أعلنت شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، عزمها استحداث مركز عمليات جديد متكامل في أبوظبي مزود بأحدث الوسائل التكنولوجية وأنظمة الرصد الإلكتروني ووسائل الاتصال المتعددة، بما يمكن مع الارتقاء بمستوى الخدمة والفعالية ويتناسب والمسؤوليات الملقاة على عاتقه.
وسيتم افتتاح المركز الجديد في شهر مارس المقبل، بعد استكمال اختبارات القدرة والفعالية والجاهزية، بما يضمن استمرارية واستقرار أدائه، كما سيتم تدريب أكثر من 1000 متدرب ميدانيا للعمل فيه.
وقال خليفة الكتبي نائب المدير التنفيذي لدائرة العمليات في الشركة، إن "صحة" تمتلك مستشفيين ميدانيين الأول بسعة 50 سريرا والثاني بسعة 180 سريرا، مجهزين بشكل كامل من النواحي اللوجستية والبنية التحتية الشاملة والمستقلة، موضحا أن مركز عمليات الشركة يقوم بمتابعة كافة الشؤون الخاصة بالجاهزية والاستعداد والاستجابة الخاصة بالمستشفيين، من خلال التدقيق الدوري واختبارات الجاهزية.
وأضاف أنه تم حتى شهر أكتوبر الماضي من خلال مركز العمليات الحالي، نقل وإحالة 661 حالة، بينها 271 حالة حرجة، و31 حالة بناء على توجيهات عليا، و90 عائدة من الخارج، و82 مرافقة للمرضى، و187 حالة متنوعة، في حين بلغ إجمالي الحالات التي تم نقلها من خلال المركز في العام الماضي 338 حالة فقط، وهو ما يعني أن هناك زيادة في عدد تلك الحالات بنسبة 100% تقريباً.
وأضاف أن المركز تمكن العام الماضي من توزيع 52 حالة نتيجة حادث مروري بشارع الشيخ زايد على المستشفيات التابعة للشركة حسب احتياجات كل حالة، كما تمكن في عام 2008 من التعامل بحرفية من خلال مركز العمليات وإنقاذ 349 حالة نجمت عن حادث غنتوت وتم التعامل مع الموقف بسيناريوهات متعددة وبحسب كل حادثة على حدة.
لجنة الأزمات والكوارث
وشكلت "صحة" في العام 2008 لجنة متخصصة مهمتها إعداد الدراسات والخطط للاستعداد للأزمات والكوارث، تضم ممثلين من جميع مرافق الشركة، حيث وضعت اللجنة خطة شاملة لتقييم المخاطر في كافة مرافق الشركة إلى جانب إعداد الخطة الشاملة للاستجابة للأزمات والكوارث ضمن مؤسسات ومرافق الشركة تؤمن تطبيق محددات معيارية وموحدة ضمن مرافق الشركة وتتبنى أحدث نظم إدارة الكوارث العالمية، بالإضافة إلى المتابعة والتطوير والتحديث الدوري للخطة، بما يتوافق مع المتغيرات الخاصة بسلم المخاطر أو متطلبات التطوير والتحديث.
ويلعب مركز العمليات منذ تفعيله دوراً حيوياً في تنظيم وتنسيق ومتابعة شؤون اللجنة المركزية وتحقيق مبدأ نقل المعرفة للجان الفرعية بكافة المنشآت بالشركة.
خطة استجابة
وطبقت "صحة" نظام القيادة والتحكم وإدارة الأزمات والمتوافق مع أعلى المعايير الدولية كمرجعية لخطة الاستجابة للأزمات والكوارث، التي شملت التطبيقات التي تؤمن آليات واضحة لعملية اتخاذ القرار وتوزيع المسؤوليات، وتبادل ومشاركة المعلومات وإدارة الموارد، والتي تعتبر حجر الأساس في تحديد نوعية الاستجابة وبالتالي تحقيق نتائج قياسية من حيث الحد من المخاطر بشكل وقائي وفاعل وتحقيق متطلبات السلامة للجميع. وأمنت الخطة قاعدة موحدة ضمنت لغة تخاطب مشتركة بين منشآت الشركة، مع الأخذ بعين الاعتبار المتطلبات النوعية لكل منشأة من حيث سلم المخاطر الخاص بكل منها.
