الأم الجانية على ابنتها العروس!

عندما تبلغ الفتاة سن الزواج، تبدأ رسم خريطة الزواج المنتظر أولاً ثم أوصاف العريس ثانياً، وفقاً لأحلامها الاجتماعية، ولكن تتم مصادرة إرادة الفتاة تحت لافتة الحرص على مصلحتها ومستقبلها، حيث توضع أولاً المواصفات المادية تبعاً لسوق الزواج، ويرتفع سعر الفتاة بارتفاع نسبة الجمال لديها، فالأم لها الحق في أن ترفض أصحاب الكفاءة، مفضلة عليهم الأثرياء مهما كانت صفاتهم الشخصية· ربما تقتنع الفتاة بهذا النوع من العرسان لضعف شخصيتها أو لقدرة الأم وهيمنتها على ابنتها وتستغل أنه ثري وتطلب الكثير منه لينفق ببذخ وإسراف على مختلف الجوانب لتحقق لابنتها الزفاف الأسطوري· لكن نتساءل: أين العريس من هذا كله؟ حيث نسيت الأم المربية الفاضلة أنها تبحث عن سعادة ابنتها وأن هناك فناً في إدارة بيت الزوجية وهناك أسلوباً في معاملة الزوج وأخلاقيات لا بد الالتزام بها والفتاة بحاجة ماسة إلى التوجيه والتصحيح من قبل الأم التي أغفلت في وسط هذا الضجيج التافه أن ثمة عالماً خاصاً للعلاقات الإنسانية يتطلب نوعاً من التكييف والتدريب والمرونة كي يتم الانسجام بين العروسين، وأن يكون هناك تكامل في درب الحياة· ويجب على الطرفين أن يتفهما المهارات والقدرات لاستيعاب كل واحد منهما عيوب وحسنات الآخر· نسيت الأم تقديم النصائح لابنتها وهي مقبلة على الزواج والانتقال إلى الحياة الجديدة· وللأسف، لم تعد الأم تقدم خبرتها المعيشية لابنتها، إنما تقضي معظم الوقت منذ الخطوبة وحتى الزفاف في تفاصيل الفرح التي تنتهي في يوم وليلة، بينما تترك ابنتها لتتبدأ حياة طويلة دون أي إعداد· اسألوا ساحات المحاكم لتجيبكم الإحصائيات عن تفاقم نسب الطلاق· جعفر عبدالكريم مملكة البحرين