الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عمالقة القصة الأميركية يسبرون أغوار حضارة تتآكل من داخلها

عمالقة القصة الأميركية يسبرون أغوار حضارة تتآكل من داخلها
21 يوليو 2018 21:59
الرباط (الاتحاد) في طبعة جميلة وأنيقة، أصدر الكاتب والأكاديمي العراقي المقيم في المغرب، الدكتور علي القاسمي، كتابه الجديد «مشاعل على الطريق: أبدع وأروع القصص الأميركية الحديثة»، وفيه يقدم إلى قراء العربية قصصاً قصيرة من الولايات المتحدة الأميركية، حيث يُعتبر هذا الفن الأكثر شعبية، إلى جانب الرواية، حيث تنشر عشرات المجلات المتخصِّصة في القصة القصيرة، والصحف تُفرِد زاويةً خاصّةً لها، وثمَّة آلاف القصص التي تُنشَر سنوياً، وتُخصِّص المؤسَّسات الفكرية والتربوية والثقافية والمالية عشرات الجوائز السنوية للقصّاصين في كلِّ ولاية أميركية. ويُعزى الإقبال على قراءة القصة القصيرة إلى طبيعة عصر السرعة الذي نعيش فيه، فالقارئ يستطيع قراءة قصَّةٍ قصيرة ويستمتع بأثرها في جلسة واحدة، سواء أكان في إحدى مواصلات النقل أم في نزهة بحديقةٍ عامَّة. وقد اطلع الدكتور علي القاسمي على مئات القصص المتميزة، المنشورة في كتب المختارات القصصية، والسلسلة السنوية المشهورة «أحسن القصص الأميركية» التي تصدر في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1915، وسلسلة «القصص الفائزة بجائزة أوهنري» التي يقرأ محرروها أكثر من ألفَي قصَّة سنوياً ليختاروا عشرين قصَّة فقط. ولهذا، فإن القصص الموجودة في هذا الكتاب هي صفوة الصفوة وذات مستوى رفيعٍ متميّز، كما يقول القاسمي، مؤكداً أنه اعتمد معايير صارمة لانتقاء أفضل القصص والتي وردت في الكتاب منها: أولاً، أن تكون القصة لأحد مشاهير الأدباء الأميركان الذين تركوا بصمتهم على مسيرة الأدب الأميركي، وأغنوه بتقنياتهم الفنية المبتكرة، وأثّروا في أساليبه وموضوعاته وتوجُّهاته. ثانياً، أن تمثِّل القصة مدرسةً سرديةً كبرى في الأدب الأميركي، مثل المدرسة الواقعية، أو الواقعية القذرة، أو الانطباعية، أو الرمزية، أو ما بعد الحداثة، إلخ. ثالثاً، أن تتناول القصَّة مشكلةً كبرى من مشكلات المجتمع الأميركي. وتجسدت أهم هذه المشكلات التي تهدد بتآكل الحضارة في إبداع الأدباء الكبار ومنها: معاناة المهاجرين الجدد، الحروب وويلاتها، العنف والجريمة المنظمة، الحرية الجنسية والخيانة الزوجية والتفكك الأسري والمخدرات، الأوبئة والأمراض الجنسية العصية على العلاج، انتشار الأمراض النفسية في المجتمع الأميركي، والحقوق المدنية والتمييز العنصري. بقيت الإشارة إلى أن الكتاب يضم قصصاً لأعمدة القصة الأميركية: فتزجيرالد، دوروثي، همنغواي، شيفر، عزيموف، كيرواك، مالامود، باري حنا، بارتلم، سونتاغ، أوبراين، فورد، غوردون، لايتمان، ميكوس، جونز، ألكسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©