الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما قدم 15 عملا مسرحيا في 10 أيام

مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما قدم 15 عملا مسرحيا في 10 أيام
27 يناير 2010 21:03
أن يكون العرض المسرحي إماراتيا، حتى ولو كان منفتحا على قضايا إنسانية وفي قالب فني تجريبي، فإنه لن ليس بمتعال على النقد الفني وأدواته بل وفي متناولها أيضا، دون أخذ بعين الاعتبار تجريبيته العالية على مستوى الإخراج وتكنيك الممثل وجرأته لجهة الموضوع المطروح للجدل. جرى الأمر، على الرغم من قسوته، ليؤسس تقليدا لا يحابي ولا يجامل ولا يتحامل في الوقت نفسه. بدا الأمر بديهيا وواضحا وأساسيا في مهرجان الفجيرة الدولي الرابع للموندراما الذي أقامته هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بالتعاون مع فرقة مسرح الفجيرة القومي في دبا الفجيرة والذي انطلق مساء الرابع عشر من هذا الشهر واختتم في الثاني والعشرين منه متضمنا خمسة عشر من العروض المسرحي المحلية والعربية والعالمية. أيضا، فقد احتلت مسألة: “ما المونوندراما؟” مساحة واسعة من النقاش والجدل، ربما من غير طائل أحيانا، لكنها على الدوام كانت مطرح اختلاف بين المسرحيين ونقادهم من الذين التزموا بتوصيفات وتعريفات كلاسيكية وأكاديمية جامدة بالفعل بإزاء ما قدمته العروض المسرحية على امتداد الأيام العشرة التي استغرقها المهرجان. الأمر الآخر والأكثر بديهية هو أن المونودراما فن صعب من غير الممكن أن تخرج من مهرجان اختص به بحصيلة فنية مقنعة كما هي الحال مع مهرجانات العروض المسرحية المتعارف عليها. بالتالي من غير الممكن لغير المتميز حقا أنْ يظهر ويأخذ مكان سواه كما يحدث أحيانا أو عادة. بمعنى أن العرض هنا هو فضيحة الكاتب والممثل والمخرج معا. ثم أن يكون المهرجان بلا جائزة فالأمر يعني أن توجه الفنانين المشاركين هنا هو توجه صاف باتجاه الفن ولا تشوبه طموحات مجاورة وهو مهرجان نادر بلا لجان تحكيم من الممكن أن تأخذ بعين الاعتبار ما هو خارج نطاق الفن لتحكم على ما هو فني بالدرجة الأولى وصعب ومعقد لجهة أنه فن مسرحي لا إجماع على تعريف واحد له. ما يلي هو بعض المشاهدات والمواقف من المهرجان: مغامرة التجريب في أية حال فقد قال المخرج الإماراتي إسماعيل عبد الله عقب انتهاء عرض مسرحيته “الذي نسي أن يموت” مباشرة أنه رأى العرض بمستوى لائق معتبرا أن “الذي نسي أن يموت” هي امتداد لتجربته في الكتابة المسرحية معربا عن سعادته بالعرض وكذلك بالتجربة المشتركة التي جمعته إلى المخرج حسن رجب بوصفه مخرجا. وقال أيضا: ربما أكون قد نجحت في هذا العمل الذي بحسب ردود الفعل التي أراها الآن من المسرحيين العرب. وفي مستهل الندوة التطبيقية التي تلت العرض وقدمها الناقد جمال آدم تحدث بحماسة عن العرض في مسعى منه لفتح باب النقاش حولها. لكن ذلك لم يعن الكثير بالنسبة لعدد من النقاد والمسرحيين والمثقفين فوجه المسرحي الكويتي فؤاد الشطي نقدا حادا للمسرحية لجهة أنها قد دارت في العتمة بحسبه وذلك بالإشارة إلى قيام الممثل جمعة بتصميم فعل الإضاءة وتنفيذها أثناء أدائه على الخشبة. أيضا، اعتبر العديد من النقاد الذين داخلوا أن “الذي نسي أن يموت” هو واحد من الأعمال الجديرة بالتنويه والإشارة إليها بوصفها عملا مونودراميا جريئا في طرحه وذا نزعة تجريبية. غير أن ردود فريق العمل في نهاية الندوة لم تكن بالشراسة ذاتها، إذا جاز التوصيف، بل كانت توضح أن الأمر هو سعي إلى اختبار إمكانات المونودراما التي يجرب فريق العمل فيها لأول مرة على صعيد التمثيل والإخراج والتأليف. ورد جمعة علي على سؤال يتعلق بالتمثيل وفشله فيه بالضحك. “أنتيغون” الليتوانية وعندما اتنهى العرض المسرحي الليتواني “أنتيغون” للممثلة والمخرجة بيروت مار قيل على ألسنة العديدين من النقاد والصحفيين أن المهرجان قد بدأ الآن بحق. وظل هذا العرض محافظا على موقعه المتقدم قياسا بالعروض الأخرى، والأكثر مدعاة للإدهاش أيضا إلى حد أن الممثل