السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحياة تعاش ولا تلقن

6 يونيو 2011 20:15
الصعوبات تخلق الرجال، والعراقيل تعلم طريقة اجتيازها، وعاديات الزمان تجعل الإنسان صلبا وقويا، يشتد عوده وتقوى شكيمته، المحن تعلم الصبر، ومن أصر على باب دخله ولو من حديد، وأمثلة عديدة نلوح بها من أجل تقوية إرادة الأفراد، وإعلاء عزيمتهم، لتجاوز اختبار الحياة بكل نجاح. مناسبات عديدة تثير الحديث عن ضرورة تطوير مهارات بعض الأفراد في التواصل بأحسن طريقة، وفي التحلي بالثقة بالنفس وطرح الأفكار بكل جرأة وقوة، وبإيجاد مخرجات لكل المآزق، ونقول دائما إن ذلك لا يأتي من فراغ، وإنما هو تراكم معرفة وخبرات حياتية، وكلما حاطت الصعوبات بالفرد، وذاق حلوها ومرها كان أقدر.. كل ذلك نقوله للغير، وننصح به بكل قوة، ويعمل على تلقينه بعض العاملين في التنمية البشرية للآخرين، ويستدلون على ذلك بتجارب بعض المشاهير الذين بدأوا من تحت خط الصفر، وفشلت مشاريعهم أكثر من مرة، وأعادوا الكرة تلو الأخرى إلى أن نجحوا، بل فيهم من أصبحت أعماله ماركة مسجلة في كل أنحاء العالم، وينصحون بالصمود في وجه المحن. كل ذلك يقال للغير، لكن نرى العكس في تعامل الناصح مع أبنائه، ولا يقتصر ذلك على خبراء ومستشاري التنمية البشرية، بل ينسحب إلى أغلب الآباء والأمهات، يلين الحديث رغم ما يغلفه من صرامة، ومن دواخلنا لا نريد أن يشقى أولادنا ويتعبون، ولا نحتمل الدموع تغسل وجناتهم نظير فشل عارض، لا نتحمل غربتهم، وعزلتهم، نخاف عليهم من نسائم الهواء أن تلفح وجوههم. ورغم كل ما يقال عن الدلال بأنه يفسد الأجيال، فإن سواده كبير وسط الأسر، ورغم انتقادنا لتواجد الخادمة بالبيت وقيامها بكل المهامات التي يجب أن تساعد الفتاة فيها منذ يناعة أظافرها ليؤهلها كامرأة لحياة شخصية تضع عليها بصمتها الأنثوية، حيث أثبتت التجارب أن كل سيدة لا تشكل إضافة في حياة زوجها كسيدة بيت بكل المقاييس، لا تعنيه كثيرا، بدأت تتغير نظرة الدلال والغنج لكل الأمور، لكن نظل نساهم في إضعاف قدرات أطفالنا من حيث تأسيسهم التأسيس الصحيح. لا يتقاسمون معنا هم الحياة، ولا سيرها اليومي، ينظرون لكل الأمور من فوق، لا نحيطهم بتفاصيل حياتنا وصعوباتها، نلبي رغباتهم رغم استحالة بعضها، ليأتي يوم ونبدأ في البحث لهم عن سبل لتطوير ذواتهم معرفيا وحياتيا، فتنشر الدورات لتغذية أفكارهم وتلقينهم مخرجات المشاكل والمعيقات ولتقوية إرادتهم وتعليمهم الصبر، وتصرف في ذلك أموال طائلة، بحيث يكبر الشاب والشابة بعيدا كل البعد عن فهم الحياة، ويبدأ يستقبل هذه المفاهيم من فوق، يصعب استيعابها رغم ما يصرف عليها، فالحياة يجب أن تعاش، وليس أن تلقن. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©