الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة السيارات تحلم «بالتحليق مجدداً» في سماء الأسواق الصاعدة

صناعة السيارات تحلم «بالتحليق مجدداً» في سماء الأسواق الصاعدة
27 يناير 2010 21:00
يقوم خط إنتاج واحد في مصنع “فورد” بمدينة كماساري شمالي شرق البرازيل بتجميع ثلاثة موديلات هي “فيستا هاتشباك” و”فيستا صالون” و”إيكو سبورت الرياضية” كل منها بمواصفات معينة، ولكن على نفس خط التجميع تتلقى جميعها مكونات من فورد نفسها ومن 13 مورداً داخل مبنى التجميع النهائي ومن 11 مورداً آخر في أماكن أخرى من المصنع البالغ مساحته 4,7 مليون متر مربع. ويقول سيسيرو ميلو مدير المصنع “إنها عملية تسليم متتابعة، كل مكون مصنوع لسيارة معنية على الخط، ومن خلال تصنيع عدد من الموديلات المختلفة في آن واحد في مقدورنا مضاعفة الكفاءة وعرض تشكيلة المنتجات المطلوبة في السوق”. وتعكف “فورد”، على الرغم من الأزمة المالية العالمية، على التصنيع بمعدل يفوق المعدل المستهدف البالغ 150 سيارة كل ساعة. وبحسب الرابطة البرازيلية لمصنعي السيارات باعت “فورد” نحو 304 آلاف سيارة ومركبة تجارية خفيفة وشاحنة ثقيلة خلال 2009 صنعت في مصانعها الأربعة في البرازيل. وفي البرازيل باعت فيات (رائدة السوق البرازيلية) نحو 736 ألف سيارة تليها فولكس فاجن التي باعت نحو 686 ألف سيارة ثم “جنرال موتورز” بنحو 595 الف سيارة. وبلغت مبيعات السيارات والشاحنات والحافلات في البرازيل عام 2009 نحو 3,14 مليون وحدة بزيادة تفوق 11% عن عام 2008 مسجلة رقماً قياسياً. ورغم أن العديد من شركات تصنيع السيارات تخسر حالياً في أسواق متقدمة إلا أن البرازيل منها مثل الصين تعد إحدى المناطق القليلة التي تمكنت من الصمود أمام الأزمة المالية العالمية. إذ حققت “فورد” أرباحاً في البرازيل للربع سنة الثالث والعشرين على التوالي حتى الربع الثالث من 2009. ويقول ماركوس دي اولييفيرا رئيس فورد البرازيل وميركو سولك إن “البرازيل هي ثالث أكبر سوق لفورد من حيث حجم المبيعات بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. والفرق الكبير هو الاستقرار الذي حققته ولا تزال تحققه خلال السنوات العشر الفائتة من حيث السيطرة على التضخم وتوفر الائتمان المتنامي والمتواصل رغم ارتفاع أسعار الفائدة نسبياً التي تقلصت كثيراً مؤخراً”. يذكر أن المبيعات في الأسواق الصاعدة مثل البرازيل والصين لا تعكس بالضرورة الأرباح التي قد يحققها المصنعون في الأسواق المتقدمة وذلك نظراً لأن السيارات فيها أقل سعراً. حيث كانت مليونا من أصل 1,8 مليون مركبة باعتها “بي ام” في الصين عام 2009 من العربات الصغيرة والشاحنات الصغيرة لاستخدام المزارعين بسعر تجزئة يبلغ نحو 50 ألف دولار في المتوسط للمركبة الواحدة. وفي الهند، تباع سوزوكي ماروتي (إحدى أكثر السيارات مبيعاً في الهند) بسعر تجزئة 5 آلاف دولار فقط. غير أن هذه الأسواق الصاعدة جميعها تكفل ما لا يكفله الغرب المتمثل في نمو السوق نمواً كبيراً وواعداً. وهناك سبب آخر يدعو إلى التفاؤل هو القلة النسبية لعدد مالكي المركبات في البرازيل التي يقترب عدد سكانها من 200 مليون نسمة. إذ أن لكل 6 أو 7 أفراد في البرازيل سيارة واحدة بينما تبلغ هذه النسبة 1,2 في الولايات المتحدة. وهو ما يعني أن مجال بيع