماة بالعصارة المعدية، كما أن للمعدة نفسية خاصة تنعكس في هيجانها وغضبها عند حدوث الاعتلالات الصحية مسببة القيء الشديد· لذلك يؤثر التهاب المعدة على أنسجتها المخاطية، وهو ينقسم إلى التهاب تآكلي وغير تآكلي، فيكون إما حاداً أو مزمناً لكن المزمن أكثر شيوعاً، كما أنه يمكن للنوعين أن يترافقا معاً· ويضيف النونو: ''ربما يكون التهاب المعدة المزمن سطحياً أو عميقاً (يتخطى الأنسجة المخاطية) وقد يترافق مع ضمور للغدد أو تحول في الأنسجة، ويصبح الالتهاب شائعاً بتقدم العمر لدرجة أن البعض يعتبره ظاهرة إضافية لكبر السن· ويقصد بالقرحة المعدية والمعوية حدوث تآكل موضعي في الغشاء المخاطي لجدار المعدة أو الأمعاء وقد تكون القرحة في المعدة فقط أو في الجزء الأول من الأمعاء المسمى بالإثنى عشر أو في الاثنين معاً، أو في أسفل المريء، وفي حالة القرحة المعدية الحادة والتهاب المعدة النزفي الحاد الذي يحدث بشكل سريع جداً بسبب شدائد مرضية مختلفة، يعتبر أكثر خطورة حيث قد يضطر المريض لدخول المستشفى''· مخاطر الإفراط في الأدوية وحول أسباب القرحة يوضح النونو: ''إن الخالق وضع آلية للمعدة والأمعاء الدقيقة لحماية جدرانهما من تأثير العصارة المعدية الهاضمة فمن أسباب حدوث القرحة، الإصابة بجرثومة ''الهيليكو باكتر'' التي تضعف الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء الدقيقة حيث تعيش مكونة مستعمرات داخل الخلايا المفرزة للمخاط في معدة الإنسان· كما يسبب الاستخدام المفرط للأدوية كالأسبرين والبروفين والأدوية المسكنة للألم والروماتيزم تآكلاً في الغشاء المخاطي، أو وجود خلل وظيفي في تفريغ الطعام أو تكوين السائل المخاطي، أو الإصابة بالأمراض التي تضعف الجهاز المناعي، كما أن هناك عوامل مساعدة لحدوث القرحة كالتدخين ووجود تاريخ عائلي بالمرض وتجاوز سن الخمسين''· وأخيرا يلقي النونو الضوء على أهمية الاعتدال في تناول الطعام فيؤكد: ''أن الإقلال من كمية الطعام تفيد الناس ومرضى هذا الجهاز على الأخص، لكن الفائدة تحصل إذا اتبع الفرد تعاليم الدين الحنيف والسنة المطهرة، حيث يقول تعالى: ''وكلوا واشربوا ولا تسرفوا'' فلا يجب الإسراف بالوجبات الرئيسية وملء المعدة بكمية كبيرة من الطعام، بل يجب الأكل باعتدال· كما ينصح مرضى عسر الهضم والقرحة والتهاب المريء، بتجنب الإفراط في الطعام عبر توزيعه على فترات متفاوتة والابتعاد عن الدهون وعدم الاستلقاء بعد تناول الوجبات''· علاج النفخة وقفتنا الثانية كانت مع الصيدلاني طارق طه الذي تحدث في البداية عن الأدوية الأكثر شيوعا لعلاج لانتفاخ، فأكد أن: ''الإقبال الأكبر يكون على مضادات الحموضة كحبوب المضغ أو السوائل، وبعض الأدوية التي قد تعطى للمرضى قبل تناول الطعام لتجنب حدوث الحموضة· أما بالنسبة لأدوية النفخة والغازات فغالباً ما تكون مترافقة مع الأدوية المضادة للحموضة وقد تكون منفصلة عنها، كالأدوية الطبيعية مثل ما يعرف بالفحم الفعال وهي أقراص سوداء غالباً ما تساعد في حل المشكلة· ولتجنب مشاكل الهضم ينصح المرضى بصورة عامة بعدم الإفراط في الطعام، حيث يمكن البدء بتناول السوائل الساخنة أو الباردة والخضروات والابتعاد عن الوجبات كثيرة الدسم، بل ينبغي التنويع في الطعام مع اعتدال الكمية، حيث يفرط بعض الناس في الطعام ثم يذهبون للنوم، في حين ينصح بعدم النوم مباشرة بعد تناول الطعام وخاصة في المساء المتأخر''· ارتجاع الحامض بالنسبة للبعض تكون حرقة المعدة العارض الوحيد الذي يشعرون به، بينما يعاني آخرون من عدة أعراض تتضمن ألماً في الصدر وارتجاع الحامض والشعور بالانتفاخ والتجشؤ بعد الأكل، وأحياناً الشعور بصعوبة في البلع ولكن يجب التذكر أنه لدى بعض المرضى لا توجد علاقـة بين شدة الأعراض ومدى الضرر في المريء، حيث ينتشر ارتجاع المريء خاصة بين البدناء وكبار السن، فحوالي 40% من البالغين يشكون من أعراض ارتجاع المريء مرة كل شهر على الأقل، و7% يعانون منه يومياً· ويعاني نصف السكان البالغين في منطقة الشرق الأوسط من حرقة المعدة مرة واحدة على الأقل في العام، ويشعر واحد من كل خمسة بهذه الأعراض مرة واحدة في الأسبوع أو أكثر، ولأن هذه حالة شائعة، يعتقد الكثير ممن يعانون من حرقة المعدة أنها تصاحب تقدم العمر أو أنها أمر عادي يجب التعايش معه·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©