الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

غريبة؟

15 يناير 2011 23:27
تعد نهائيات أمم آسيا بمثابة “عيد للفضائيات” الرياضية التي خصصت الساعات لبرامج حوارية “قيل إنها نارية” وتابعنا فيها كل أنواع الاختلافات والتناقضات وحتى المشاحنات والعبارات غير التلفزيونية، وكل هذا قد يكون مقبولاً، بل قد يكون محبباً لدى البعض على اعتبار أن الإثارة هي ملح البرامج التي يجب أن تنجح أو تستطيع استقطاب الجماهير، وهي جزء من اللعبة الإعلامية، وهذا ما لا نختلف عليه ولكني أختلف بشدة مع بعض زملائي الذين يسمحون لمن يتصلون بهم عبر الهاتف أو لمن يجلسون معهم في الاستوديو بالإساءة بشكل أو بآخر لدولتين عربيتين ليس لهما ذنب سوى أنهما ليستا من الخليج العربي. فما تابعته عبر أكثر من قناة وعلى لسان أكثر من متصل ومحلل أمر يدعو للاستغراب، وهو استخفاف بالمنتخبين السوري والأردني ووضعهما جنباً إلى جنب مع المنتخب الهندي مع كامل الاحترام للمنتخب الهندي، ولكن كرة القدم في سوريا والأردن لها تاريخ كبير وأنديتها بطلة القارة وتنافس في كل المجالات، ويكفي أن نقول إن ناديي الوحدة والكرامة مثلاً تأسسا عام 1928 والمنتخب السوري كان ولا يزال رقماً صعباً عربياً وآسيوياً مثله مثل شقيقه الأردني. أمس الأول، تابعت برنامجاً لزميل صديق عزيز استغربت منه عندما اتصلت به مشاهدة واستهجنت خسارة منتخب السعودية أمام منتخبين “مثل” لاحظوا كلمة “مثل” سوريا والأردن وتمنت أن تكون البطولة إماراتية أو قطرية حصراً وإلا لدولة غير عربية، رغم أن العراق والكويت وسوريا والأردن والبحرين مازالوا في البطولة. بالطبع لن أتوقف عند أمنيات مشاهدة أو مشاهد لا أعرف مدى ثقافتها، ولكني بالطبع وحتما سأتوقف عند الزملاء الإعلاميين الذين يقودون الحوارات ويوجهون الرأي العام، وأستغرب وأستهجن وأستنكر عدم تعقيبهم أو تدخلهم في الحديث والاكتفاء بالابتسامات أو التعامل مع الكلام وكأنهم لم يسمعوه. أليس من البدهي أن يُعقّب الزميل بتمني التوفيق لكل المنتخبات العربية “وليس الخليجية فقط”، وأن يفوز الأفضل، وأن تبقى الكأس عربية، وأننا لن نقبل أن نتمنى أن تذهب الكأس لمنتخب كوري أو ياباني أو أسترالي ومنتخباتنا مازالت تشارك، وبالطبع شاهدت الجماهير السورية والأردنية محبة وحرص القنوات الخليجية مجتمعة على المنتخبين وشاهدوا عدداً كبيراً من محللي البلدين، ولكن اتصالات وتعليقات مثل هذه قد تثير حفيظة شعب بأكمله ونحن في غنى عن هذا. مصطفى الآغا (سوريا) | Agha70@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©