الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أفورقي: نحن وإثيوبيا شعب واحد وسنمضي قدماً معاً

أفورقي: نحن وإثيوبيا شعب واحد وسنمضي قدماً معاً
15 يوليو 2018 00:03
أديس أبابا (وكالات) تعهد الرئيس الإريتري اسياس افورقي أمس بحل الخلافات مع إثيوبيا خلال زيارة تاريخية إلى هذا البلد هدفها توطيد السلام بعد أقل من أسبوع على إعلان الدولتين انتهاء نزاع استمر عقدين من الزمن. ووصل أفورقي إلى أديس أبابا بعد خمسة أيام فقط على زيارة لرئيس الوزراء الإثيوبي ابيي أحمد إلى إريتريا في إطار عملية سلام تهدف إلى إنهاء سنوات من العداء والنزاع بين الجارتين التين كانتا تشكلان دولة واحدة. وتبادل ابيي واسياس العناق في غداء رسمي السبت، حيث قال الزعيم الإثيوبي إن نظيره «يحظى بمحبة واحترام الشعب الإثيوبي الذي يفتقده». من جهته، قال اسياس أمام نخب سياسية وثقافية اجتمعت في قصر تم تشييده خلال الحقبة الامبراطورية الإثيوبية «لم نعد شعباً في دولتين. نحن شعب واحد. سنمضي قدماً معاً». كان ابيي في استقبال أفورقي في المطار وعزفت ثلاث فرق الموسيقى لدى مرورهما على السجاد الأحمر وأدى راقصون رقصات تقليدية. واصطف آلاف الإثيوبيين على طريق المطار الرئيسي رافعين سعف النخيل مرتدين وشاحات بيضاء، فيما رفرفت الأعلام الإثيوبية والإريترية جنباً إلى جانب في شوارع العاصمة. ورفعت لافتات وصور للرجلين اللذين وقعا الاثنين الماضي بياناً مشتركاً يعلن انتهاء حالة الحرب. وكتب مدير مكتب ابيي فيتسوم أريجا على تويتر «أهلا بك في بلادك سيدي الرئيس اسياس». وفي وقت لاحق، توجه ابيي وأفورقي إلى مدينة اواسا الجنوبية، حيث قام اسياس بجولة في منطقة صناعية تعتبر المفتاح الاقتصادي بالنسبة لإثيوبيا. كانت إريتريا، تشكل الجزء الساحلي من إثيوبيا بمرفئيها عصب ومصوع. وأعلنت استقلالها في العام 1993 إثر طرد القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود. ومذاك أصبحت إثيوبيا البالغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة بلداً من دون منفذ بحري، ما دفعها إلى استخدام مرفأ جيبوتي. ولم تظهر الدولتان بوادر تقارب منذ التوقيع عام 2000 على اتفاقية سلام في الجزائر بعد نزاع أدى إلى مقتل 80 ألف شخص قبل أن يتحول إلى حرب باردة. ويقول المحللون إن التقارب السريع والمذهل لم يكن ممكناً إلا بوصول أبيي إلى منصبه في أبريل. وفي إطار إصلاح العلاقات أعلن ابيي التزامه بقرار أصدرته في 2002 لجنة تدعمها الأمم المتحدة حول ترسيم الحدود بين البلدين وإعادة منطقة حدودية إلى إريتريا، ضمنها بلدة بادمي. ثم قام بزيارة تاريخية إلى إريتريا أعلن خلالها الزعيمان إعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية المقطوعة، ما يعود بفوائد جمة للدولتين ومنطقة القرن الأفريقي التي ترزح تحت الفقر وأعمال العنف. كما أُعيد العمل بالاتصالات الهاتفية بين البلدين للمرة الأولى منذ عقدين، على أن تستأنف الرحلات الجوية بينهما الأربعاء المقبل. وكتب وزير الإعلام الإريتري يماني جبر مسكيل على تويتر بعد وصول افورقي «كيف يستطيع المرء أن يجد الكلمات المناسبة لوصف كثافة المشاعر الشعبية التي استحوذت على كلا البلدين، وعمق وأهمية التغيرات الواعدة الجارية في المنطقة». وذكرت هيئة الإذاعة الإثيوبية الرسمية أن زيارة افورقي ستستمر ثلاثة أيام سيتم خلالها إعادة فتح السفارة الإريترية ويقوم الوفد المرافق بزيارة مجمع صناعي، ضمن برنامج يؤكد أهمية استعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية. وسيقام عشاء رسمي على شرفه الأحد. وإثيوبيا وإريتريا من أفقر البلدان الأفريقية. لكن إثيوبيا حققت نمواً اقتصادياً فاق 10% في السنوات الأخيرة، وهي تسعى إلى خيارات أكبر لوارداتها وصادراتها عبر مرافئ في الصومال وإريتريا. أما إريتريا فيحكمها افورقي منذ العام 1993 وتعد من البلدان الأكثر عزلة وقمعا في العالم، وهي تبرر سجن معارضين والتجنيد الإلزامي إلى ما لا نهاية بضرورة الدفاع عن النفس في مواجهة إثيوبيا، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة أشبه بالعبودية. واعتبرت منظمة العفو الدولية السبت أن السلام الجديد يجب أن يكون حافزاً للتغيير في إريتريا حيث آلاف الأشخاص ومنهم نشطاء حقوقيون وسياسيون معارضون «يقبعون في مراكز اعتقال لمجرد تعبيرهم عن آرائهم». وقال سيف مغنغو نائب مدير المنظمة عن المنطقة «ان انتهاء العداء مع إثيوبيا لحظة فرح للإريتريين لكن يجب إن يعقبها إصلاحات ملموسة تحدث فرقاً حقيقياً في حياة الناس وإنهاء عقود من القمع في البلاد». وتابع في بيان أن إريتريا هي أكبر سجن للصحفيين في القارة، وأن وسيلة الإعلام المستقلة الأخيرة لديها أغلقت قبل 17 عاماً. ودعت منظمة العفو الدولية أيضاً إلى إنهاء التجنيد الإجباري الذي يعد سبباً رئيسياً لمغادرة مئات آلاف الإريتريين بلادهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©