السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خليل غادري: المـوسيقى وسيلة مقاومة

خليل غادري: المـوسيقى وسيلة مقاومة
19 يوليو 2018 21:28
أحمد النجار (دبي) يؤمن عازف القانون السوري خليل غادري بأن الموسيقى قادرة على ترجمة هموم المجتمعات، وإيصال رسالة الحب والسلام لكل الشعوب على اختلافها. وقال خليل لـ «الاتحاد» إن الألحان قوة خفية، ووسيلة مقاومة ضد الحرب والظلم والقهر والألم، ولها تأثير السحر في تغيير القناعات والانقلاب على الأيديولوجيات وصناعة رأي عالمي، فهي صوت الفرح الذي يصدح بابتهالات الحب، واللغة الفطرية التي يفهمها كل البشر، ويتذوقها الوجدان الإنساني. تربية إنسانية بدأ خليل العزف في عمر السادسة، فقد تربى في كنف أسرة تتحلى بالاعتقاد أن الموسيقى رسالة سلام وإشعاع محبة وسلاح ناعم ضد الفراغ والعنف المكتسب من الشارع، فضلاً عن كونها تبني فكر الإنسان وتهذب عاطفته وتغذي وجدانه بالحب. وحصد خليل خلال منذ احترافه للموسيقى جوائز عدة في مجال العزف على القانون والارتجال والتأليف الموسيقي. وهو يعتقد أن الموسيقى لم تخلق للترفيه فقط، بل إنها أداة للتعبير والتوجيه والتعليم، وسبيل للارتقاء الفكري، مضيفا أنه «يمكن أن نستثمر منفعتها أو نجني ضررها بحسب استخدامنا لها، فالإنسان القديم كان يستعمل أصوات الطبول للدلالة على وقت أو طقس أو صيد، أو اقتراب عدو. لذلك أحاول أن أثبت نظرية أن الموسيقى وجدت لشيء أسمى من اللهو». مناهضة الحرب وقال خليل،«بعد مشاهدتي لما يحدث في بلدي سورية، وأرواح الأطفال التي تزهق يومياً، وجدتني متحمساً للمشاركة في توثيق ما يجري على ساحة الحروب والخراب والموت بمؤلفاتي الموسيقية». وقبل أعوام نظم خليل أمسيات في رثاء أطفال سورية، منها مقطوعة«دموع سورية»، التي أحياها في الإمارات، وتفاعل الجميع مع موسيقاه بالتصفيق والدموع، بعد أن أخبرهم بتخيله للأطفال لما بعد موتهم، بأنهم صعدوا للسماء، وهم حزينون، مشيراً إلى أنه نشر الفيديو بعد الأمسية على قناته في«يوتيوب»، وحقق مشاهدات بالآلاف. وتلقي الحرب في سورية بظلالها على نتاج خليل موسيقياً، وعن مساحات الفرح التي يفردها كرسالة أمل، قال «مشاهد الدم جعلتني أنسى الفرح»، من دون أن ينكر بأن مهمة الموسيقار هي إسعاد الآخرين، لذلك يسعى دائماً إلى صياغة قصص موسيقية تخفف وطأة معاناتهم وتنسيهم آلامهم وخساراتهم. المستقبل العربي وتلقى خليل عروضاً للمشاركة في فعاليات كثيرة من دول عربية عدة، وكان أغلبها ضمن مهرجانات دولية مدعومة من منظمات مجتمعية وإنسانية، وكانت رسالته في كل محفل تخليص أطفال العالم من الحرب والجهل والجوع والفقر والمرض، مؤكدا أنهم المستقبل العربي الواعد، الذي يضمن استمرار الحضارة واستئناف الإنجاز. ولا يشكك خليل بأن الموسيقى إحدى أقوى محفزات الإنسان إلى الإبداع، قائلا «أعتبر السكون ملهمي الأكبر». ويلفت إلى أن تأثير المخزون الثقافي والمعرفي لدى العازف يسهم بالضرورة في خلق لون خاص به. وتأثر خليل بالموسيقى الغربية، فهو يجيد عزف الجاز والبلوز، وهي أنماط تمثل وجهات تعبير مختلفة، لكنه يرفض تصنيف من منطلق رفضه مبدأ الأحزاب والنقابات والانجراف وراء زيف الأيدلوجيات، معتبراً أن «الفرق الجوهري بين المجتمع العربي وأي مجتمع غربي هو أن الموسيقى لدينا يجب أن تكون مصاحبة للكلمة بنسبة 99%»، مؤكدا أن الموسيقى لن تتطور ما دامت أسيرة الكلمة. وتأثر خليل بالعازف العراقي نصير شمة، مشيداً باجتهاده وشغفه، وقال إنه التقاه للمرة الأولى في القاهرة عام 1998، وهو من رسخ لديه فكرة أن الموسيقى ليست للهو. مزاج إبداعي إماراتي عن المشهد الموسيقي في الإمارات، قال العازف السوري خليل غادري، إن الفنون فيها تنتعش بشكل نشط وملموس، فقد لمس تجارب مهمة خلقت مزاجاً إبداعياً خاصاً، فضلاً عن أنها تولي أهمية كبرى في تنبى المواهب الواعدة في شتى المجالات الفنية، كما تحرص استقطاب أهم العروض الموسيقية العالمية والعربية ضمن منصات مختلفة أهمها الصرح الثقافي البارز دبي أوبرا، كما أنها تتطلع دائماً إلى نشر ثقافة الفن والإبداع والموسيقى من أرض زايد إلى العالم. العلاج بالموسيقى يدعم العازف خليل غادري أطفالاً مصابين بمرض السرطان واضطراب التوحد، ويراهن على أن الموسيقى بوسعها أن تفعل الكثير من أجلهم. ويقول إنه لمس خلال زياراته بعض الأطفال المرضى أن تعلمهم واستماعهم للموسيقى كان له أثر إيجابي في تقدم صحتهم ومقاومتهم للمرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©