السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ.... مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ

لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ.... مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ
27 يناير 2017 02:12
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:- أخرج الإمام الترمذي في سننه عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : «قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ، فَإِنَّهَا مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ»، (أخرجه الترمذي). هذا الحديث حديث صحيح أخرجه الإمام الترمذي في سننه في كتاب الدعوات، باب فضل لا حول ولا قوة إلا بالله: إن الجنة أُمنية كل مسلم، ولكي يحقق الإنسان أمنيته يجب عليه أن يسير على الطريق الموصلة إلى الجنة، حتى يصل إليها بسلام إن شاء الله، فالجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وثمن الجنة غال ونفيس كما جاء في الحديث الشريف: «أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ»، (أخرجه الترمذي)، ومما لا شكَّ فيه أن كل إنسان في هذه الحياة الدنيا يتمنى السعادة ويرجو تحقيقها، ويعمل ما وسعه الجهد لبلوغها، لكن منهم من يقف عند حدود التمني فقط، ويريد أن يكون سعيداً دون أن يقوم بواجبه، ودون أن يبذل جهده، وعند قراءتنا للقرآن الكريم نجد أن الله سبحانه وتعالى يرشدنا إلى طريق الفوز بالجنة، فيقول سبحانه وتعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)، «سورة النازعات: الآية 40 -41»، يقول صاحب كتاب صفوة التفاسير: «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ»، أي وأما من خاف عظمة ربه وجلاله، وخاف مقامه بين يدي ربه يوم الحساب، لعلمه ويقينه بالمبدأ والمعاد «وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى»، أي وزجر نفسه عن المعاصي والمحارم، وكفَّها عن الشهوات التي تودي بها إلى المعاطب «فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى»، أي فإن منزله ومصيره هي الجنة دار النعيم، ليس له منزل غيرها»، (صفوة التفاسير للصابوني 3/‏516). فضل «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ» * عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : «لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْبَرَ - أَوْ قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بالتَّكْبِيرِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِباً، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعاً قَرِيباً وَهُوَ مَعَكُمْ»، وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ، فَقَالَ لِي: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ »، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ : «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟» قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَدَاكَ أَبي وَأُمِّي، قَالَ : «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ»، (أخرجه البخاري). * وعَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ- رضي الله عنه- أَنَّ أَبَاهُ دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْدُمُهُ، فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: أَلا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟، قُلْتُ : بَلَى، قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ»، (أخرجه أحمد). * وعَنْ أبي أَيُّوب الأَنْصَارِيّ : «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: مَنْ مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ : هَذَا مُحَمَّدٌ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ، فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ، قَالَ : وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ»، (أخرجه أحمد). آمرك وإيّاها أن تَسْتَكثِرا من قول لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ ذكر الإمام القرطبي في تفسيره لقول الله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)، «سورة الطلاق: الآية 2 - 3». (وقال أكثر المفسرين فيما ذكر الثَّعلبي: إنها نزلت في عَوْف بن مالك الأَشْجَعِيّ. روى الكَلْبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: جاء عَوْف بن مالك الأشجعيّ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن ابني أسره العدوّ وجَزِعَت الأمّ. وعن جابر بن عبد الله: نزلت في عَوْف بن مالك الأشجعي أسر المشركون ابناً له يُسَمَّى سالماَ، فأتىَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشكا إليه الفاقة وقال: إن العدوّ أسر ابني وجَزِعت الأمّ، فما تأمرني؟ فقال عليه السلام: «اتَّقِ الله واصبر، وآمرك وإيّاها أن تستكثِرا من قول لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ». فعاد إلى بيته وقال لامرأته: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرني وإيّاكِ أن نستكثر من قول لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّهِ. فقالت: نِعْمَ ما أمرنا به. فجعلا يقولان: فَغفَل العَدُوّ عن ابنه، فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه: وهي أربعة آلاف شاة. فنزلت الآية، وجعل النبيّ- صلى الله عليه وسلم- تلك الأغنام له. في رواية: أنه جاء وقد أصاب إبلاً من العدوّ وكان فقيراً. قال الكلبي: أصاب خمسين بعيراً. وفي رواية: فأفلتَ ابنه من الأسْر وركبَ ناقة للقوم، ومرّ في طريقه بسَرْح لهم فاستاقه. وقال مقاتل: أصاب غَنماً ومتاعاً فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم-: أيحلّ لي أن آكل مما أتى به ابني؟ قال: «نعم». ونزلت: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)، «الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 18/‏160-161».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©