توقعات إقرار خطة التحفيز الأميركية ترفع أسعار النفط

ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي صوب 41 دولاراً للبرميل أمس، مدعومة بتوقعات المستثمرين بشأن أثر موافقة الحكومة الأميركية على خطة تحفيز تتكلف اكثر من 800 مليار دولار على الطلب على النفط· وقال محللون إن احتمالات كئيبة للطلب على النفط بسبب المخاوف من كساد اقتصادي طويل الأمد في الولايات المتحد اكبر مستهلك للطاقة في العالم حدت من صعود أسعار النفط· وبحلول الساعة 13,01 بتوقيت جرينتش كان الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم مارس المقبل مرتفعاً 1,36 دولار عند 40,92 دولار للبرميل بعد أن أغلق أمس الأول منخفضاً 61 سنتاً إلى 39,56 دولار، وزاد خام القياس الأوروبي مزيج برنت 1,67 دولار إلي 47,69 دولار للبرميل· كما قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول ''أوبك'' أمس إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية واصل الارتفاع ليصل إلى 43,85 دولار للبرميل أمس الأول من 43,30 دولار يوم الجمعة الماضي· وقال توني ماتشاسيك من باتش كوموديتيز ''أعتقد أن السوق تتوقع إقرار خطة التحفيز الأميركية، الأمر الذي سيكون ذا أثر صعودي على السلع الأولية، ولكن المسألة محض تخمينات في الوقت الحالي''· ويشعر المستثمرون بالقلق ويتساءلون هل ستكون خطة إنقاذ البنوك المنفصلة كافية لإنهاء الأزمة المالية العالمية· وقال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة ''أوبك'' أمس الأول إن المنظمة قد تخفض إنتاج النفط مجدداً لمواجهة تدهور الطلب· ولكن وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل توقع أمس الأول أن تنحسر الضغوط على منظمة أوبك لخفض إنتاجها النفطي أثناء اجتماعها القادم في منتصف مارس المقبل إذا ظل سعر الخام الأميركي قرب مستواه الحالي البالغ 40 دولاراً للبرميل· وقال خليل للصحفيين إن 40 دولاراً للبرميل ''سعر جيد في الوقت الحالي''، مضيفاً أن هبوطاً حاداً لأسعار النفط عن 40 دولاراً سيجعل خفض إنتاج ''أوبك'' مرحجاً بشكل أكبر· وقال خليل ايضاً انه لا يعتقد أن الطلب العالمي على النفط في 2009 سيهبط بشكل كبير عن التوقعات الحالية، وتكهن بأن يرتفع سعر النفط إلي 60 دولاراً للبرميل بحلول نهاية العام· وتنتظر الاسواق أحدث بيانات أسبوعية للمخزونات البترولية في أميركا والتي ستصدر اليوم، وأشار استطلاع أولي لرويترز إلي انه من المرجح أن تظهر البيانات زيادة قدرها 2,5 مليون برميل في مخزونات النفط الخام الاسبوع الماضي· وهوت أسعار النفط من ذروة قياسية فوق 147 دولاراً كانت سجلتها في يوليو الماضي مع انهيار الطلب على الوقود بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي· وفي سياق متصل قالت المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة في ليبيا إنها عدلت أمس الأول اتفاقين مع شركة النفط الفرنسية توتال لمنح المؤسسة الليبية نصيباً أكبر من الانتاج· وأضافت في بيان على موقعها على شبكة الانترنت ''تم صباح يوم الاثنين توقيع مذكرة تفاهم بين كل من المؤسسة الوطنية للنفط وشركة توتال الفرنسية تنص على تعديل شروط التعاقد في الاتفاقيات النفطية المبرمة مع هذه الشركة في كل من حقل المبروك وحقل الجرف البحري·· تستهدف مذكرة التفاهم تعديل وتحوير بنود وشروط التعاقد الحالي مع شركة توتال لكى تواكب تغير الظروف الاقتصادية المتمثل في الارتفاع الملحوظ في أسعار النفط خلال الفترة من 2006 الى ،2008 حيث تم الاتفاق على نسب مقاسمة جديدة يكون للجانب الوطنى نصيب أكبر منها''· ولم تفصح عن تفاصيل دقيقة بشأن الحصة الجديدة التي حصلت عليها ليبيا، لكن المؤسسة كانت قد ذكرت مطلع الشهر الماضي أن تعديلات أدخلت على عقود مع أربع شركات أجنبية أخرى تشمل إجراءات من بينها خفض حصص الشركات من الانتاج إلى عشرة أو خمسة عشر بالمئة· وقالت مصادر في صناعة النفط أمس إن صادرات النفط العراقي من ميناء جيهان التركي تأخرت ما يصل الى خمسة ايام بسبب نزاع بشأن المدفوعات بين بغداد وشركات تركية· وقالت المصادر إن النزاع بشأن المدفوعات بين العراق وشركات تركية جعل السلطات التركية تشترط زيادة مقدار خام كركوك العراقي المخزون في صهاريج المرفأ· ورفضت المصادر الإفصاح عن هويتها، لأنه ليس مسموحاً لها التحدث الى أجهزة الإعلام· وقال أحد المصادر ''لمست تأخيرات تصل الى خمسة ايام لأنهم يحجبون هذه الكميات''· وقال مصدر آخر ''نعتقد أن سفينتنا التالية قد تتأخر قليلاً·· قد يكون بضعة ايام''، ورفضت مؤسسة تسويق النفط العراقي الحكومية ''سومو'' التعقيب على الفور·