الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كأس الخليج تشكو ندرة المواهب بعد أن كانت «منبع النجوم»

كأس الخليج تشكو ندرة المواهب بعد أن كانت «منبع النجوم»
14 يناير 2013 23:17
المنامة (الاتحاد)- تترقب الجماهير كأس الخليج، ليس فقط بحثاً عن فوز منتخب في مباراة، أو وصول آخر إلى النهائي وحصد بالكأس، بل تنتظر شهادة ميلاد نجوم جدد في البطولة، فهي تشبه إلى حد كبير مهرجان للمواهب الشابة، التي تشق طريقها إلى عالم الشهرة والنجومية في الملاعب، وتظل هذه المواهب تتذكر بدايتها الحقيقية في كأس الخليج. هل تذكرون جاسم يعقوب وحسين سعيد وماجد عبدالله وفيصل الدخيل ومنصور مفتاح وزهير بخيت وفهد خميس وعدنان الطلياني وعلي الملا وبشار عبدالله وعبدالعزيز العنبري وهاني الضابط ومبارك مصطفى ويوسف الثنيان وسامي الجابر وفؤاد أنور وغيرهم من اللاعبين، هؤلاء من مواليد كأس الخليج في دورات مختلفة، وليست بطولة واحدة، وارتبط اسم عدد كبير من اللاعبين بالبطولة، خاصة الهدافين الذين أشعلوا المدرجات بأهدافهم وتألقهم في الملاعب. فجأة توقفت شهادات الميلاد، وتحولت كأس الخليج من منبع النجوم إلى شح المواهب، وانتهى زمن نجوم الشباك الذين يخطفون الأضواء، وينتزعون الآهات من الجماهير في المدرجات، السؤال الذي يطرح نفسه، ما سر توقف المنبع ونضوب المواهب في البطولة، هل المواهب تنقرض وهل أصاب الكرة الخليجية العقم، أم أن هناك أسباب أخرى لا نعرفها؟! طرحنا القضية على عدد من الخبراء والمحللين والنجوم السابقين في الملاعب لمعرفة الأسباب الحقيقية لغياب النجوم في دورات كأس الخليج خاصة في آخر 3 بطولات. صحيح أن البطولة الحالية تشهد «ومضات» ولاعبين قدموا أوراق اعتمادهم في البطولة الحالية مثل عمر عبدالرحمن نجم منتخب الإمارات والكويتي يوسف ناصر والعراقي همام طارق ومواطنه سيف سلمان. يقول يوسف الثنيان نجم الكرة السعودية السابق وأحد مواليد كأس الخليج، إن هناك العديد من الأسباب وراء غياب المواهب في البطولات الخليجية، خاصة على مستوى المنتخب السعودي خلال السنوات العشر الأخيرة، في مقدمتها قلة الثقافة للاعب والتي تجعله يصل إلى درجة معينة من الشهرة ويتوقف عن ذلك، بالإضافة إلى أن عدم مقارنتهم بالنجوم السابقين الذين ظهروا في كأس الخليج، وحظوا بشهرة خليجية وعربية وآسيوية، وكانت البطولة هي البوابة لعبورهم إلى التألق، بجانب أن البيت والمجتمع والنادي شركاء في هذه المشكلة. وأضاف: الحقيقة لا نستطيع أن نحصر أسباب اختفاء نجومية اللاعب السعودي، بعد بروزه لفترة محددة في نقطة معينة، ولكن هناك أسبابا عديدة، يأتي في مقدمتها قلة الوعي لدى اللاعب، ومدى أهميته بتأثير ذلك عليه مستقبلاً، علاوة على عدم وجود التوعية التربوية من البيت والمدرسة، فلا يزال الكثير من الأسر تجد أن مجال الرياضة، خاصة كرة القدم هو مجال غير مفيد، ناهيك عن أن الأندية هي الأخرى يقع على عاتقها جزء من المسؤولية، نستطيع أن نُلخصه في عدم وجود التهيئة الذهنية والنفسية، وتجهيز اللاعب لمثل هذه البطولة، والتي من المفترض أن تعود بالفائدة على اللاعب ومنتخب بلاده. وأشار الثنيان إلى أن المسؤولين