الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حاويات «ناطقة» تشكر مستخدميها وتنتصر لمفهوم «التجارة الخضراء»

حاويات «ناطقة» تشكر مستخدميها وتنتصر لمفهوم «التجارة الخضراء»
17 يناير 2012
أنهى زياد الخاجة دراسة إدارة الأعمال من جامعة الشارقة وعمل في شركة «آدكو» للبترول ومن ثم في بنك أبوظبي الإسلامي حيث تدرج في عدد من المناصب فيه كان آخرها إدارة أحد فروع البنك، حتى قرر التقاعد والتوجه إلى العمل الحر الذي يتزامن مع رغباته وحبه في الاختراع، حيث تقدم بمشروع مبتكر إلى صندوق خليفة مع شريكه عبود البريكي وحصلا على قرض افتتحا به شركتهما الخاصة، والتي تنتج منتجات محلية خضراء تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم. وعي بيئي عن بداية مشواره مع الابتكار، يقول الخاجة «الابتكارات كانت جزءا مهما من حياتي خلال مراحل عمري المختلفة، فقد كنت في صغري أقوم بفك الألعاب التي يهديها لي والدي لكي أتعرف على طريقة عملها، ولحبي للبحر والألعاب المائية كنت أقوم بإصلاح الطرادات، وابتكار عدد من الأجزاء التكميلية التي ترفع من كفاءة عمل الطراد والدراجة المائية». ويضيف الخاجة (33 سنة) «استمر اهتمامي بالابتكارات بعدما كبرت وكلما سنحت لي الفرصة للسفر إلى دول العالم المتقدم كنت أشاهد الأجهزة الحديثة وآخر التطورات التي وصلت لها هذه الدول، ولفت انتباهي خلال وجودي في كندا مع شريكي عبود البريكي اهتمامهم بالبيئة وحرصهم الشديد على تطبيق نظم إدارة النفايات بشكل صارم ومتطور، وكذلك شاهدنا الارتباط الوثيق بين الحفاظ على البيئة وصناعة الإعلان كوسيلة لنشر ثقافة الحفاظ على البيئة، وأثار اهتمامي أيضاً الاستخدام المتزايد والواضح لأنواع الطاقة البديلة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية في معظم الدول التي زرتها، كما أنني وشريكي كنا نعلم من خلال سنوات عملنا بالبترول كيف يمكن استخدام الطاقة الشمسية في غرف التحكم بأنابيب البترول في وسط الصحراء حيث لا توجد أي خطوط كهرباء، وذلك أمر مستخدم منذ سنوات». ويتابع «بمقارنة بسيطة بين أجواء هذه الدول وجو بلدنا الحار الذي لا يخلو يوماً من أشعة الشمس الذهبية كنت أتساءل أين الطاقة الشمسية من بلادنا؟ خصوصاً بعد إطلاق حكومتنا الرشيدة لمشروع مصدر، وخطة أبوظبي 2030 التي تدعم الاستدامة وتشجع استخدامات الطاقة البديلة، ومن هنا بدأ اهتمامي بهذه الموضوعات الثلاثة نشر ثقافة الاستدامة والحفاظ على البيئة واستخدام الطاقة الشمسية، وإدارة النفايات». تأثير جاذب بعد تفكير عميق ومحاولات متعددة داخل الدولة وخارجها توصل الخاجة والبريكي إلى اختراع إماراتي يخدم البيئة؛ وهو حاوية لفصل النفايات وعليها لوحات إعلانية مضاءة من الخلف تستخدم الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء اللازمة لإضاءة اللوحات الإعلانية، وحصلا على دعم لهذا الابتكار من صندوق خليفة حيث تقدما إليه بهذا المشروع، وفعلاً تمت الموافقة وقاما بتنفيذها على أرض الواقع بحسب الخاجة. ويشير إلى أنه قام بتطوير ابتكاره