السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأخطار تهدد الأرشيف الموسيقي العربي والإسلامي

الأخطار تهدد الأرشيف الموسيقي العربي والإسلامي
17 يوليو 2018 21:32
محمد نجيم (الرباط) اعتبر عدد من الباحثين والمُهتمين بتاريخ الموسيقى من مختلف أنحاء العالم، أن هناك عدة أخطار تهدد أرشيف موسيقى الشعوب العربية والإسلامية؛ خاصة تلك التي تعيش على وقع الحروب والصراعات الطائفية. وهذا يُعرّض مخزونها من هذا الإرث الذي يعكس هويتها والذي تركه الأوائل وصانوه لعقود كثيرة من الزمن، وتناقلته الأجيال على مر السنوات، للتلف والمحو والنسيان. ففي ندوة كبرى نظمت، على مدى يومين، في إطار فعاليات الدورة الـ40 لمنتدى أصيلة الثقافي الدولي، وهي الندوة التي ترأسها شريف خازندار الذي أشار في أرضية الندوة «أن العالم الإسلامي يمر حالياً بتغيرات تتوالى بصورة سريعة سواء من حيث تنقل الشعوب والمعارف أو الممارسات الثقافية، بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الثقافات تواجه ظروفاً تطبعها نزاعات وأزمات سياسية واقتصادية ودينية، لهذه الأسباب، تبدو اليوم قضايا الحفاظ وتواصل المعارف الموسيقية مسألة حاسمة، ومن أجل الحفاظ على موسيقى الأجيال المقبلة، حيث أصبح من الضروري التساؤل عن الأساليب التي يمكن اتباعها، آخذين بعين الاعتبار الآليات الجديدة التي تتوافر عليها اليوم والأخطار المتوالية، من أجل الحفاظ على التواصل بين الأساليب الموسيقية المتنوعة وممارستها». وقد شهدت إحدى جلسات هذا اللقاء مناقشة النقاط التي عالجها مؤتمر الموسيقى العربية، المنعقد في القاهرة سنة 1932، وهو المؤتمر الذي أكد على قيمة الموسيقى في حياة الشعوب وصون ذاكرتها وأحد أهم فنونها؛ وقد كان من أهم قراراته وتوصياته: العمل على أرشفة الموسيقى، وحفظ هذا المخزون من التلف والاندثار وصيانته للأجيال القادمة. وتوقف عالم الموسيقى الفرنسي جاك لامبير، عند التجربة الفرنسية مؤكداً أن مؤتمر القاهرة أسفر عن توصيات وقرارات مهمة؛ لو طبقت في حينها لأمكن إنقاذ الكثير من ما تزخر به الموسيقى العربية. وأشار هذا الباحث الذي يعمل في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، أن هناك بعض المؤسسات العربية التي تقوم بحفظ الموروث الموسيقي من قبيل «مؤسسة عمار» اللبنانية، التي تعمل منذ عقود على رقمنة الموسيقى والموروث الموسيقي في بلدان عدة: مصر وسوريا ولبنان؛ وأيضاً مؤسسة «روضة البلابل» التي يديرها الموسيقار المصري مصطفى سعيد. ومركز أرشيفات جامعة كاسليك اللبنانية، ومركز التراث الموسيقي في عدن. أما الباحثة العراقية وعالمة الموسيقى شهرزاد حسن التي تدرس تاريخ الموسيقى في جامعة لندن وجامعة بغداد فقد أعطت صورة قاتمة عن الأرشيف الموسيقي العراقي الذي تم تدميره بالكامل في بغداد خلال الحروب التي تعرضت لها العراق، مشيرة أن أرشيف العراق من الموسيقى الذي ضاع تحت وابل القنابل والقصف الصاروخي، لا يقدر بثمن، لأنه يهم ذخائر جميع أطياف المجتمع العراقي من مسلمين ومسيحيين وشيعة وتركمان وأكراد. أما الباحث يوسف طنوس، مدير مركز التراث الموسيقي بلبنان فتوقف في مداخلته عند أهمية أغاني المهد في كل من فلسطين ولبنان والأردن وسوريا؛ مؤكداًعلى تعرض القسط الأكبر من هذا التراث إلى الضياع والنسيان بسبب عوامل شتّى كالحروب والنزوح من القرى والأرياف إلى المدينة والتطور التكنولوجي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©