في المنتخب السعودي يتحملون جزءاً من مسئولية في عدم استمرار النجوم السعوديين في الملاعب لفترة أطول، ويقوم الجهاز الفني باستدعاء لاعبين برزوا في مباراة أو مباراتين في الدوري، ما يجعل وصوله إلى صفوف المنتخب سهل جداً، ويعتبر بمثابة الحلم الكبير الذي تحقق، ولا يوجد لديه ما يقدمه، بعدما وصل إلى هدفه باللعب للمنتخب. وأكد الثنيان أن الحل هو أن يتم دراسة الموضوع من جوانبه كافة ووضع الحلول المناسبة التي تعيد النجوم والمواهب إلى بطولات الخليج. ومن جانبه، قال أسامة حسين مدير منتخب الكويت، إن كأس الخليج بمنافساتها القوية وبنظامها الجديد لم تعد تسمح بأن يجازف أي مدرب بالدفع بلاعب صغير السن في وسط الصراع القوى ورغبة كل المنتخبات للفوز وحصد الثلاث نقاط لإسعاد جماهيرهم، والمنتخبات في الماضي كانت تلعب دوري من دور واحد، وكان عدد المباريات أكثر من النظام الحالي، حيث يلعب كل منتخب ثلاث مباريات فقط في الدور الأول، وإذا استكمل مشواره يلعب مباراتين فقط، وبالتأكيد فإن اللقاءات تكون حساسة، ولا يريد أي مدرب بالدفع بلاعب صغير قد لا يجد المساعدة من الكبار في الملعب. وأضاف: عندما يبدأ أي منتخب مباريات البطولة، نجده يرغب في البدء بقوة بالعناصر أصحاب الخبرة من أجل الفوز وجمع النقاط، ولا يعد مناسباً أن يشرك المدربون لاعبين صاعدين لاكتساب الخبرة والاحتكاك، وهو ما يجعل فرص بروز نجوم جدد في بطولات الخليج أمراً صعباً إلا إذا تم تجهيزه من وقت طويل ليكون أساسياً فيها، وأؤكد أنه لا يوجد عقم للنجوم في دول الخليج، وإنما الظروف التنافسية هي من تجبر الجميع على الحذر الشديد عن الدفع بأي لاعب جديد. ويتفق فهد خميس لاعب منتخب الإمارات والوصل السابق على وجود الظاهرة، مؤكداً أن النجوم تراجعوا بشكل كبير، والسبب أن الجميع يتعامل مع الأجيال الجديدة ومقارنتها باللاعبين القدامى أمثال ماجد عبد الله وعدنان الطلياني وجاسم يعقوب وعبد العزيز العنبري وغيرهم من النجوم الذين ظهروا وتألقوا في البطولات السابقة، وبالفعل فإن النجوم السابقين كانوا يتمتعون بالموهبة، وكتبوا شهادات ميلادهم في كأس الخليج ولا تزال أسماؤهم تتردد حتى الآن. وأضاف: في السنوات الأخيرة ظهر مجموعة من اللاعبين أمثال العُماني عماد الحوسني وإسماعيل مطر وهو ما يجعلنا نقول إنها تراجعت، ولكنها لم تندثر، ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن مستوى المنتخبات تراجع بشكل كبير عن السنوات الماضية، بالإضافة إلى أن بعض المنتخبات تتعامل معها على أنها بطولة إعدادية لبطولات أخرى رسمية، سواء قارية أو تصفيات المونديال، ولا تدفع باللاعبين الأساسيين، وهو ما يأتي على حساب المستوى الفني للبطولة بشكل عام. وأكد فهد خميس أن الاهتمام بكأس الخليج تراجع عن السابق، بسبب إقامة البطولة في منتصف الموسم، بجانب الارتباطات على مستوى الأندية والمنتخبات، على عكس السابق لم تكن هذه البطولات القارية بهذا الحجم الكبير مشيراً إلى أن هذه البطولة سوف تظل غالية على قلوب أهل الخليج. وقال فهد خميس إن «خليجي 21» تشهد حالياً ميلاد نجم جديد للكرة الإماراتية، هو عمر عبد الرحمن الذي سوف يواصل