الدوحة (الاتحاد) - لا يختلف الأمر كثيراً في صفوف المنتخب السعودي عن حال الجماهير، فالحزن هو العنوان، سواء في الملعب أو في الشارع، ولا تزال مرارة الخسارة في أول مباراتين للسعودية أمام سوريا والأردن في حلق لاعبي الأخضر، لا سيما في ظل حالة الغضب، التي تعم الشارع السعودي، والقرارات الأخيرة، التي ألقت بظلالها عليهم، والهجوم من الأقلام الصحفية، التي كشفت عيوب وأخطاء المنتخب والاتحاد السعودي لكرة القدم، بداية من التعاقد مع البرتغالي جوزيه بيسيرو إلى الخسارة في المباراة الثانية على يد ناصر الجوهر.
ولم يجد الجوهر مدرب المنتخب أمامه من حل سوى الخروج من دائرة الصمت، التي تحيط باللاعبين، خاصة أنهم ظلوا في غرفهم بعد الخسارة الأخيرة، خوفاً من بطش الجماهير الغاضبة، التي تجمعت في الفندق، وكانت لها ردود فعل غاضبة بعد أن قطعت مسافات طويلة من أجل مساندة المنتخب.
وعقد ناصر الجوهر اجتماعاً مع اللاعبين أمس قبل التوجه إلى التدريبات بملعب النادي الأهلي، وطالبهم بنسيان ما حدث، وأكد لهم أن كرة القدم فوز وخسارة، ولا بد من الاستعداد الفني والبدني والنفسي لمواجهة اليابان في آخر مباريات الفريق في الدور الأول، ولا بد من الرد في الملعب للتأكيد على أن ما حدث كبوة تحدث لأي منتخب.
وبالرغم من هذه الكلمات إلا أن شيئاً لم يتغير، وإنما امتد الحزن إلى الجوهر نفسه، الذي صرح بأنه لم تعد لديه قدرة على الاستمرار كثيراً في حقل التدريب، وأن مباراة اليابان في ختام مشوار الأخضر بالبطولة، ستكون المهمة الأخيرة له في عالم التدريب، خاصة أن العمر قد تقدم به، ولم يعد قادراً على تحمل ما كان يتحمله في السابق.
ولم يستمر تدريب الأخضر سوى ربع ساعة فقط، وسط أنباء بأن خمسة من لاعبي الفريق لن يشاركوا أمام اليابان لإصابات مختلفة، وهم: أسامة المولد، نواف العابد، مشعل السعيد، مهند عسيري، وسعود كرير.
وقبل بدء التدريبات مساء أمس رفض اللاعبون الحديث عن المباراة الماضية والتزموا الصمت باستثناء المهاجم نايف هزازي، الذي أرجع أسباب الخسارة، التي مُني بها الأخضر من الأردن، إلى عدم التوفيق، وقال: سنحت لنا العديد من الفرص للتسجيل، ولكن لم نوفَّق في ترجمتها إلى أهداف.
وأضاف أن مباراة الأردن اختلف فيها أداء المنتخب عن لقاء سوريا كثيراً، وكان المنتخب الأفضل والمستحوذ على الكرة أغلب فترات المباراة، ولكن لم يكن التوفيق حليف المنتخب في هذا اللقاء.
وانتقد هزازي الإعداد والانسجام بين اللاعبين، وقال: إعداد المنتخب لم يكن بالطريقة، التي تساعدنا على المنافسة في بطولة بحجم بطولة كأس آسيا، وأعتقد أن عدم الثبات على التشكيلة منذ فترة طويلة كان سبباً مباشراً في الظهور بمستوى باهت.
وتوجه هزازي بالاعتذار للجماهير السعودية، وقال: لقد حاولنا، وكانت لدينا رغبة في الفوز، ولكننا لم نحصل عليه رغم تفوقنا، خاصة أن المستوى، كما شاهدتم تطور عن المباراة السابقة.
وعن مباراة اليابان قال: سنلعب بشكل أفضل وطموحنا الفوز بالمباراة لرد اعتبارنا والتأكيد على أن الكرة السعودية لا تزال موجودة، كما أن فوزنا على اليابان سيخدم الأردن وسوريا ويتأهل الفريقان إلى الدور الثاني وهو هدفنا طالما أننا لم نوفق في البطولة.
عدد اليوم