كما شملت الخطة آلية ونظام تفعيل واستجابة وتصعيد موحد للكوارث والأزمات بمختلف أنواعها، ضمن ترميز لوني موحد ومعتمد عالمياً يسهل عملية نقل المعلومات ضمن المنشأة الواحدة وعلى مستوى المنظومة ككل، ويؤمن التواصل الفعال مع الشركاء الاستراتيجيين ذوي الصلة بغرض مشاركة المعلومات والتنسيق.
نظام لنقل المرضى
وأعد المركز خططا وآليات تشغيلية ومحددات خدمة لعمليات نقل المرضى بين مستشفيات "صحة" والمؤسسات الصحية الأخرى بالدولة، وكذلك لحالات عودة المرضى بعد العلاج خارج الدولة، ضمن بروتوكولات ومحددات خدمة تضمن أعلى مستويات السلامة للمريض والفريق الطبي، والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة.
وأوضح الكتبي أنه تم تحقيق نقلة نوعية في المنظومة الصحية من جهة معدلات السلامة والحد من المخاطر الناجمة عن عمليات نقل المرضى، وذلك من خلال النظم المعيارية والسياسات المطبقة والمراقبة الفاعلة لنظام النقل والتعرف على نقاط الضعف فيه وإعطاء الأولولية لعملية التطوير والتحسين المستمر، وكذلك اعتماد حلول ناجعة تهدف لتأكيد واستقرار فعالية وتوازن النظام.
وأضاف أن المتابعة الدقيقة أثمرت عن التوصل إلى سياسة منظمة لعملية نقل المرضى، اعتمدت على تحديد المسؤوليات ومقابلة الفائدة المرجوة للنقل مع خطورته، مع اعتماد تحديد المركز المناسب الأقرب للعلاج وفق الحاجة الطبية، فضلا عن مدى استقرار الحالة أثناء النقل وتحديد الواسطة الأنسب لذلك سواء كانت أرضية أو بالنقل الجوي.
وأدى اعتماد هذه المعايير والآلية الناظمة ثم تطبيقها ابتداء من يونيو 2010، إلى تراجع وصلت نسبته إلى 100%، في الحالات التي يتم فيها إلغاء عملية النقل الجوي من قبل فريق النقل بعد الوصول إلى مكان الحدث لعدم مناسبتها لحالة المريض. كما تمت السيطرة على 80% من الإشكالات المرافقة لنقل المرضى، بالمقارنة مع عامي 2008 و2009، وعممت هذه التجربة والمعايير الناظمة لها على وزارة الصحة، وهيئة الصحة أبوظبي، وإدارة جناح الجو في كل من أبوظبي والشارقة، والقطاع الخاص في إمارة أبوظبي، في حين تجري حاليا أتمتة عملية تبادل المعلومات بهدف تسريعها، إضافة إلى رصد أدق لضوابط الخدمة.
فريق للاستجابة الطبية
وشكلت شركة "صحّة" فريقاً طبياً من 34 طبيبا من تخصصات نوعية كالطوارئ، والتخدير، والجراحة لتلبية الحاجات الطارئة التي تتطلب استدعاء أطباء للعمل الميداني، ورفد الفرق الطبية للجهات الحكومية الأخرى، بهدف تحقيق مبدأ الاستجابة الفورية، كما أناطت بمركز العمليات مسؤولية المتابعة والإشراف والتنسيق والتدقيق والتطوير، لرفع قدرات الفريق في مجال العمل الميداني وإعداد آليات التفعيل بما يضمن قيامه بواجباته على الوجه الأمثل.