تألقه في البطولة، بعدما توهج مع العين في الدوري، وأيضاً مع المنتخب الأولمبي. وقال علي النونو لاعب منتخب اليمن وأهلي صنعاء إن هذه القضية موجودة بالفعل في دورات كأس الخليج، وفي السابق كنا نشاهد البطولة ونستمتع بالمواهب التي تظهر فيها، ولا ننساهم ومع استمرار البطولات نجد أن هؤلاء كتبوا شهادة ميلادهم في كأس الخليج، وبعدها وصلوا إلى النجومية والشهرة، وهو عكس ما يحدث الآن حيث تراجع المواهب بشكل كبير، ولم تعد كأس الخليج تلد لنا مواهب جديدة، خاصة القادمين على الطريق. وأضاف أن هذه الظروف لها مقاييس كثيرة وأسباب لا حصر لها منها أسباب تتعلق بكل منتخب على حدة، وطبقاً لظروفه، والمدرب الذي يقود الفريق، وهل هو مواطن أو أجنبي، وهل يفتح الباب أمام لاعب صغير السن، ويشارك ضمن الأساسيين أم يرفض مثل هذه الأمور خوفاً من النتائج السلبية، بالإضافة إلى أن الأندية تتحمل الجزء الأكبر في هذه القضية، لأنها تمثل القاعدة الكبيرة التي تصب في النهاية عند بوابة المنتخب وللأسف الأندية تنظر إلى المحترفين الأجانب، أكثر مما تنظر إلى اللاعب المواطن الذي من المفترض أن تهتم به الأندية حتى يصل إلى صفوف المنتخب. وأكد النونو أنه لا يرفض وجود اللاعب الأجنبي بقدر ما يرفض أن يكون الأجنبي في مستوى اللاعب المواطن، وبعد ذلك يحصل الأجنبي على فرصته كاملة، ويحصل على الأموال، بينما اللاعب المحلي يبحث عن أنصاف الفرص، لدرجة أن بعض المنتخبات تضم في صفوفها لاعبين يشاركون في وقت قصير من المباراة، وربما يجلسون على الدكة لفترات طويلة، وبالتالي أين الفرص التي يحصل عليها اللاعب، كي يصل إلى المنتخب ويظهر في بطولة مثل كأس الخليج؟، وأن ظروف المنتخب اليمني مثلها مثل ظروف كل المنتخبات، وبالطبع من الصعب أن تظهر موهبة في مثل هذه الأجواء، رغم أن المنتخب لعب في مجموعة نارية، قبل خروجه من الدور الأول. الماس: الغرور أصاب المواهب والشهرة العدو الأول المنامة (الاتحاد)- يقول بخيت الماس حسن النوفلي الذي شارك كأول حارس مع منتخب عُمان في بطولات كأس الخليج، في الدورة الثالثة بالكويت 1974 إن الكرة الخليجية أصابها العقم، من خلال الغرور الذي حل باللاعبين، حيث يعتقد البعض منهم أن النجومية، هي الوصول إلى المرمى، وتسجيل الأهداف في الوقت الذي يسعى الجميع للشهرة بدلاً من تطوير الموهبة، والسعي لصقل المهارة التي اكتسبها، كذلك السعي للحصول على عقد يدر عليه بالمال، ويكون الاهتمام خلال المرحلة بالإعلام والخروج في اللقاءات الصحفية بدلاً من التركيز على زيادة الحصص الرياضية. ويختلف صالح الحراصي أقدم المشجعين لمنتخب عُمان منذ بدايات كأس الخليج في الرأي، ويقول: ليست مع اختفاء النجوم في البطولة، بل الاختفاء بعد الظهور في كأس الخليج التي لها نكهة خاصة، وما زالت تخرج النجوم المواهب والنجوم المتميزين، ولكن «البيزات» طغت على الكرة الخليجية، والمواهب الشابة، وأصبح اللاعب يفكر في المادة وليس في إمتاع الجمهور كما كان في السابق. الحوسني: الإعلام يركز على خارج الملعب وليس داخله المنامة (الاتحاد) قال سلطان الحوسني رئيس نادي الخابورة، إن بطولات كأس الخليج ما زالت ثرية من