الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سفيرنا في بكين: نقلة استراتيجية في علاقات الإمارات والصين

سفيرنا في بكين: نقلة استراتيجية في علاقات الإمارات والصين
16 يوليو 2018 00:02
منى الحمودي (بكين) أكد الدكتور علي الظاهري، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية، قوة العلاقات بين الإمارات والصين، والتي لها جذور وتاريخ أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لافتاً إلى أن البلدين يتمتعان بعلاقة متميزة، وما يميزها هو المصداقية والشفافية والتطابق في الأفكار والتطلعات والرؤى والمصلحة المشتركة التي تجمعهما، مشيراً إلى أن الفضل في ذلك يعود إلى حرص وحث قيادة البلدين على العمل المشترك والوصول بهذه العلاقات إلى أعلى المستويات من خلال التفاهم والثقة بالعمل مع بعضهما، مما يساهم في تقوية العلاقات بين الشعبين. وقال: «إن دولة الإمارات من أولى الدول التي تطلعت إلى الشراكة الاستراتيجية مع الصين التي تعد ثاني أقوى اقتصاد في العالم، وأن الجهود التي تبذلها قيادتا الدولتين لتعزيز أواصر التعاون ضاعفت التجارة بينهما 800 مرة خلال العقود الثلاثة الماضية، وأن نحو 60% من تجارة الصين يعاد تصديرها من خلال الإمارات وموانئها إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تعتبر الصين الإمارات بوابة العبور الأولى لها إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نظراً للسمعة العالمية التي تتمتع بها الدولة والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين في جميع المجالات. وأشار السفير، خلال اللقاء مع الوفد الإعلامي الإماراتي، بمقر سفارتنا في بكين، إلى أن الأرقام الاقتصادية بين الدولتين تعد مؤشرات وبراهين على قوة العلاقات بين الدولتين حيث بلغ حجم التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات والصين خلال عام 2017 إلى أكثر من 50 مليار دولار أميركي، وتعتبر الصين، دولة الإمارات الشريك الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة أن حوالي 60% من التجارة الصينية يعاد تصديرها من خلال موانئ الدولة، معرباً عن تطلعه بأن يتضاعف هذا الرقم خلال السنوات العشر القادمة ليصل إلى 100 مليون دولار. ولفت سفير الدولة إلى أن هذه المؤشرات والأرقام دليل على قوة العلاقات بين البلدين، وهي ليست بالجديدة ولها جذورها، كون الحضارتان الصينية والعربية لهما تاريخ وباع طويل في العلاقات. وأوضح أن مؤشرات النمو في أرقام التجارة السنوية بين البلدين دليل على ذلك، حيث كانت في بداية الثمانينيات حوالي 60 مليون دولار، وبلغت في عام 2017 نحو 50 مليار دولار، أي أكثر من 800 ضعف تقريباً، وهذا دليل جلي على الجهود التي تبذلها قيادة الدولتين من أجل تعميق أواصر التعاون وزيادة الترابط في العلاقات الاقتصادية. وذكر أن المبادرة التي أحياها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ«طريق واحد، حزام واحد» في عام 2013 لربط الدول مع بعضها البعض وتقوية العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية في البنية التحتية، سيكون لها مردود كبير وشامل على كل الدول وإعطاء استقرار لهذه البلدان، كما ستثمر في قوة العلاقة والشراكة لمستقبل مشترك ومزدهر. وأشار إلى أن هذه المبادرة ستعمل على ربط الصين بالعديد من دول العالم ومنها دولة الإمارات، وسيكون لها أثر كبير وواضح على كافة الدول التي تربطها مع الصين علاقات ليست تجارية فحسب وإنما سياحية وثقافية أيضا، ما سيعمل على ترسيخ الاستقرار والعلاقات الجيدة بين الدول المشاركة في هذه المبادرة التي ستفتح المجال