ويلعب مركز عمليات الشركة دوراً حيوياً في إدارة وتنسيق التغطية الطبية للفعاليات الكبرى في أبوظبي، في إطار اللجنة الطبية التي تتبع اللجنة الأمنية العليا للفعاليات.
وقام المركز بإدارة عملية التنسيق والمتابعة لفعاليات دولية ومحلية كبرى في إمارة أبوظبي، كسباق الفورمولا- 1 خلال الأعوام 2009 و2010 و2011، والفعاليات المصاحبة له، وكأس العالم للأندية "فيفا 2010"، وفعاليات مؤتمر الطاقة المتجددة 2010، ومعرض ومؤتمر أيدكس 2011، وفعاليات الاحتفال باليوم الوطني الأربعين وعدد من الفعاليات الأخرى.
مشروع للتدريب
وتبنت الشركة مشروعاً أكاديمياً لإدارة الأزمات والكوارث، من خلال الأكاديمية الأوروبية لإدارة الطوارئ وطب الكوارث، يهدف إلى تعميق المفاهيم العالمية لإدارة الكوارث ضمن كوادر الشركة، ويتسع ليضم كوادر من جهات حكومية وغير حكومية، بمجموع متدربين تجاوز 1070 متدرباً، حيث يشمل برنامج التدريب دورات متقدمة ودورات إعداد مدربين في إدارة الكوارث، ويركز على الكوادر المواطنة بمعدل يتجاوز 40% من المشاركين بما يضمن الاستمرارية وإعداد أطر نوعية مواطنة في مجال إدارة الأزمات والاستجابة والتخطيط.
ويقوم مركز عمليات الشركة بالإشراف والمتابعة والتنسيق لجميع مراحل المشروع للتأكد من الحصول على أفضل النتائج كما ونوعا وضمن برامج زمنية قياسية.
جوائز ومشاركات
حصل مركز عمليات الشركة على عدد من الجوائز المحلية والعربية، منها الجائزة التفضيلية لمشروع جاهزية الطوارئ لعام 2010، وجائزة التميز العربية لمشروع تطوير نظام الطوارئ والكوارث 2011، وجائزة أبوظبي للتميز في فئة مشروع التحسين لتطوير منظومة الإسعاف والكوارث.
كما شارك المركز في مؤتمرات وندوات علمية وطبية ذات العلاقة بالطوارئ والكوارث، والجودة، والسلامة الطبية، بلغ عددها 17 مؤتمراً وندوة.
تفعيل مبدأ الرقابة
أنشئ مركز القيادة والتحكم في شركة “صحة” في أكتوبر من عام 2009 لتحقيق التكامل والفعالية ضمن المنظومة الصحية التابعة للشركة، والتي تشمل المستشفيات، وعيادات العلاج الخارجية، والمستشفيات الميدانية، والعيادات المتنقلة، وتفعيل مبدأ الرقابة والمتابعة بغرض التطوير المستمر بما يخدم حاجات المجتمع الحالية والمستقبلية.
ويقوم المركز بالتخطيط والمتابعة والإشراف والتطوير لنظام الجاهزية والاستعداد والاستجابة للأزمات والكوارث ضمن المنظومة التابعة للشركة، والتعاون والتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين في إمارة أبوظبي لتوحيد النظم وتحقيق خطة موحدة وشاملة، تضمن أفضل مستوى تنسيق، والاستخدام الأمثل للموارد بما يعزز مبدأ السلامة للمرضى والعاملين.
ويعمل المركز ضمن إطار اللجنة الطبية للفعاليات من خلال التنسيق والدعم اللوجستي للتغطية الطبية، وما يرتبط بها خلال فترة الفعاليات الكبرى ضمن إمارة أبوظبي بالتعاون والتنسيق مع الشركاء.
عدد اليوم
