الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

استقالة سلطان والظن السيئ

15 يناير 2011 23:19
منذ يومين لا حديث يدور في الأوساط الإعلامية الرياضية بعد انكسارات الكرة السعودية في كأس آسيا إلا عن إقالة أو استقالة الأمير سلطان بن فهد من الاتحاد السعودي لكرة القدم، فتجد الرفاق حائرون.. يفكرون.. يتهامسون.. وكأنهم يتحدثون عن “محرم” أو “جرم”. الحديث عن الكرة السعودية أعتقد أنه أكبر من الحديث عن استقالة أو إقالة فما يتعرض له الأخضر معشوق الملايين من نكبات أهم من ذلك بكثير، فليس من مطالب المحبين له إلا أن يعود لهم كما كان أو يحقق ولو جزءاً يسيراً من أمنياتهم وهم يرون أنه لم يعد متبقياً على تجاوز اخضرنا عربياً سوى اليمن وفلسطين، وهنا لا أتحدث عن قدرات الآخرين، فالطموح متاح للجميع، ولكن قياساً بالقدرة المادية الضخمة وبالميزانية الرهيبة التي تصرفها الدولة على قطاع الرياضة والشباب. تحدثنا كثيراً عن بهرجة الدوري بعيداً عن جوانبه الحقيقية والفنية، وقلنا إن بيع الحقوق والبرامج ناجح لأنه مبني على مشاعر الجمهور لحكم لم يكن ناجح أو لقرار تأجيل مباراة دعماً لفريق على الآخر، وفي الأخير لم يمنحنا هذا الدوري منتخباً يستحق أن تسير خلفه قوافل الجماهير نحو الدوحة وتعود مكسورة الجناح. تحدثنا عن لاعبين يتسابقون في شراء الشاليهات والسيارات وتنوع السفرات وهم لا يقدمون شيئاً للجماهير سوى “كلام في كلام”، فإذا جاء وقت الجد رأيتهم يتألمون ويمارسون الخداع البصري مثل نجوم هوليوود أو أكثر، تحدثنا عن منتخب أصبح يعد اللاعبين لصالح أنديتهم في معسكرات فارهة فتجد الاختيارات متنوعة والفريق المعني بذلك واحد. لقد قلنا عن لجان كروية مهمتها “سم.. ابشر.. صح”، وهي عبارة عن مجموعة مستشارين ومفكرين و”كلمنجية” ورغم أن أغلى وأهم مهنة في العالم هي وظيفة المستشار، فهي لدينا تباع على قارعة مدرجات الأندية وبـ”بلاش”، كلهم مستشارون كلهم يكتبون ويقولون ويزيدون ويعيدون ولكن لا ينفذون. عموماً خرج الأخضر وعدد من لاعبيه يلتقطون الصور التذكارية في “سوق واقف” لا يدركون فظاعة ما قاموا به لجمهور يحب الانتصارات، بل ولد على طعم الفوز وحتى وإن كان ذلك غير صحيح، لكنه تابع منتخبات بأقل التكاليف صنعت الفرحة لمحبيها. الكاتب الرياضي إذا ما وجد أن فريقه الوطني لا يحضر ولا يكسب ولا يحقق نتائج جيدة يصبح بعيداً عن الأنظار ومهدد بالرحيل وها أنا أجد نفسي تحت مقصلة الإبعاد عن زاويتي المفضلة والسبب المنتخب الذي تحول من سيد آسيا بالأمس إلى متذيل ترتيبها، فلا تستغربون إن كتبت لكم في الغد بالبنجلاديشي فلربما نصبح معهم بين عشية وضحاها نلعب على نهائي كأس التحدي. الشق كبير والرقعة يجب أن تكون أكبر وأن تتم إعادة هيكلة كل شيء في اتحادنا الكروي إقالة أو استقالة أو تعديل كي نحافظ على مكتسباتنا التاريخية ونسعى مع البقية في سباق الأفضلية. فواز الشريف (السعودية) | fawfaz@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©