للاستثمار والتبادلات التجارية بينها وبين جمهورية الصين الشعبية. وشدد السفير الظاهري على الارتفاع الكبير في مجال السياحة والثقافة بين البلدين، لافتاً إلى أن أعداد الصينيين الذين يخرجون للسياحة خارج بلدهم، وصلت إلى أكثر من 120 مليون سائح، وأن الإمارات تستحوذ منهم على مليون سائح صيني سنوياً، مشيراً إلى أن هناك جهوداً كبيرة تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لجذب السائحين الصينيين، كما أن هناك العديد من الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها طيران الإمارات والاتحاد للطيران من أجل تعريف الصينيين بمعالم دولة الإمارات العربية المتحدة في الصين وتحفيزهم على زيارة الدولة، ومن المتوقع أن يرتفع عدد السائحين الصينيين فوق مليوني سائح صيني للإمارات. وقال السفير الظاهري: «نهتم كثيراً بتقوية العلاقات الثقافية بين البلدين، وتأتي الخطوة التي قامت بها قيادتا البلدين، والتي تتمثل في الإعفاء من تأشيرة الدخول للمواطنين الإماراتيين والصينيين للبلدين هي خطوة ممتازة تساهم في التعارف وتقريب الشعوب مع بعضها وتقوية العلاقات الثقافية بينهم، وسنستمر في بناء هذه العلاقات الاجتماعية والثقافية بين البلدين»، لافتاً إلى أن المبادرة سيتبعها مبادرات أخرى في إطار تعزيز العلاقات والوصول بها إلى أفق أكبر يلبي طموح القيادتين ويواكب تطورات العصر.ولفت إلى أن زيارة الرئيس الصيني لدولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر تاريخية سيواكبها تطلعات كبيرة للحكومتين والشعبين في شتى المجالات، وتعتبر دولة الإمارات محظوظة بأن علاقتها مع جمهورية الصين في شتى المجالات، وهناك تطابق بالأفكار وتطلعات بأن تكون هذه الزيارة إضافة وتحقق مستوى أعلى لما تحقق سابقاً، إضافة إلى بلورة الأفكار والتطلعات بين البلدين اللذين يتمتعان بتطابق كبير في الرؤى والأفكار. كما سينتج عن الزيارة توقيع البلدين على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والمشاريع المشتركة التي تصب جميعها في صالح تقوية أوصر العلاقات التي تجمعهما في إطار الشراكة الاستراتيجية التي يتمتع بها البلدان. وأشار إلى كلمة الرئيس الصيني خلال المنتدى العربي الصيني التي ذكر فيها أن العلاقات بين الصين والشعوب العربية ستنتقل من مرحلة التعاون إلى الشراكة، مؤكداً أن هذه العلاقات ستشهد نقلة استراتيجية وأن دولة الإمارات من أولى الدول التي تطلعت إلى الشراكة الاستراتيجية مع الصين التي تعد ثاني أقوى اقتصاد في العالم. وعلى المستوى السياسي، أكد السفير الظاهري أن هناك تفاهما وتوافقا كبيرا بين البلدين، فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية المطروحة على الساحة لا سيما مكافحة الإرهاب ونشر السلام والقضاء على الفقر في دول العالم، مشيراً إلى أن هناك محادثات دائمة بين القيادات السياسية في البلدين في إطار تبادل الرؤى والأفكار خاصة في الملف الاقتصادي والذي توليه البلدان أهمية خاصة. وأشار إلى أن هناك تعاوناً بين البلدين في العديد من المجالات منها نقل التكنولوجيا والفضاء والذكاء الاصطناعي والمدن الذكية، إلى جانب الطب والسياحة العلاجية بين البلدين. وأن تركيز دولة الإمارات في العلاقة الاستراتيجية بين البلدين لا تركز على أمر واحد بل هناك نظرة شمولية خصوصاً مع وجود تناسق بالأفكار والتطلعات. وفيما يخص التغير المناخي والأمن الغذائي ذكر الظاهري أنه في القريب المنظور سيتم توقيع اتفاقيات بين البلدين في هذين المجالين المهمين ليس بالنسبة للصين والإمارات فحسب بل للعالم أجمع.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©