الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حمد صغران: الفيلم الناجح نتاج روح إبداعية مشتركة

حمد صغران: الفيلم الناجح نتاج روح إبداعية مشتركة
15 يناير 2011 21:20
إبراهيم الملا (الشارقة) - يعمل المخرج الشاب حمد صغران حاليا على تنفيذ فيلم جديد لم يختر له عنوانا بعد انتظارا لاكتمال المفاصل الأساسية للعمل. وسبق لحمد صغران تقديم ثلاثة أفلام روائية قصيرة للمشهد السينمائي المحلي وهي: «الغبة» و«ارتقاب» و«البحر يطمي» المستوحى من قصة قصيرة للراحل جمعة الفيروز بالإضافة إلى فيلم «بذور وجذور» الذي صوره وكتب السيناريو الخاص به بالاشتراك مع المخرج سعيد مروش، وعند الحديث عن الأرضية التي يستند عليها صغران في إنتاج أعماله السينمائية فإن دفة الحوار لا بد وأن تتجه نحو المناخ الأدبي والثقافي والفني المحيط به في إمارة رأس الخيمة والذي يتشكل مثل غيمة ناعمة وممطرة برفق في المبنى الصغير لاتحاد الكتاب في الإمارة ، هذا المبنى الحميمي الذي بات أقرب إلى المشغل أو المختبر الحافل بالنقاشات والمداولات السينمائية المشبعة بفضاءات وروح الحساسية الأدبية والتي تلم في أعطافها أسماء إبداعية متوهجه نذكر منها أحمد سالمين ومحمد حسن أحمد وأحمد العسم ووليد الشحي وحمد الحمادي وعبدالله حسن وناصر اليعقوبي، وغيرهم من المهمومين بتأسيس ذاكرة جمالية أصيلة في المكان، إن هذا التجمع الثقافي الحار والمتدفق أصبح بمثابة الخيار الذاتي الذي حدد مسارات وانتقاءات حمد صغران السينمائية كما أنه تحول وبالتدريج إلى طقس حياتي لابد أن يتم رفده بانشغالات ونتاجات توائم وتتقاطع مع طموح وحماس أصدقائه المحيطين به. وفي لقاء لـ «الاتحاد» مع حمد صغران المخرج الطموح والمخلص لخياراته الإبداعية عن فيلمه الجديد وعن هواه السينمائي المفعم بالشغف والتحديات أيضا والتي جعلته يحول إحدى الغرف بمنزله إلى أستوديو صغير يحوى معدات وأجهزة للمونتاج والمكساج والتوليف السينمائي، أشار إلى الموضوع المطروح في فيلمه الجديد بقوله إن العمل يتوزع على قصتين أساسيتين تدور إحداها في السبعينيات من القرن الماضي، والأخرى في الزمن المعاصر، وتبدو القصتان من الوهلة وكأنهما قصتين منفصلتين ولكنها في النهاية تلتقيان على ثيمة مشتركة تناقش التبدلات الإنسانية والعاطفية العنيفة التي طرأت على الإنسان في الأزمنة الحديثة وسط ثورة الاتصالات التي دمرت نقاء وبراءة العلاقة الحميمية مع الآخر، هذا الآخر الذي بات رغم قربه الجسدي بعيدا جدا عن العشق المخلص لشروطه وعنفوانه وصفائه أيضا، وللتعبير عن هذا الإشكال النفسي والاجتماعي يستعرض الفيلم بمعالجة مكثفة طبيعة العلاقة العاطفية التي تربط بين فتاة وشاب في زمن قديم كانت وسيلة التواصل الجميلة فيه تقوم على الرسائل الورقية، وتبرز المقارنة البصرية والموضوعية هنا مع قصة حديثة تجمع فتاة وشاب في الجامعة يتواصلان من خلال وسائل الاتصال المتطورة التي تظل وسائل محايدة ومنزوعة من الصدق والمواجهة والرومانسية المرهفة التي لونت وطغت على فترة الثمانينيات وما قبلها. وحول بداياته وسر تعلقه بالسينما أشار صغران إلى شرارة حبه وشغفه بالسينما وبالصورة عموما بدأت أثناء الدراسة عندما كان يجرب التصوير بالتعاون مع مدرس الكمبيوتر وأصدقائه وهو التعاون الذي تمخض عن إخراج فيلم جرافيك بسيط تم تنفيذه بتقنية الأبعاد الثلاثية، أما بداية دخوله الحقيقي في عالم السينما ــكما أشارــ فبدأت مع احتكاكه بـ«جماعة انعكاس السينمائية» في رأس الخيمة وبالتحديد مع المخرج وليد الشحي، حيث بدأ يتعرف وعن قرب على التفاصيل التقنية والعمل الأشبه بالشغل الاحترافي في مجالات التصوير والمونتاج والإخراج والمكساج والديكورات واختيار مواقع التصوير وغيرها من أساسيات ومفاصل الصناعة السينمائية. وعن المناخ السينمائي المختلف والمغاير الذي يجمعه بأصدقائه في إمارة رأس الخيمة قال صغران» إن الجو الأدبي الذي يجمع الشعر بالقصة بالسينما وفعل التواصل والاستمرارية الذي يشهده المكان من ناحية الإنتاج السينمائي هو الذي خلق حالة تفاعلية ومتوهجة عندما يتعلق الأمر بقيمة وأصالة وجودة الصورة المقدمة والتي تحاور البيئة الثرية والمتنوعة المحيطة بنا» وأضاف «هذه الصورة من حسن حظنا أنها تنبع من روح مشتركة وتستند على نصوص عالية في قيمتها ورؤاها كما أن المخرجين الذين ينفذون هذه النصوص وينقلونها من الورق إلى الشاشة هم مخرجون قريبون جدا من هواجس النص ومن انشغالات الكاتب نفسه». وعن الأستوديو الذي أنشأه في منزله أوضح صغران أن فكرة تحويل إحدى الغرف بمنزله إلى مشغل سينمائي صغير أتته عندما اقتنى أجهزة بصرية وسمعية خاصة يمكن الاستفادة من إمكانياتهما في عمليات المونتاج والمكساج، ولكونه عاشقا للمونتاج خصوصا أصبح للمكان هويته المختلفة بحيث تحول بالتدريج وبتشجيع من العائلة إلى مكان ذي قيمة فنية خاصة ومستقلة في المنزل. وأكد صغران على العمل في حقل السينما تطلب منه الكثير من التضحيات المادية والمعنوية، وأشار أن وقفة والده ووالدته وتفهمهما كان له الدور الكبير في تواصله مع هذا الفن الاستثنائي الذي ينتظره مستقبل حافل بالمفاجآت والإسهامات الرائعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©