الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«يوهوا».. حكايات من عاديات الإنسان الصيني

«يوهوا».. حكايات من عاديات الإنسان الصيني
15 يوليو 2018 00:37
محمود إسماعيل بدر (عمّان) عن منشورات دار صفافة للثقافة والنشر بالقاهرة، وضمن سلسلة «قراءات صينية» صدرت في أبريل 2017، أول ترجمة عربية للمجموعة القصصية «صيف حار وقصص أخرى» للروائي والقاص الصيني «يوهوا»، وذلك بعد رواياته الثلاث التي تمت ترجمتها إلى العربية عن الصينية مباشرة وهي: على قيد الحياة، اليوم السابع، مذكرات بائع دماء، أما مجموعة «صيف حار» فقد قام بترجمتها الأكاديمي الدكتور حسانين فهمي حسين، أستاذ اللغة الصينية المساعد بكلية الألسن بجامعة عين شمس، الذي ترجم أكثر من عمل روائي للكاتب الصيني «مويان» الحاصل على نوبل للآداب عام 2012. ويشير المترجم في تقديمه لقصص يوهوا، إلى أنها بمثابة الجزء الأول من الأعمال القصصية المختارة ليوهوا، والتي صدرت في طبعتها الصينية عن دار أدب الشعب الصينية، في مجلد واحد، يجمع بين دفتيه 21 قصة من أهم أعمال الكاتب في مجال الأدب الصيني المعاصر. وينتمي يوهوا إلى جيل الوسط في الأدب الصيني، ويغلب على معظم نتاجاته الأدبية نقد المجتمع الصيني. تشتمل ترجمة دار صفافة على 10 قصص تمثل مرحلة مهمة في رحلة يوهوا الأدبية، كتبها خلال الفترة 1986 – 1997، وسجلت جانباً مهماً من أسلوبه الكتابي، متمثلاً في اهتمامه بتصوير الواقع الصيني وهموم الإنسان العادي البسيط من أجل العيش الكريم، فيما تعد ثنائية الحياة والموت وذكريات الطفولة والعنف وغيرها ثيمات رئيسية في أعماله التي تصنّف على درجة عالية من الإنسانية. كتابات يوهوا متأثرة بشكل واضح بواقعية، لوشون النقدية، فقد ترك يوهوا دراسة الطب، ليدرس الأدب، إيماناً منه بأن الإنسان الصيني في عصره «مطلع القرن العشرين» كان بحاجة إلى العلاج النفسي والروحي أكثر من حاجته إلى علاج الجسد، ليسير على نهج الرائد لوشون، ويترك طب الأسنان، بعد أن مارسه لمدة خمس سنوات. من ذلك نجد في قصصة تأثراً كبيراً بما قرأه من أعمال لكتاب عالميين من أمثال: كافكا، والروائي الياباني صاحب «الجميلات النائمات» ياسوناري كاواباتا. يوهوا المولود في 3 أبريل 1960، بمدينة خانغجوو، جنوبي الصين، بدأ مشواره مع الكتابة صيف عام 1983، فقدّم أول عمل قصصي له بعنوان (النجوم) ونشر في العدد الأول من مجلة «أدب بكين» عام 1994، قبل أن ينتقل إلى الدراسة بمعهد لوشون للأدب بجامعة المعلمين بالعاصمة، وهو المعهد الذي تخرّج منه أيضاً الروائي مويان وعدد كبير من رواد الأدب الصيني المعاصر. في السياق، من المهم الإشارة هنا إلى أهمية العلاقة التي تربط يوهوا بالثقافة والأدب العربي، ويتمثل ذلك في مشاركته مطلع 2017 في أعمال منتدى الأدب العربي الصيني الأول، تحت عنوان «الإبداع الأدبي على طريق الحرير الجديد» برعاية اتحاد الكتاب الصينيين واتحاد كتّاب مصر، وبمشاركة 13 كاتباً صينياً بما في ذلك: تيه نينغ، ليو تشن يون، ماي جيا، وغيرهم، وأكثر من 50 كاتباً عربياً من مصر والإمارات والكويت وفلسطين والسعودية، وغيرها من الدول العربية الأخرى، حيث ناقشوا مواضيع التراث والإبداع الأدبي والأدب في الحياة المعاصرة وحركة ترجمة الأعمال الأدبية، وقد استضافت القاهرة أعمال هذا المنتدى الثقافي الكبير، حيث شدّد يوهوا في حديثه على أن ثمة تاريخاً طويلاً يربط بين مصر والصين، ونوّه بتطور العلاقات الثقافية بين البلدين في الفترة الأخيرة مع ظهور جيل جديد من المترجمين العرب، أسهم في نقل مختارات من الأعمال الابداعية الصينية مباشرة من اللغة الصنية إلى العربية، كما أشار في حديثه في المنتدى إلى إعجابه الشديد بالنوبلي نجيب محفوظ، وكذلك أعمال الروائي علاء الأسواني، وقال: يرجع اهتمامي الشخصي بكتابات الأسواني، كونه إنسانياً بالدرجة الأولى وعلى درجة عالية من الصدق في تعبيره السردي، وكونه أيضاً طبيب أسنان، كلانا طبيب أسنان في نفس التخصص، وكلانا يكتب الرواية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©