«الإمارات في القلب» لطلال الجنيبي.. ضوء على الوطن ورموزه

أشرف جمعة (أبوظبي) صدر للشاعر الإماراتي الدكتور طلال الجنيبي مجموعة شعرية حملت عنوان «الإمارات في القلب» عبر مائة صفحة من القطع المتوسط احتفاء بمئوية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، فكان الرقم مائة هو الواقع القريب الذي طغى على سياق هذه المجموعة الشعرية، وجسد جوهرها في استحضار الوطن ورموزه وجغرافيته واتحاده، تمثيلاً للحالة الشعرية واختزالاً لما لوجدان الشاعر وهو يطل من نافذة الكلمات الوطنية المتناثرة في القصائد التي تجتر ذكرياته وفرحه الكامن في النفس، فيقترب من القارئ بإيقاعاته الداخلية، واحتفاظه بالنسق التقليدي في البناء، فتطغي الأوزان الخليلية على جملة النصوص لتحدث مزيحاً من النغم العروضي، معتمداً فيها الشاعر على شحذ الإيقاعات الغنائية والتصويرية، ما يجعله أيسر في القراءة، فقد اعتمد الجنيبي على تصوير مراحل زمنية ارتبطت بالماضي، وصورت الحاضر، وذهبت للمستقبل برحابة وجمال. ويستمر الشاعر عبر 23 قصيدة في شحن مفرداته بنبرة عذبة، يغلب عليها الإحساس العميق والأصيل بالأرض التي نشأ في ربوعها عبر قصائد حملت عناوين مثل«الإمارات في القلب» يذكر فيها الأرض التي عشقها وكونت فكره، وانضجت روحه الشاعرة، ومن ثم قصيدة «زايد الخير» التي يعبر فيها عن حنينه لزايد الحكيم وحبه له، وتناول في قصيدة «عطر الاتحاد» سنوات الشموخ وبهجة الأوطان باكتمالها، وحاور واحة الكرامة بأبيات مسكونة بالفخر، وعبر عن روحه التي تفلسف الزمن، وتقرأ الغيم برهافة وشوق للآتي السعيد في قصيدة «مرآة روحك».. وفي النهاية فإن المجموعة الشعرية الجديدة للدكتور طلال الجنيبي ترسم لوحة ليقظة الحس، وعمق الوعي بالقضايا الوطنية عبر لغة منظومة مفعمة بالمجاز والاستعارة، تستوعب جملة من الأحداث والتفاصيل اجتهد صاحبها في تصويرها وإبرازها جمالياً.