ليخرج بنموذجين آخرين مختلفين عن سابقهما لهذه الحاويات أما النموذج الأول؛ فيوضح بأنه عبارة عن حاوية لجمع النفايات تعمل بالطاقة الشمسية، وتتكلم عند وضع النفايات فيها وكأنها ترسل رسالة شكر لمن يحافظ على نظافة البيئة، وتوضع النفايات في المكان المخصص لها لتكون بذلك أكثر تأثيرا وجذبا للأطفال لكن هذه الفكرة تنتظر من يتبناها تجاريا. وحول النموذج الثاني، يقول الخاجة «يتمثل النموذج الآخر بحاويات منزلية بديلة عن غرفة النفايات التي هي أحد متطلبات الاستدامة في الفيلات الجديدة حيث إن الغالبية العظمى من البيوت محاطة بأسوار وهو سمة تميز مجتمعنا الإماراتي، ولا يوجد مثل هذه الأسوار في المجتمعات الغربية إلا في إطار ضيق، لذا قمنا بتطوير المنتج وتنفيذ عدد من النماذج التي يتم تركيبها في جدار سور الفيلات، وقمنا بعرضها على إدارة المشروعات الجديدة، وإدارة الاستدامة بمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني وحصلنا على موافقة مركز إدارة النفايات لاعتماد الفكرة كبديل عن غرفة النفايات، ودعم مجلس تنمية المنطقة الغربية إلا أننا لا نزال بانتظار اعتماد الفكرة من استدامة وتصنيفها ضمن تصنيف استدامة، لكي تضمن لمطبقها نفس عدد النقاط التي تمنحها له غرفة النفايات فهذا الأمر ضروري حتى لا ينصرف عنها المطورون العقاريون الذين يرغبون في حصول مشاريعهم على أعلى نقاط، ومن ثم أعلى تصنيف بنظم الاستدامة». صنع في الإمارات يقول الخاجة إن المواد المستخدمة في منتجاتهم المبتكرة هي مواد صديقة للبيئة وقابلة للتدوير، وذلك حتى يتسق نوع المواد مع طبيعة المنتج والغرض منه، كما أنهما قاما بتصميم وتنفيذ كافة العناصر الأولية التي تدخل في تنفيذ المنتج، وعمدا إلى تطوير البرمجيات التي تعمل على التحكم في وقت تشغيل الكهرباء لإضاءة اللوحات، وكذلك اختارا أجود أنواع الألواح المجمعة للطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة الكهربائية، وقد تم عمل المنتج الأولي أو النموذج في تايوان، ونفذت أول مجموعة من المنتجات هناك، وسيتم في مرحلة لاحقة تصنيعها في أحد المصانع الإماراتية في مدينة العين لكي يحمل المنتج دمغة «صنع في الإمارات» عن جدارة». ويؤكد الخاجة أن لكل منتج من المنتجات الثلاثة هناك تقنيات خاصة يستخدمونها طبقاً لطبيعة المنتج واحتياجاته إلا أن القاسم المشترك هو استخدام مواد صديقة للبيئة والطاقة البديلة، والحفاظ على تفاعلية المنتجات بحيث تلبي احتياجات المجتمع الإماراتي بخصوصيته، بالإضافة إلى أن فكرة عمل المنتجات بشكل عام هي استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء التي يقوم الخاجة والبريكي باستخدامها لإضاءة نوع معين من المصابيح هي LED، وهي أحدث أنواع الإضاءة الصديقة للبيئة والتي تستخدم أقل قدر من الكهرباء، وهو ما يتم عبره رفع كفاءة اللوحات المجمعة للطاقة التي تستخدم لتشغيل لوحات إلكترونية تسجل المعلومات أو تشغل الصوت في حالة الحاويات الناطقة. جوائز ومشاركات انتشرت حاويات فصل النفايات المضاءة بالطاقة الشمسية في أكثر من