الناحية الإعلامية، لكنها لم تعد كذلك، من ناحية بروز المواهب، والسبب يعود إلى تركيز وسائل الإعلام على المناوشات في البرامج الحوارية، وليس تسليط الضوء على المواهب التي تبرز في البطولة، ولا يمكن اعتبار بطولات كأس الخليج عقيمة في مسألة إبراز المواهب، لكن بكل تأكيد هناك نوع من التراجع، قياساً بالماضي، وذلك لعدة اعتبارات، أبرزها ضعف التركيز الإعلامي على المواهب التي تبرز، قياساً بالماضي. وأضاف «أن تقييم اللاعب الخليجي وغياب الدافع لديه للوصول إلى المستويات العالمية، وقبوله بالاحتراف في المنطقة فقط، من خلال الدوريات الخليجية، قلل من بروز اللاعبين في البطولات الخليجية، فالنظرة والقيمة التعاقدية التي يجدها اللاعب الخليجي في الدوريات الخليجية، أكثر إغراء من الاحتراف الخارجي الذي يتبعه الكثير من الالتزامات والانضباط والعمل الجاد الذي نادراً ما يتوافر في اللاعب الخليجي الذي يريد ألأسهل. عادل توفيق: الاتحادات والأجهزة الفنية تخشى المغامرة المنامة (الاتحاد) - اعترف عادل توفيق لاعب منتخب الكويت السابق والمدرب الحالي أن بطولات الخليج لم تعد كما كانت في السابق ولادة للاعبين النجوم الذين يظهرون ويتألقون ويخطفون الأضواء في أول ظهور لهم مع منتخباتهم، وإن كانت الكويت تختلف عن الآخرين، وتقدم في كل بطولة نجما صاعدا جديدا، وآخرهم في «خليجي 20» يوسف ناصر المهاجم الأول لـ «الأزرق» حالياً، ومن قبله ظهر في «خليجي 19» طلال نايف ومحمد راشد، وجميعهم الآن من العناصر الأساسية لمنتخب الكويت. وأضاف: أغلب الاتحادات الخليجية تهتم بالفوز بالبطولة الغالية، ولذلك تأتى إليها بعناصر من كبار النجوم، وبات من الصعب الدفع بأي لاعب صاعد معها، وحتى الأجهزة الفنية تخشى المغامرة حتى لا تكون غير محسوبة وتخسر الفرق إذا لم تشرك النجوم الكبار، والمثير أن المدربين الوطنيين هم الأكثر شجاعة في الدفع بالعناصر الجديدة. وقال: أحياناً تأتي منتخبات إلى بطولات الخليج، من دون إعداد جيد، ومن هنا لا يظهر اللاعب المحلى الصغير بالشكل المرضي عنه دولياً، بسبب ضيق فترات الإعداد لجداول البطولات المحلية المزدحمة، واللاعب الجديد يحتاج إلى وقت للانسجام مع زملائه الكبار في المنتخب. هاني الضابط: الدوريات الضعيفة لا تفرز مواهب جديدة المنامة (الاتحاد) - قال هاني الضابط لاعب منتخب عُمان السابق وكابتن فريق ظفار إن اللاعبين الذين يظهرون من خلال دورات الخليج في البطولات الأخيرة، لا يستمرون في مواصلة تألقهم، لعدة أسباب، منها إهمال اللاعب نفسه، وعدم تطوير مستواه إلى الأفضل، كذلك تراجع الفريق الذي ينتمي له اللاعب، من حيث المستوى، وتحقيق البطولات، والسبب الآخر يكمن في الدوري الضعيف أو عدم تواجد دوري محترفين، لتعزيز ومواصلة قدراته، كذلك نتائج منتخب بلاده لم تسعفه في الظهور بالشكل المطلوب، كما أن كثرة البطولات في الوقت الحالي تجعل اللاعب في حالة من التشتت بينها، كما أن تشعب المشاركة تصيبه بالتشبع كروياً، لذا نلاحظ انخفاض مستواه بين الحين والآخر. خالد الرواس: كرتنا «ولادة» المنامة (الاتحاد)- أكد خالد بن سعيد الرواس عضو الاتحاد العُماني لكرة القدم أن إقامة