العراقي المعروف سامي عبد الحميد بعد نهاية العرض صرح بأنه ينحني احتراما لهذه المرأة وما قامت به مكررا هذه الملاحظة أثناء الندوة التطبيقية. العرض الذي لم يترك مجالا لأحد لكي يتحفظ عليه سواء من النقاد والمثقفين ذوي النزعة الكلاسيكية أم الحداثية على السواء، وذلك باستثناء القول إن هذا العرض ينتمي إلى المسرح الراقص أكثر من انتمائه إلى المونودراما. في حين رأى عديدون من المعقبين أن هذا العمل مشغول بتفاصيله كلها إلى حدّ أنه ما من فائض فيه أو نقص في حضور موسيقى أو حركة جسد لجهة علاقته بملفوظ بل إن الجسد بدا لينا ومطواعا لمخيلة صاحبته وليس لجسدها فحسب. الصمت الذهبي أما الممثل والكاتب الياباني أكيرا شميزو فقدم عملا تفرد به في المهرجان، وذلك ليس لجهة أنه ينتمي إلى فن التمثيل الصامت أو ما يعرف بالبانتومايم حيث قدم خمس لوحات كوميدية أثارت ضحك الأطفال أيضا وليس الكبار فقط. عندما سأله “الاتحاد الثقافي” عن المصادر التي تلهمه قال: آخذها من القصص القصيرة غالبا كما استلهمها من اللوحات التي في الحدائق العامة بل إنني آخذها أحيانا من أحلامي، أضاف. وفيما يتعلق بالحركة، وهل يستلهمها من تقاليد الحركة اليابانية الموروثة قال: ربما توحي بذلك بعض الحركات لكنني بشكل جوهري أسرق من الرسوم المتحركة ذات الطراز الأميركي ولا أزال أتابعها حتى عمري هذا وسأبقى كذلك. أما عن المشاعر الإنسانية التي تحفل بها أعماله، فقال إن موقفي الشخصي هو أنني رجل ضد الاستبداد في العالم وضد هذا القتل كله الذي يحدث وذلك بالإشارة لوحة من مسرحيته حملت العنوان: مؤتمر الخمسة الكبار للسلام، مؤكدا أنه سعى إلى تقديم عمل مسرحي هو مزيج من المشاعر الإنسانية التي تتنقل بين اليأس والأمل والرضى والغضب والكراهية والحب مع الإحساس بالعزلة. بيان شخصي وكانت المسرحية السورية “بيان شخصي” أيضا، مثيرة لجدل عميق، وهي من إخراج جهاد سعد وتمثيل عبد الرحمن أبو القاسم وتأليفه إلى جوار شعبان حامد، فجاءت الردود حامية ومحرجة أحيانا بل إن أحد النقاد المداخلين قد صرخ في وجه عبد الرحمن أبو القاسم بعد أن انتهى من كلامه بالقول: أين هو عبد الرحمن أبو القاسم في “الاغتصاب” ـ في إشارة إلى مسرحية “الاغتصاب” لسعد الله ونوس التي أخرجها جواد الأسدي لصالح المسرح الوطني الفلسطيني في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي. في حين جاء في مداخلة أخرى أن عليهم أن لا يخلطوا الفن بالسياسة في الإشارة إلى الفنانين الفلسطينيين، كما قالت ناقدة ما معناه أن في ما يتصل في القضية الفلسطينية قد فقدنا الدهشة وأصبنا ببلادة لذلك فإنها ليس بوسع أي عمل أن يفتنها ويبدد هذه البلادة. لم يقل الممثل شيئا فأعطى الكلام للمخرج جهاد سعد الذي تحدث طويلا عن ثقافة الاختلاف وعن معنى سعي المرء إلى تطوير تجربته، في هذا السياق قال إنه ما من مسرح عربي حقيقي أي ما من تجربة عربية ناجزة بل هناك منارات على الطريق وكان يقصد مخرجين عرب آخرين ليسوا موجودين في القاعة، ثم شكر الجميع على مشاهدتهم العرض وعلى ما توجهوا به من نقد يحترمه ولا يفسد لود قضية. “زبال” عدوان ومن تأليف الشاعر السوري ممدوح عدوان، جرى تقديم مسرحيته “الزبال” في عملين حمل الأول منهما العنوان نفسه بتوقيع الأردني حاتم السيد مخرجا وعبد الكامل الخلايلة ممثلا، أما الآخر فجاء بعنوان: “زواريب” من إخراج روجيه عساف وتمثيل رفيق علي أحمد. وإذا بدا أن النص جامعا للعملين معا إلا أنه نقطة افتراقهما أيضا. فإذا احتفظ حاتم السيد بالنص الأصلي كما هو لدى الشاعر ممدوح عدوان وترك مساحة واسعة للمثل عبد الكامل الخلايلة ضاع الأخير فيها أحيانا في المفاصل المهمة من العمل، فقد ربط روجيه عساف العمل بالواقع اللبناني الراهن ليكشف الزيف في المجتمع اللبناني بلسان رجل قادم من أدنى طبقات السلم الاجتماعي عبر الممثل رفيق علي أحمد الذي بدا على الخشبة واثقا جدا من أدواته ومقنعا بأدواته
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©