الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عادل عبد الله ينقذ حيدروف والحكم من أزمة «البطاقة الصفراء»

عادل عبد الله ينقذ حيدروف والحكم من أزمة «البطاقة الصفراء»
17 يناير 2012
دبي (الاتحاد) - تبقى الأخلاق الرياضية أهم بكثير من المهارات الفنية والقدرات البدنية لدى الرياضيين في أوقات كثيرة، فلا يمكن لأحد أن ينسى المواقف الرائعة من رياضيين سابقين في مناسبات متعددة، وفي ملاعب مختلفة وميادين متنوعة، لأن هذه المواقف تبقى في الذاكرة لمدة أطول من الأهداف أو الفوز والخسارة. ومن نوعية هذه المواقف ما فعله مدافع الشباب عادل عبد الله في لقاء فريقه أمام النصر مساء أمس الأول، فقد ضرب اللاعب مثلاً رائعاً في الأخلاق الرياضية العالية، عندما أشهر الحكم محمد عبد الكريم البطاقة الصفراء للاعب الأوزبكي حيدروف عزيز بك، خلال الشوط الثاني، على اعتبار قيام اللاعب الأوزبكي بالاحتكاك القوي مع لاعب النصر، ووقتها قام الحكم بتأجيل منح اللاعب الإنذار انتظاراً، لانتهاء الهجمة “النصراوية”، في إطار مبدأ إتاحة الفرصة، وبعد انتهاء اللعبة، عاد الحكم ليمنح حيدروف البطاقة الصفراء، ظناً منه أنه من قام بالاحتكاك مع لاعب النصر. وبعد أن دخل اللاعب الأوزبكي في مشادة مع الحكم محاولاً إقناعه بأنه كان بعيداً عن الكرة محل الخلاف، وأنه لم يقم بأي فعل مع لاعب النصر، جاء عادل عبد الله من بعيد لينهي الخلاف والجدل معترفاً للحكم محمد عبد الكريم، بأنه هو من ارتكب الخطأ ضد لاعب النصر، وأنه من يستحق البطاقة الصفراء وليس حيدروف، لينقذ الحكم من موقف حرج، وينقذ زميله أيضاً من بطاقة صفراء لا يستحقها، ويحقق لنفسه انتصاراً كبيراً في مجال الأخلاق الرياضية التي ينادي بها الجميع. وهناك في الملاعب العالمية والعربية والمحلية أحداث كثيرة مؤسفة وقعت بسبب عدم صدق اللاعب مع نفسه، لعل آخرها ما حدث قبل أسبوعين تقريباً في الدوري المصري، وتحديداً يوم 30 ديسمبر الماضي، أثناء مباراة غزل المحلة والأهلي التي سجل خلالها مدافع الغزل هدفاً بالخطأ في مرماه، ووقع الحكم ياسر عبد الرؤوف في أزمة بسبب وجود فتحة في الشبكة خرجت منها الكرة من خلف المرمى، وحاول لاعب المحلة عمرو رمضان إقناع الجميع بأن الكرة لم تدخل المرمى، رغم أنه أول الواثقين بأنها مرت من الشبكة، وتسبب هذا الاعتراض في أزمة جماهيرية كبيرة أدت إلى إلغاء المباراة قبل اكتمالها، بعد نزول الجماهير للملعب احتجاجاً على الهدف الذي ظنت أنه غير صحيح، بناء على اعتراضات اللاعبين، وعدم صدقهم مع أنفسهم. ورغم أن واقعة عادل عبد الله أقل كثيراً من وقائع الأهداف التي تثير جدلاً واسعاً، ومنها مباراة غزل المحلة والأهلي، إلا أن الأخلاق لا تتجزأ، وأن المواقف تثبت معدن اللاعبين، ومن يكون صادقاً مع نفسه في الموقف البسيط، سيكون صادقاً فيما هو أكبر من ذلك، كما أنه سيكون قدوة لغيره من اللاعبين في مواقف أخرى، قد تنقذ الجميع من أزمات لاحقة، لأنه كان من الممكن أن يتعرض حيدروف للغياب عن مباراة مهمة لفريقه دون سبب، وأن يلعب هو مباراة أخرى بعد ذلك وهو يستحق الإيقاف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©