البطولة كل سنتين يجعل من الصعب أن يبرز لاعبون جدد ومواهب واعدة للكرة الخليجية، بسبب قرب البطولات من بعضها، لأن أي بطولة عندما يظهر بها لاعب أو لاعبين من أي منتخب، فإنه يتواصل على الأقل لثلاث بطولات خليجية متتالية، ولهذا السبب يصعب على المنتخبات التغيير في مراكز اللاعبين، أو ظهور أسماء جديدة، إلا إذا كانت هناك موهبة غير عادية، وفي اعتقادي بأن كأس الخليج لا تزال تمد المنتخبات الخليجية بمواهب ونجوم قادرة على تسجيل اسمها في البطولة، ولكن ليس في كل سنتين، وإنما كل 4 سنوات، والدليل البطولات الثلاث الأخيرة التي أقيمت في الإمارات وعُمان واليمن، قدمت عدداً من اللاعبين. وأضاف: الكرة الخليجية لا تعاني من العقم، بل إن هناك منتخبات تقدم لاعبين ومواهب، سرعان ما تظهر في سماء الخليج ولكن تبقى أهمية البطولة عند أبناء الخليج، ومدى حرصنا عليها وتطويرها من جميع النواحي الإعلامية والفنية وأيضاً الجماهيرية، إلا أن كثرة المشاركات والاستحقاقات الداخلية والخارجية ترهق اللاعب، وتتسبب في هبوط مستواه في أغلب الحالات، ناهيك إلى ضعف النادي الذي يلعب فيه اللاعب، وكذلك الدوري من عوامل اختفاء عدد من النجوم وعدم استمراريتهم بالمستوى نفسه. 8 معايير تحدد آلية الاختيار وبلوغ النهائي عامل الحسم 7 لاعبين في المربع الذهبي مرشحون لجائزة «الأفضل» المنامة (الاتحاد)- على الرغم من أنه لا يمكن النظر للاعبين المرشحين لجائزة أفضل لاعب في البطولة، باعتبارهم من المواهب، إلا أنه لا يمكن إغفال جانب المنافسة بين اللاعبين على نيل هذا الشرف، خاصة إذا أطلت رأس لاعب واعد في «الحسابات» الفنية عند الاختيار. وفي ظل «شح» المواهب التي كتبت شهادات ميلادها في البطولة، كانت «خليجي 21» فرصة أمام أسماء معتادة لتصول وتجول وتنافس على اللقب الرفيع، في ظل توقف النبع عن الإمداد بأسماء جديدة. ولم يعد اختيار أفضل لاعب في بطولات الخليج يتم بصورة عشوائية كما كان عليه الحال سابقا، أو وفقا للأكثر تسجيلا وصناعة للأهداف فقط، ولكنه بات يخضع لتدقيق من قبل متخصصين لديهم خبرات بمعايير الاختيار التي تم استيرادها من معايير اختيار أفضل لاعب ببطولات «الفيفا» والاتحاد الأسيوي. وعلمت «الاتحاد» أن اللجنة المختصة باختيار اللاعب الأفضل وضعت 8 معايير يتم مراعاتها عند اختيار أي لاعب يرشح لجائزة أفضل لاعب في كل مباراة، ومن ثم يحسب عدد مرات الفوز باللقب الفردي خلال البطولة، ويكون اللاعب الأكثر فوزا بلقب أفضل لاعب في المباراة هو الفائز بلقب أفضل لاعب بالبطولة . أما عن المعايير الثمانية في تلك الآلية، فركزت أولاً على الشخصية الفنية القيادية للاعب خلال المباراة، وهي تتعلق بكيفية تعامله مع زملائه اللاعبين، ثم الأداء المهاري، ويتعلق بالقدرات الفردية للاعب وكيفية تصرفه مع الكرة، والأداء الخططي للاعب عبر تحركاته بكرة ودون كرة والتزامه بالتكتيك الفني للمباراة، ثم مستوى اللياقة البدنية ويتطلب هذا الشرط أن تكون لياقة اللاعب حاضرة طيلة المباراة، إضافة إلى الإبداع ويتعلق بذكاء اللاعب الابداعي داخل الملعب في التسليم والتسلم والمراوغة، ثم تسجيل الأهداف، وفي حالة عدم التسجيل