مكان في أبوظبي فهناك 14 حاوية منها موزعة في محطات بترول أدنوك للتوزيع، وحاويات أخرى على امتداد كورنيش أبوظبي حيث وصلت إلى 225 حاوية، كما أنها حصدت مجموعة من الجوائز وشاركت في عدد من المعارض. وفي السياق ذاته، يقول الخاجة «فزنا مع أدنوك للتوزيع وبروج بجائزة أدنوك للصحة والسلامة في الاستدامة بالمركز الأول عام 2010، وفزنا بجائزة جامعة مانشستر للأفكار المبتكرة لعام 2009، وأثبت منتجنا الأول جدارة عالية خاصة مع وجودة في الشارع وفي الظروف الجوية الخاصة ببلدنا فقد تغلب على كافة الصعوبات، وهو موجود حتى الآن لأننا نتابعه ونقوم بصيانته بشكل دوري، وقد تمكنا خلال عام كامل من رصد كمية النفايات التي تم فصلها في حاوياتنا والتي تم تدوير 66% منها لنوفر نسبة الانبعاث الكربوني الناتج عن دفن النفايات». ويضيف «شاركنا في جميع ملتقيات الطاقة المتجددة في أبوظبي خلال الأعوام الثلاثة الماضية وسنكون موجودين هذا العام أيضا، كذلك شاركنا في العديد من المؤتمرات الخاصة بالبيئة والاستدامة في شركة جازكو، ومع شركة بروج في مؤتمر للبلاستيك بدبي، ومؤتمر جيتكس 2011 مع اتصالات، بالإضافة إلى المعارض المختلفة لصندوق خليفة باعتبارنا أحد مشروعات الصندوق». مخاوف وطموحات حول تسجيل ابتكاراتهما في وزارة الاقتصاد أو حصولهما على براءة اختراع عالمية، يجيب الخاجة «بدأنا في اتخاذ إجراءات تسجيل اختراعنا الأول (حاويات فصل النفايات المضاءة من الخلف بالطاقة الشمسية) في وزارة الاقتصاد، لكننا بعد ذلك اكتشفنا أنه حتى بعد اكتمال التسجيل يمكن لأي شركة تغيير خاصية معينة من خواص المنتج ما يعطيها الحق في إنتاجه بشكله الجديد». ويؤكد «ما نحتاج إليه كمخترعين وكأي شركة إماراتية ناشئة هو أن نجد الدعم من جهة حكومية ذات اختصاص كما هو الحال في كافة الدول الأكثر تقدماً، والتي تنتج الملايين من المنتجات وتقدم الملايين من الخدمات، فهناك أجهزة لحماية المنتجات الوطنية تدعمها وتساندها، ونحن كدولة ناشئة بحاجة إلى دعم منتجاتنا الوطنية خصوصاً إذا كانت اختراعات جديدة فهي بحاجة إلى دعم استثنائي». وعن الطموحات المستقبلية، يقول الخاجة «نحن نطمح إلى أن نتمكن من طرح منتجاتنا في كافة المجتمعات الجديدة بالإمارة مثل جزيرة السعديات والراحة والريم وجزيرة الصوة وشارع السلام بالإضافة إلى المدارس وحدائق الأطفال، كذلك في المجتمعات الجديدة في المنطقة الغربية، نحن نهدف إلى أن يكون لنا وجود في كافة المشروعات الجديدة بالدولة، كما أننا باختراعنا الجديد الخاص بالمنازل نرجو أن نتمكن من الحصول على تصنيف الاستدامة كبديل عن غرف النفايات لنكون في كافة البيوت الشعبية التي ستنشئها الدولة خلال السنوات القادمة، ونأمل أن تصل منتجاتنا وشركتنا إلى السوق العالمية وهو أمر بدأنا به بالفعل، فنحن نقدم منتجا فريدا لا وجود له في العالم وقد تمكنا بالفعل من خلال التواصل مع بلجيكا وأستراليا من دراسة إمكانية تقديم منتجاتنا إليها، ونحن الآن نعمل من أجل تحقيق ذلك».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©