الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مركز جمعة الماجد يستعد لترميم مصحف عثمان

مركز جمعة الماجد يستعد لترميم مصحف عثمان
10 فبراير 2009 00:41
هو أكبر وأقدم مصحف مملوكي في حلب، يعود تاريخه إلى العصر المملوكي في الفترة ما بين القرنين السابع والثامن الهجريين، وهو تابع للمكتبة الوقفية في حلب التي تجمعنا بها علاقة ثقافية من خلال تبادل المعلومات والصور والمخطوطات·· لفت انتباهنا هذا المصحف الشريف خلال تنظيم إحدى الدورات في الترميم في حلب، هذا المصحف جذبنا نحوه لأنه من أغلى وأثمن وأجمل المصاحف التي صنعت في العالم الإسلامي على مر التاريخ في الحقبة المملوكية، لأن المماليك هم من صنعوا المصاحف بهذه الأحجام الكبيرة، ويعود هذا المصحف لأحد السلاطين المملوكيين لكن للأسف لم نتمكن من معرفة السلطان الذي يعود له هذا المصحف بسبب فقدانه للكثير من أجزاء بدايته ونهايته، بسبب العوامل التي طرأت عليه على مر الزمن، وقد حرصت المكتبة الوقفية على البحث عن جهة تقوم بترميم هذا الكنز للحفاظ عليه من الضياع والآفات التي قد تفقدنا هذه الذخائر الثمينة، وقد نذر نفسه لهذه الخدمة مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث الذي ما أن يصل إلى مسامعه خبر عن مخطوطة تحتاج إلى من يأخذ بيدها يسارع إلى إنقاذها عبر ترميمها لحمايتها من الزوال، وهكذا جلب المصحف من المكتبة الوقفية في حلب ودهش الجميع عند رؤية مصحف بهذا الحجم حيث يصل طوله إلى 70 * 50 سم ووزنه بحدود 35 كيلو جراماً وقد وصل إلينا بحالة مرضية سيئة، حيث كان يعاني من إصابات بيولوجية خطيرة وفطريات وبكتيريا واهتراء في الناحية السفلية ناتجة عن الرطوبة والعفن والقوارض·· كما أن نسيج الورق كان ضعيفاً جداً وقد أدت الاهتراءات إلى فقدان أجزاء كبيرة من البداية والنهاية من الصفحات، كما أن الغلاف الذي كان يحتويه ليس غلافه الأصلي بل غلاف لا يمت إلى المخطوط بصلة من الناحية التاريخية، لذا كان هذا العمل فريداً من نوعه في العالم الإسلامي، لأنه للآن لم تتم عملية ترميم لأي قطعة بهذا الحجم الضخم·· هذا فضلاً عن القيمة التاريخية التي يمتلكها المصحف وندرته بالإضافة إلى أن طبيعة الإصابة بهذا الحجم تشكل نقطة تحد لفريق العمل المعالج له، والذي كان أمامه ثلاثة أمور لابد من تحقيقها، هي طريقة العمل، والأجهزة المستخدمة، والفريق التي ستوكل له هذه المهمة، فتم اختيار فريق العمل من المميزين في كل قسم كل حسب تخصصه في الترميم والمعالجة، وتمت الاستعانة بالأجهزة العالمية في هذا المضمار والمخصصة لترميم الأحجام الصغيرة من المخطوطات أما بالنسبة للأحجام الكبيرة فلا بد من تصنيع أدوات وأجهزة تتلاءم مع حجمها، لذا تم تصميم الجهاز الآلي وصناعة الورق بما يتناسب مع حجم المصحف، كما تم إنجاز شاشة ضوئية كبيرة تتلاءم مع حجمه الكبير، وصنع مكبس هيدروليك يستطيع استيعاب هذه الضخامة، وصنع أحواض معالجة تتسع للمصحف الضخم· أما عن خطة العمل فبدأ الفريق أولاً بعملية تعقيم شاملة للمصحف للقضاء على الآفات البيولوجية، ثم باشر بعملية التنظيف الجاف من الأتربة والغبار والعوالق على الصفحات، ومن ثم التنظيف الرطب لإزالة البقع والتشربات اللونية عن الصفحات، وبعد عملية التنظيف تأتي مرحلة إعادة المتانة للصفحات، ثم عملية الترميم بشقيه الآلي واليدوي الكامل للصفحات، ثم تجليده وصنع غلاف له ليتناسب مع الحقبة التاريخية المملوكية، مع اختيار تصميم عبارة عن نجمة في الوسط وعلى كامل الغلاف وبعد الانتهاء من تغليفه تم إعداد علبة حفظ ذات مواصفات عالمية تضمن له الحماية من كل عاديات الزمن·· وقد استغرق العمل في ترميم هذا المصحف التاريخي الضخم ثلاثة أشهر ونصف الشهر ويتألف من 450 صفحة، وقام بترميمه فريق عمل مؤلف من ثمانية أشخاص·· والجدير ذكره أن مركز جمعة الماجد اختارته منظمة اليونيسكو ليكون ضمن اللجنة الخاصة لترميم مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه، الموجود بمدينة طشقند بأوزبكستان·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©