يظل هناك عنصر التمريرات الحاسمة، أو التي تشكل خطورة فنية على مرمى المنافس، ويبقى آخر معيار للتقييم وهو المعيار الزمني، حيث يجب ألا تقل مشاركة اللاعب خلال المباراة عن 75 دقيقة. وعلى الرغم من نيل 9 لاعبين لجائزة أفضل لاعب خلال مباريات الدور التمهيدي، إلا أن 7 منهم باتوا الأقرب لنيل اللقب، أبرزهم الكويتي بدر المطوع، وذلك لأنه الوحيد في البطولة الذي حصد لقب أفضل لاعب مرتين حتى الآن، ومن قريب ينافس بدر 6 لاعبين بارزين، هم: عمر عبدالرحمن «عموري»، وعلي مبخوت وعامرعبد الرحمن، وكل منهم فاز بلقب أفضل لاعب في مباراة، ومن منتخب العراق هناك اللاعبان سلام شاكر وسيف سليمان، ومن البحرين محمد سالمين، ويبدو حارس العراق نور صبري المرشح الأبرز لنيل لقب أفضل حارس بالبطولة. وسيكون التأهل للنهائي، عامل حسم للقب أفضل لاعب في البطولة، ففي حالة خسارة الكويت وتأهل الإمارات يستبعد المطوع وتكون الأفضلية لأي لاعب من الثلاثي الإماراتي الحاصل على جائزة أفضل لاعب خلال مباريات الدور التمهيدي، وأبرزهم عمر عبدالرحمن وعلي مبخوت، والعكس صحيح بطبيعة الحال، فإذا ما تأهلت الكويت، بات المطوع على أبواب اللقب الرفيع. وفي حالة تأهل العراق تكون المنافسة بين سلام شاكر وسيف سليمان، وفي حالة تأهل البحرين تكون فرصة محمد سالمين حاضرة ومعه زميله الموجود بالصورة عبد الله المرزوقي. الجدير بالذكر أن لجنة الدراسات الفنية التي يترأسها عبد الله السيار هي المخولة بدراسة ومتابعة البطولة فنيا وتحليل الأداء الفني لكافة المنتخبات. وكانت اللجنة قد طلبت الاجتماع مع مدربي البطولة الـ8 إلا أن عدم تحديد الموعد قبل وقت كاف من الجولة الثالثة، والرحيل السريع لمدربي المنتخبات الأربعة التي خرجت من البطولة كان وراء تأجيل الفكرة مع الاهتمام بتطبيقها من «خليجي 22»، حيث تقرر أن تعقد اللجنة مع كل كأس خليجي، ويكون هدفها تطوير المستوى الفني ورفع تقارير وتوصيات، بالإضافة لاختيار أفضل لاعب، وأفضل حارس وفق المعايير المتبعة من الفيفا والاتحاد الآسيوي. شنيشل يرى أن صناعة النجوم لها مواصفات خاصة رعد حمودي: الشباب يحتاجون إلى فرصة من المدربين المنامة (الاتحاد) - قال حارس العراق السابق رعد حمودي، إن تراجع دورات الخليج العربي في صناعة النجوم الكروية، عما كانت في السابق، يعود إلى عدم تجديد المنتخبات للاعبيها، وبقائهم سنوات طويلة، حيث يشارك اللاعبون أنفسهم في دورتين أو ثلاث، بالإضافة إلى أن المدربين المشرفين على المنتخبات الخليجية يستطيعون صناعة النجوم الجدد من خلال إعطاء الفرصة للاعبين الشباب، وعدم الاعتماد على تشكيلة واحدة في كل دورة. وأضاف أن استمرار تنظيم بطولة متميزة مثل بطولة الخليج العربي، بهذا الاهتمام المتواصل شعبياً ورسمياً، يعطي الأمل في أن نشاهد عدداً من النجوم الجدد في سماء الكرة الخليجية، خاصة أن المنتخبات زاخرة بالمواهب، ولكن يجب أن تمنح الفرصة للتعبير عن إمكاناتها في الملعب. من جانبه، قال الدولي السابق راضي شنيشل، إن دورات الخليج لا تزال تقدم لاعبين شباباً، وشاهدنا في الدورتين الأخيرتين في عُمان واليمن، كذلك الحالية في المنامة، بروز عدد