المالكي يحذر من موجة هجمات عنيفة

حذر رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي من موجة هجمات عنيفة يخطط تنظيم “القاعدة” وجماعات مرتبطة به لشنها خلال الأيام القليلة المقبلة. في حين قتل ستة أشخاص وأصيب 17 آخرون بتفجيرات وهجمات مسلحة في مدن عراقية عدة، واعتقلت الشرطة 5 متشددين من جماعة مرتبطة بتنظيم “القاعدة” التي تبنت في بيان لها تفجيرات الأربعاء الماضي التي راح ضحيتهـا أكثر من 300 بين قتيل وجريح. ونقلت محطة العراقية الرسمية عن بيان للمالكي قوله إن تنظيم “القاعدة” وأعضاء بحزب البعث المحظور يخططون وبدعم خارجي لشن مزيد من الهجمات والتفجيرات في بغداد والمحافظات الأخرى، مشيراً إلى أن تلك الهجمات ستضرب أهدافاً تابعة لمؤسسات حكومية، بشكل خاص. وأمر بوضع قوات الأمن في حالة تأهب، كما طلب من مسؤولي الحكومة بمختلف المحافظات، اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر. وأثار البيان موجة من الخوف بين العراقيين، واعتبرته جهات أمنية مهماً في هذه المرحلة كإجراء وقائي لهجمات محتملة، فيما رأت أوساط أخرى أنه تخويف متعمد يهدف لزيادة تأزيم الوضع العراقي. وقال قائد عسكري رفيع المستوى من قيادة عمليات بغداد لـ”الاتحاد” إن بيان قيادة القوات المسلحة جاء بناء “على معلومات استخباراتية موثوقة وردت للجهات الأمنية، وكان يجب أن تطلق تحذيرات كنوع من أنواع الإجراءات الاستباقية أو الوقائية، إذ يجب إعلام المواطن العراقي بوجود هكذا مخاطر”. وحث الضابط الجهات كافة على أخذ الموافقات الأصولية في حال قيامهم بتظاهرة في أي مكان، فالمعلومات تشير إلى استعداد تنظيم “القاعدة” لضرب هذه التجمعات. وبشأن حالة الطوارئ قال الضابط “وضعنا خطط لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، فهذه القوات لم تكن تشاركنا في السيطرة على الأوضاع بل كان الجهد عراقياً صرفاً، وذات الأمر سيبقى بعد انسحابهم”. من جانبه، أكد اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد لـ”الاتحاد” أن استنفاراً أمنياً قد بدأ في جميع مدن العراق وعلى وجه الخصوص في بغداد، وبدأت قوات الجيش والشرطة بنشر قطعاتها وتغيير أخرى في جميع السيطرات والمنافذ بين المدن استعداداً للانسحاب الأميركي. ولقي ضابط عراقي مصرعه وأصيب 3 جنود بهجوم مسلح شنه مجهولون على نقطة تفتيش في قضاء البعاج غرب الموصل بمحافظة نينوى. كما قتل شخص بانفجار عبوة ناسفة، وعثر على جثة مدني، وأصيب شخصان بسقوط قذيفة هاون على منزل في الموصل أيضاً. وهاجم مسلحون مجهولون نقطة تفتيش تابعة للشرطة في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين مما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين. إلى ذلك، عثرت دورية أمنية في مدينة الصدر شرق بغداد على جثة مجهولة الهوية لأحد الأشخاص وقد تعرض للتعذيب وإطلاق النار بكثافة في مختلف أنحاء الجسم. وأصيب 4 من الشرطة بجروح خطرة بانفجار عبوة استهدفت دوريتهم على الطريق الرئيس بين مدينة الخالص وناحية العظيم شمال بعقوبة بمحافظة ديالى. كما أصيب شخصان بجروح بليغة بانفجار عبوة ناسفة على سيارة قرب ناحية الرشاد جنوب غرب كركوك بمحافظة التأميم. وفي السياق، أعلن ضابط رفيع المستوى في وزارة الداخلية أمس اعتقال 5 من تنظيم “القاعدة” والعثور على مخبأ للأسلحة والمتفجرات بعد يومين من سلسلة تفجيرات ضربت محافظات العراق. وقال اللواء أحمد أبو رغيف في مؤتمر صحفي في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار إن “الإرهابيين من تنظيم القاعدة وهم عراقيو الجنسية واعتقلوا في منزل غرب الفلوجة”، مضيفاً أنه عثر فيه على “سيارة مفخخة ومخبأ كبير للأسلحة، بعمق ثلاثة أمتار تحت المنزل، وعثر فيه أيضاً على معمل لتصنيع الأحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات”. وأضاف أن كمية مادة (سي فور) شديدة الانفجار التي عثر عليها تقدر بحوالي 200 كلجم بالإضافة إلى 400 كلجم من مادة “تي إن تي” شديدة الانفجار. من جهة أخرى، تبنت جماعة “دولة العراق الإسلامية” المرتبطة بـ”القاعدة” في بيان سلسلة الهجمات المنسقة التي استهدفت مقار وحواجز أمنية في عشر مدن عراقية الأربعاء الماضي. وقالت إن التفجيرات كانت “بتوجيه من أبوبكر البغدادي وتخطيط من دولة العراق الإسلامية”، وأنها استهدفت “مقار ومراكز وحواجز أمنية للجيش والشرطة”.