الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تركيزك مسؤوليتك

17 يناير 2012
مسؤولية تنمية اللاعب المواطن يتحملها الجميع، اتحاد الكرة، وإدارات الأندية، والمدربين والإعلام والجمهور، ولكن قبل كل هؤلاء، هي مسؤولية اللاعب نفسه، فهل يقوم لاعبنا المحلي بواجبات مسؤوليته، تجاه تنمية قدراته وإبرازها ليضع نفسه كمنافس حقيقي للأجنبي في فريقه يقاسمه الأهمية والبروز وخطف الأضواء؟. اتحاد الكرة لا يمكنه أن يشذ عن السائد، ويجعل مسابقاته حكراً على المواطنين، وإدارات الأندية ومدربيها تبحث عن نتائج ترفع أسهمها، والإعلام لن يعكس أكثر مما يرى في الملعب، واللاعب وحده هو من يستطيع أن يفرض نفسه على كل هؤلاء، كما يفعل حبوش صالح على سبيل المثال، الذي برز كنجم أول في مباراة الشارقة وبني ياس خاطفاً الأبصار من خمسة أجانب في المباراة. الأجانب الثمانية والأربعون المسجلون في دورينا، ومن سبقهم، ومن سيلحق بهم، أو معظمهم على الأقل، ليسوا لاعبين أفذاذ على المستوى العالمي، من طينة ميسي وتشافي ورونالدو، ولا من عينة الصف الثاني أو الثالث لهؤلاء، ومجاراتهم ومنافستهم ليست بالمهمة الصعبة، فلدينا لاعبون لا يقلون عنهم، ومنهم من هو أفضل من بعضهم، والعامل الحاسم الذي يجعل من معظم لاعبينا المحليين “كومبارس” واللاعبون الأجانب “أبطالاً”، هو مقدار التركيز الذي يتمتع به اللاعب داخل الملعب، ويمكنه من استخدام مهاراته بصورة صحيحة، وفي التوقيت المناسب. فمن شاهد حبوش في مباراة الشارقة خاصة، وفي مبارياته السابقة، يمكنه أن يستنتج بسهولة أن هذا اللاعب “مخه كورة”!، فهو في كامل تركيزه، يستخدم “التكنيك” المناسب لكل كرة وكل حالة، يروض الكرة متى ما احتاجت الترويض، ينقلها من لمسة متى لزم ذلك، يسدد إذا اقتضى الأمر، يضع المنافس في ظهره، بحثاً عن خطأ في الزحام، وينطلق بالكرة بسرعه إذا توافرت المساحة ، وإذا واجه المرمى وجدته في كامل هدوءه، والمرمى وحارسه تحت سيطرته. تكنيك التصرف بالكرة هو علة لاعبينا، وعندما يكون لاعب تأسس في أكاديميات، وتدرب على أيدي مدربين كباراً، فالقضية لا تتعلق بنقص، فهم لا يجهلون ما يعرفه حبوش صالح، وبعضهم لا يقلون عن مهارته، ولكن ينقصهم التركيز أولاً وربما الثقة. وفي الجولة نفسها تجاوز لاعب مهاري أكثر من لاعب في محاولتين، حتى انفرد، وفي المرتين يترك المرمى الفسيح، ويسدد في الحارس، وآخر جاءته الكرة على قدمه الأضعف دون مضايقه، فبدلاً من تحويلها للأقوى سدد فطاشت، وثالث اختصاصي في ضربات الرأس كان توقيته أفضل من الحارس، لكنه أشاح برأسه يساراً، رغم أن المرمى أمامه ولا تحتاج الكرة إلا أن تصطدم برأسه لتتجه للمرمى. وهذه الحالات الغريبة المحيرة لم تقتصر على هذه الجولة، فكم شاهدنا لاعبينا، وهم يضعون كل قوتهم في كرات داخل الـ18 فيطيحونها أو يلصقونها في بطن الحارس أو ظهر المدافع، وهي لا تحتاج سوى “ركنه” مركزه في إحدى الزوايا ناهيك عن العديد من الحالات لمن يريد أن يحصيها للاعبين يمررون بدلاً من التسديد، ويسددون بدلاً من التمرير في توال محير لقرارات “تكنيكية”، ليس لها تفسير، سوى عدم التركيز وعدم الجاهزية الذهنية التي لا يسأل عنها سوى اللاعب. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©