من اللاعبين الجيدين، ولكن ليس بالصورة التي كانت فيها دورات الخليج سابقاً، حيث كانت كل منتخبات الخليج تقدم مجموعة متميزة من اللاعبين الجدد الذين سرعان ما يسطع نجمهم في الملاعب. وأوضح شنيشل أن دورات الخليج تبقى منتجة للمواهب، وهي محطة متميزة للاعبين الشباب الذين يجدون ضالتهم فيها، ويتوسمون فيها الحصول على الفرصة المناسبة للبروز والتألق، لما لهذه الدورات من خاصية تكمن في جماهيريتها، واستقرار تنظيمها، وقوة المنافسة فيها للحصول على لقب البطولة. وأكد شنيشل أن الاهتمام بالدوريات وانتشار الفضائيات، جعل من اللاعبين يحصلون على الشهرة قبل المشاركة في بطولات الخليج، وهو ما أثر على ظهورهم للمرة الأولى في «الخليجية»، ولكن مع ذلك تبقى دورات الخليج لها طعم خاص، وهي تمثل عرشاً كروياً خليجياً، كأنها كأس عالم مصغرة. أما لاعب منتخب العراق السابق حبيب جعفر، فقال إن بطولات الخليج العربي لا تزال «تضخ» النجوم المتألقين، وهي قادرة اليوم على صناعة نجوم جديدة، وفي كل المنتخبات المشاركة. وقال جعفر، إن بطولات الخليج تحفز اللاعبين، خاصة الشباب على العطاء والتألق؛ لأنها بطولة تتصف بحب الجمهور الخليجي لها، وبالتالي يجد الشباب فرصة كبيرة في التألق والعطاء، ومن ثم الحصول على فرصة اللعب في التشكيل الأساسي لمنتخب بلادهم وأشار إلى أن بطولات الخليج تمثل فرصة أمام جميع اللاعبين في الإفصاح عن إمكاناتهم الفنية والبدنية والمهارية؛ ولهذا كان هناك الكثير من اللاعبين الخليجيين برزوا من خلال مشاركتهم في دورات الخليج، وأصبحوا نجوماً في الملاعب العربية وليست الخليجية فحسب. وقال الدكتور صباح رضا الخبير الرياضي والأكاديمي في جامعة بغداد كلية التربية الرياضية، إن دورات الخليج العربي، وتحديداً عند انطلاقتها في السبعينيات وحتى مطلع التسعينيات، كانت ولادة بالمواهب والطاقات الكروية وفي كل المنتخبات الخليجية، إلا أنها تراجعت بشكل ملحوظ في العقدين الأخيرين. وأشار رضا إلى أن السبب الرئيسي لاختفاء المواهب يعود إلى أن معظم مدربي المنتخبات يعتمدون اللاعب الجاهز، دون الاهتمام بالقاعدة التي توفر خامات كروية جديدة، وأن المدربين يتحملون المسؤولية، بسبب تخوفهم من الاعتماد على الوجوه الجديدة. وعن الحلول، قال: المفتاح إلى عودة إنتاج المواهب في دورات الخليج بيد المدربين الذين يجب عليهم اكتساب اللاعبين الموهوبين ومنحهم فرصة اللعب، خاصة أن الدورات الخليجية تساعد على الإبداع، من خلال حجم البطولة، وخصوصيتها، والتنافس القوي بين المنتخبات الثمانية المشاركة فيها. من جانبه، قال المحلل الرياضي نبيل زكي، إن دول الخليج العربي مملوءة بالمواهب الكروية، لكن للأسف لم تستغل هذه المواهب والطاقات بالشكل الصحيح، لعدم الاستقرار الفني والخططي لدى المدربين الذين يشرفون على المنتخبات الخليجية. وأضاف أن كثرة التغييرات التي أطاحت بالجهاز الفني والإداري للمنتخبات الخليجية، في مقدمة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اختفاء المواهب، وأن تنظيم دوري متكامل للفئات العمرية من أشبال وناشئين وشباب في كل دولة خليجية يساعد كثيراً على إعادة الروح إلى