الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشعر والوتر.. عندما يلتقي الساحران

الشعر والوتر.. عندما يلتقي الساحران
19 يناير 2014 00:42
حضرت الكلمة بقوة في ثالث أيام مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية، كما في أمسياته التي أحياها الموسيقار العالمي نصير شمة والمطربة اللبنانية جاهدة وهبه. الذي نظمته القصباء، خلال الفترة من 15 إلى 18 يناير الجاري، إحيا الأمسية الثالثة عازف القانون العراقي فرات قدوري، مؤسس مركز فرات قدوري للموسيقى، أمسية مميزة، وشاركه في نصفها الثاني عازف جيتار الفلامنكو اللاتيني فيسنتي أليندي، وحضرها سعادة جون بول تارود كوبورن، سفير جمهورية تشيلي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة. نجاح في تعليق له على المهرجان، قال فرات قدوري: «الشارقة نجحت في تنظيم مهرجانها الموسيقي الأول»، وعزا هذا النجاح إلى مشاركة «أسماء مهمة وكبيرة في الموسيقى العربية المعاصرة، من أبرزهم الفنان العراقي نصير شمة، والفنانة اللبنانية جاهدة وهبة، والفنانة الأردنية مكادي نحاس». وأضاف قدوري إلى هذا السبب أسباباً أخرى جعلت المهرجان يحظى بهذا القبول الجماهيري الواسع، منها «مشاركة موسيقيين أجانب موهوبين يزور بعضهم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى، هذا إلى جانب حضور مديري أهم معاهد الموسيقى في العالم العربي، ومن بينهم الدكتورة إيناس عبد الدائم، مدير دار الأوبرا المصرية، ومحمد عثمان صديق، مدير المعهد الوطني للموسيقى في العاصمة الأردنية عمّان». وأكد قدوري أن النجاح اللافت الذي حققه المهرجان في دورته الأولى «سيكون دافعاً قوياً لاستمراره وتطويره كي يصبح على أجندة أهم الفعاليات الموسيقية في العالم». وافتتح قدوري حفلته الموسيقية بمقطوعات من ألبومه «الجنائن المعلّقة»، بادئاً بمقطوعة «غزل عشتار»، و«نوروز» المستوحاة من وحي التراث الكردي، و«أنشودة المطر» إحدى أشهر قصائد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، و«الغيمة الممطرة - ديما». وفي مقطوعته الجميلة «ليلة شهرزاد»، روى قصصاً رومانسية بلا كلمات، امتزجت فيها الألحان الشرقية بالغربية، راسمة موسيقى عاطفية في بعضها، واحتفالية في بعضها الآخر، لينتقل إلى مقطوعة «إلى زوجتي الجميلة» المأخوذة من ألبوم جديد يعمل الفنان قدوري عليه الآن، ثم إلى مقطوعة «غواتيمالا» المستوحاة من جولة قام بها قبل سنوات عدة في بلدان أميركا اللاتينية، تفاعل معها الجمهور بحماس كبير. في النصف الثاني من الأمسية، سيطرت الموسيقى اللاتينية على المسرح، مع مشاركة الفنان التشيلي فيسنتى أليندي الذي عزف وغنى مقطوعات متنوعة، اعتمد فيها على غيتار الفلامنكو، فقدم واحدة من أشهر أغنيات الفنان الإسباني خوليو إغليسياس، وأتبعها بأغنيات أخرى بالإسبانية صفق لها الحضور طويلاً رغم عدم معرفتهم بمعاني كلماتها، ولكن براعة أليندي في العزف وغنائه بعاطفة جياشة وصوت جهوري، جعل لغة الموسيقى وسيلة للتواصل بين الفنان وجمهوره. وغير بعيد عن مسرح القصباء، استضاف المسرحان الخارجيان عرضاً لعازفة الكمان والبيانو اليابانية هاروكا هوري التي تنقلت ما بين ألوان الموسيقى المختلفة، الشرقية والغربية، فيما قدم الفنان الفرنسي ألكساندر فالس عزفاً على الغيتار أمام الجمهور الذي استمتع بمقطوعات موسيقية عدة تواصلت على مدار ساعة كاملة. جغرافيات موسيقية وكانت فعاليات المهرجان قد انطلقت مساء الأربعاء الماضي، وشارك فيه نخبة من الموسيقيين البارزين على مستوى المنطقة والعالم، منهم الفنان العراقي نصير شمة، أحد أبرز عازفي العود في العالم الذي أحيا العرض الرئيسي الأول للمهرجان، في حفل استضافه مسرح القصباء، وشهد حضوراً كبيراً من العديد من الجنسيات الذين استمتعوا بواحدة من أجمل الحفلات الموسيقية التي تنقل فيها شمة بين تقاسيم رائعة عدة على أنغام العود، مازجاً في بعضها بين الموشحات الأندلسية والمقامات الفارسية، ومترجماً من خلالها علاقته المميزة مع العود، رفيقه الوحيد في أسفاره وتنقلاته عبر بقاع العالم. وأبدع عازف السيتار الباكستاني أشرف شريف خان، في إمتاع الحضور بقدرته الفائقة على مغازلة أوتار آلة السيتار، مقدماً لهم فناً موسيقياً عالمياً، لا جنسية محددة له، فبدا كأنه يستخدم نبضات قلبه في الضرب على الآلة التي توارث عشقها عن والده، فتوحد خلفه المشاهدون والمستمعون ليتذوقوا فناً جديداً على بعضهم، ولكن عذوبة ألحانه جعلتهم يألفون اللحن والآلة والفنان. وأحيت الأمسية الثانية في المهرجان، الفنانة اللبنانية جاهدة وهبه التي قدمت مع فرقة «يوروبيان فيوجن» أمسية امتزج فيها الشعر بالغناء، واستهلتها بواحدة من أشهر قصائد الشاعر اللبناني طلال حيدر «بس تمرقي بالنوم.. بيقولوا العرب أهلا»، وانتقلت منها إلى قصيدة «يا طير الحمام» للشاعر الفلسطيني محمود درويش، ثم أعادت ذاكرة الحضور إلى أغنية أسمهان «يا حبيبي تعال إلحقني شوف إيه اللي جرالي»، فغنتها بصوتها الشجي، وأتبعتها بأغنية أخرى لبابلو نيرودا: «شاعر الحب والثورة»، تمردت من خلالها على مفاهيم الحب التقليدية. وبصوت أوبرالي اهتز له المسرح إعجاباً، خصت الفنانة وهبة جمهور مهرجان الشارقة، بأغنية للشاعر السوري الكبير أدونيس.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©