المركبات مفتوح في السوق البرازيلية. ومن أجل تلبية الطلب تعتزم “فورد” استثمار 2,3 مليار دولار في البرازيل بين عامي 2011 و2015 في زيادة الطاقة الإنتاجية وتطوير المنتجات. كما أعلنت فولكس فاجن مؤخراً عن برنامجها الاستثماري البالغ 3,5 مليار دولار لغاية عام 2014 في تطوير الإنتاج والمنتجات. وتعتزم “فيات” أيضاً إنفاق نحو مليار دولار هذا العام في البرازيل والأرجنتين، فيما قررت “بيجو ستروين” إنفاق نحو 500 مليون دولار، أما رينو فقد صرحت أنها ستنفق 600 مليون دولار فيما بين عامي 2010 و2012. وينتظر أن ينضم مصنعون جدد، إذ تخطط شيري الصينية التي لها مصنع في أوروجواي (وكذلك في كل من روسيا وأوكرانيا وإيران ومصر وأندونيسيا وماليزيا خارج الصين) لإنفاق ما بين 500 و700 مليون دولار على مصنع البرازيل. وهذه ليست المرة الأولى التي يصب فيها مصنعو سيارات تمويلات في البرازيل والمنطقة المحيطة بها. ففي أواخر تسعينيات القرن الماضي عقب خطة البرازيل العقارية الضخمة لعام 1994 وثق كثير من الشركات في استقرار البرازيل ونموها المطرد وهرولت لاقتناص حصة في سوقها. بيد أن الأوضاع العالمية المعاكسة ضربت البرازيل وخصوصاً الأزمتين الآسيوية والروسية اللتين دفعتا في أواخر التسعينيات اضطرار البرازيل إلى خفض عملتها عام 1999. وظلت مبيعات السيارات في البرازيل لا تحقق نموا يذكر لنحو سبع سنوات إلى أن عادت ثقة المستهلك في منتصف العقد الماضي. أما في الوقت الراهن فالأوضاع العالمية بالنسبة للبرازيل على الأقل، باتت مواتية منذ أواخر التسعينيات حتى خلال الأزمة العالمية. وأضحت مراكز الاقتصاد البرازيلي أكثر رسوخاً وقوة، وأتاحت لها سنوات من فوائض التجارة أن تجمع احتياطيات كافية من العملة الأجنبية ضماناً لسداد ديونها واستقرار عملتها تزامناً مع توسعات السوق المحلية باطراد. ويتوقع فرناندو تروجيلو المحلل الاقتصادي في “سي اس ام وورلد وايد” لاستشارات صناعة السيارات أن تزيد مبيعات البرازيل وانتاجها من 3 ملايين مركبة عام 2009 إلى 4,5 مليون مركبة بحلول عام 2016. ويقول إنه ليس واثقاً مم لو كان ذلك كافياً لإنقاذ مصنعي السيارات من مشكلات الأسواق المتقدمة ولكنه واثق أنهم يعانون هناك ولا يريدون أن يعانوا في البرازيل. ويشير جاكسون شنايدر رئيس “انفاقيا” (الرابطة البرازيلية لمصنعي السيارات) إلى إن البرازيل التي تحتل المركز الخامس عالمياً وسط أسواق شركات تصنيع السيارات ينتظر أن يتقدم ترتيبها بينما يسقط آخرون وإمكانيات البرازيل الواعدة تقنع مصنعي السيارات بتخصيص موارد كبرى لسيارات مصممة خصيصاً للبرازيليين تروق أيضاً للآخرين. وهي تلك السيارات المزودة بمحركات يمكن أن تعمل بالبنزين أو بوقود الايثانول أو بأي مزيج منهما والتي تشكل نحو 90 في المئة من إجمالي المركبات الخفيفة الجديدة المبيعة، يذكر أن البرازيل تعد من أكبر منتجي وقود الايثانول في العالم وأكثرهم كفاءة من حيث التكلفة الاقتصادية. وفي كماساري، قامت “فورد” ببناء وحدة تطوير منتجات تعد إحدى أضخم ثلاث وحدات تطوير في العالم. ويشير هو ثاي تانج رئيس تطوير منتجات أميركا الجنوبية إلى أن موديلات “فييسنا” و”كا” و”ايكو سبورت” تصمم جميعها وتطور في الوحدة وتطلق منها. عن”فايننشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©