الملاعب، من خلال ضخ دماء جديدة بالملاعب، وعدم الاعتماد بشكل كبير على الموجود في المنتخبات. وأشار زكي إلى أن اعتماد المنتخبات الخليجية على أسماء معينة للعب في المنتخب الأول، وعدم تغيير هؤلاء الكبار، أغلقا الباب في وجه اللاعبين الشباب، وإذا أرادت الكرة الخليجية أن تستعيد عافيتها فعليها باللاعبين الشباب الذين يشكلون الثقل الأهم في المنتخبات، من حيث القوة والمرونة واللياقة. أكد أن الموهبة تحتاج إلى من يرعاها بشكل صحيح سوار: غياب الاحترافية عن مدارس الكرة سر انقراض النجوم المنامة (الاتحاد) - قال البحريني محمد صالح الدخيل اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي إن ظاهرة عقم المواهب، لا تقتصر على بطولات الخليج فقط، بل هي ظاهرة عامة تشمل كل دول الخليج العربي، انتشرت بشكل كبير بين الأندية المحلية في دول الخليج، دون استثناء على عكس الأجيال السابقة التي مرت على كرة القدم الخليجية، وفي السابق كانت الكرة الخليجية تزخر بمواهب كثيرة من فئة «سوبر ستار» مثل ماجد عبد الله وحمود سلطان ومنصور مفتاح وعدنان الطلياني، وغيرهم الكثير من المواهب التي أشعلت الملاعب، وفي كل بطولة تختلف المواهب عن سابقتها، وكنا نرى مواهب جديدة تفوق من سبقها في المستوى. وأكد الدخيل أن اللاعب الموهوب أصبح عملة نادرة في ساحة كرة القدم الخليجية، وهذا أمر واضح مثل الشمس، ولا أحد يستطيع إنكاره، وأرجع السبب الأكبر في ذلك إلى ندرة وجود المدارس المتخصصة وعدم وجود المدربين المؤهلين تأهيلا يمكنهم من تأسيس جيل يصل إلى مستوى الجيل السابق. وحول ما يشاع أن اللعب الجماعي والتكتيكي ألغى دور اللاعب النجم أو «السوبر ستار»، أكد الدخيل أن هذا الكلام غير صحيح، خصوصاً لو ضربنا المثل بالمنتخب الهولندي الذي يعتبر أفضل منتخب يلعب الكرة الجماعية، لكن تميز فيه كرويف وبرز نجمه في العالم. من جانب آخر، أرجع بدر سوار لاعب منتخب البحرين السابق السبب يعود إلى عدم وجود مدارس للكرة بشكل احترافي في دول الخليج، وهو ما يعد أكبر المشاكل التي تواجه كرة القدم الخليجية، وتسبب ذلك في اختفاء نجومية الكثير من اللاعبين، أو عدم بروز نجمهم، نظراً لعدم تأهيلهم بالطريقة الصحيحة، والذي انعكس بشكل واضح على كأس الخليج في السنوات الأخيرة، والنتيجة بالطبع تتمثل في انقراض اللاعب النجم بشكل واضح وكبير. وقال سوار إن اللاعب النجم يملك موهبة من الله خصه بها، دون غيره من اللاعبين، وهو من يفرض نفسه على الساحة، لكن الموهبة تحتاج إلى من يحتضنها ويرعاها ويؤسسها بشكل صحيح لكي يبرزها على الساحة أمام الجميع. وتطرق سوار إلى المواهب السابقة، وقال: رغم قلة الزخم الإعلامي في فترة ظهورهم، إلا أنهم استطاعوا أن يبرزوا أنفسهم بكل قوة، ورغم اعتزالهم منذ فترة طويلة، إلا أن أسماءهم ما زالت محفورة في أذهان الغالبية من الصغار والكبار، وعلى سبيل المثال خليل شويعر وماجد عبد الله وعدنان الطلياني وفهد خميس وجاسم يعقوب، ومقارنة الجيل الحالي بهم يوضح مدى العقم الذي أصاب الكرة الخليجية التي تعيش على الصدفة بولادة نجم جديد بالحظ فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©