السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

آفاق واعدة لتعزيز الشراكة بين الإمارات والصين

آفاق واعدة لتعزيز الشراكة بين الإمارات والصين
17 يوليو 2018 23:24
هزاع أبوالريش (أبوظبي) أكد السفير علي عبيد الظاهري، سفير الإمارات لدى الصين، أن زيارة الرئيس الصيني المرتقبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ترجمة لقوة ومتانة العلاقات بين الدولتين اللتين تشتركان في العديد من المبادئ والرؤى، وتتكاملان في العديد من المزايا والمصالح، ولهذا ليس غريباً أن تصل العلاقات بينهما إلى مستوى استراتيجي غير مسبوق. وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين الدولتين تكتسب أبعادها الاستراتيجية، انطلاقاً من المصالح المشتركة بينهما، حيث تنظر الإمارات إلى جمهورية الصين الشعبية باعتبارها شريكاً استراتيجياً، وطرفاً أساسياً، في معادلة تحقيق الانتعاش الاقتصادي والاستقرار والاستثمار الأمثل لمواردها. جاء ذلك، خلال الندوة التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيّة، أمس، تحت عنوان، «آفاق العلاقات الإماراتية - الصينية»، وذلك بمناسبة زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى الدولة، وتحدث فيها كل من: الدكتور علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية الصين الشعبية، والسفير ني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر المركز في أبوظبي، بحضور نخبة من الدبلوماسيين، وعدد من ضباط القوات المسلحة، والكتّاب والصحفيين ورجال الإعلام، والمهتمين بالعلاقات (الإماراتية-الصينية). واستهلّت الندوة فعالياتها بكلمة ترحيبيّة لسعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أكد فيها أن العلاقات (الإماراتية – الصينية) كانت دائماً قوية ومتميزة، وشهدت خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المجال الاقتصادي، نمواً مطرداً. وأشار في كلمته إلى أن العلاقات بين الدولتين تمضي قدماً نحو ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة، المبنية على الأهمية الخاصة لكل منهما، فقد استطاعت الدولة، خلال سنوات قليلة، أن تقدم نموذجاً تنموياً فريداً يحظى بالتقدير في مختلف الأوساط والهيئات الإقليمية والدولية، فيما حققت جمهورية الصين الشعبية معجزة اقتصادية، تبوأت من خلالها مكانة مرموقة على الصعيد الدولي، حيث باتت اليوم ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وهي مرشحة خلال السنوات المقبلة لأن تكون في المركز الأول بفعل معدلات النمو القوية التي حققتها خلال السنوات الماضية، إضافة إلى قوتها المالية والسكانية، وتجاربها المتراكمة. وعقب انتهاء الكلمة الترحيبية، بدأت فعاليات الندوة التي تناولت محورين رئيسيّين: الأول، ناقش العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، وتحدث فيه السفير ني جيان، سفير الصين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أشار إلى أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية علاقات قوية ووطيدة، وحققت على مدار 34 عاماً من عمرها نجاحاً منقطع النظير، مؤكداً أن العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة الأكثر عمقاً لجمهورية الصين الشعبية مع أي دولة أخرى. وفيما يخص العلاقات الثقافية، أشار السفير ني جيان إلى أن هناك الكثير من الفنانين الذين يزورون دولة الإمارات العربية المتحدة، وهناك فِرق صينية تشارك في المهرجانات الإماراتية، كما أن الكثير من الفنانين الإماراتيين يزورون جمهورية الصين الشعبية، وهناك أيضاً تبادل طلابي، مشيداً باقتراح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتدريس اللغة الصينية في مدارس داخل الدولة، وهناك الآن 11 مدرسة تدرّس اللغة الصينية، وهذا سيساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين. وبخصوص الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينغ للدولة، فقد أكد السفير ني جيان أنها تنطوي على أهمية كبيرة، فهي الأولى لرئيس صيني منذ نحو 30 عاماً، وهي الأولى له بعد إعادة انتخابه رئيساً للبلاد، وأكد أنها ستدعم أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين. وأما المحور الثاني، فتناول فيه الدكتور علي عبيد الظاهري، الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات (الإماراتية – الصينية)، وأعرب في مستهل حديثه عن خالص الشكر والتقدير لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لتنظيم هذه الندوة المهمة، مؤكداً أن المركز بات إحدى أهم المؤسسات العالمية المتخصصة في مواكبة التطورات والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية، وتحديد أفضل سبل الاستجابة لها، وإعداد أدق الدراسات والبحوث حولها. وأشار الظاهري إلى أن النجاح الباهر الذي حققه كلا البلدين على مختلف الصعد، الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياسية، خلال العقود الماضية، أكسبهما أهمية جيوسياسية وجيواستراتيجية على نطاق واسع، سواء على الصعيد القارّي أو العالمي، لذلك فإن بناء الشراكة الحقيقية بينهما بات أمراً ضرورياً وملحاً من أجل توحيد الجهود للتصدي للتحديات كافة التي تواجه شعوب المنطقة والعالم. وخلص السفير الظاهري إلى أن تنامي الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات (الإماراتية- الصينية) سيكون له تأثيرات إيجابية كبيرة في مسيرة تعاون البلدين على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية كافة، خاصة أن قيادتَي الدولتين تدركان أهمية هذا التعاون بينهما، كما أن هذه التأثيرات ستمتد لتسهم في رسم خريطة جديدة أوسع وأشمل للعلاقات الاستراتيجية بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية كافة، حيث إن هناك الكثير من أوجه التعاون المرتقب تنميتها في السنوات القليلة المقبلة، بناءً على مخرجات الدورة الثامنة لمنتدى التعاون (الصيني- العربي) التي أقيمت الأسبوع الماضي في بكين، ما سينعكس بالخير على الشعوب العربية والشعب الصيني الصديق بكل تأكيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©