افتتحت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية مساء أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي المعرض التشكيلي الشخصي للفنان اللبناني وهيب البتديني تحت عنوان ''عين الفنان''، الذي أقامته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وضم 52 لوحة·
وقالت الشيخة لبنى القاسمي في كلمتها بعد جولتها لتفقد الأعمال الفنية ''إن ما أثر فيّ حقاً هي استعادة ذكريات لبنان الجميلة وطبيعة هذا البلد وجماله وثقافته التي تجذرت في شعبه الأصيل''· وأضافت: ''إننا نقدر الفن ونحترمه؛ لأنه ينقل الجمال في الطبيعة والحياة، وما رأيته اليوم قد تجسد فعلاً في هذه الأعمال المعروضة، إذ إن الفنان هو القاسم المشترك بين كل الشعوب، وأتمنى أن يتطور الفن العربي باعتباره رسالة راقية تخلق جسراً للتواصل المشترك''·
من جهته، قال الفنان وهيب البتديني: ''إن الفنون هي الفيصل المشترك بين الشعوب، وهي متجذرة في أقدم الحضارات على أرضنا العربية، وأتمنى أن يرتقي فننا إلى مصاف فنون العالم''· وأضاف: ''إن معرضي هذا هو جزء من متحفي في لبنان الذي يضم 600 لوحة فنية أنجزتها خلال سنوات طويلة، وأتمنى أن يتواصل الجسر الثقافي بيننا، وأن ألبي كل الدعوات في المستقبل القريب والبعيد وأشكر كل من حضر إلى معرضي الذي يجسد عوالم الأرض التي أنتمي إليها''·
وتراوحت مساحات اللوحات المعروضة بين 365*210 و31*45 سم وحملت عناوين متعددة شكلت أجواؤها والتقاطاتها الإنسان والطبيعة والحياة في مجملها، وهي: ''صناعة الخزف''، و''ربيع القرية''، و''قرية شوفية''، و''عودة الفلاح''، و''القرية والجبل،'' و''شقائق النعمان''، و''قيلولة''، و''راعي الغنم''، و''الحصاد''، و''البيت المهجور''، و''بيوت تراثية''، و''صنوبر''، و''المزارع''، و''الدبكة اللبنانية''، و''السوق القديم''، و''قهوة الصباح''، و''الفلاح اللبناني''، خاصة لوحته الكبيرة ''قطاف التفاح''، كما عرض البتديني بورتريهات لوجوه من الناس في لقطات إنسانية جميلة منها ''وجه لبناني'' و''حديث الطرشان'' و''المفكر الحائك''·
امتازت أعمال البتديني بالواقعية الكلاسيكية التي لا تزال تمثل بدقتها وحرفيتها العالية براعة هذا الفن والتأني في اقتناص الواقع وتحديد أبعاده بكل جزئياته من أجل الوصول إلى حالة قصوى من التمثل البارع الذي لا تفوته أي زاوية من المشهد·
كما استخدم الفنان اللون بما يماثل اللون الحقيقي في الواقع، فلم يخرج عنه، بل حاول أن يتكامل مع الأشياء التي يرسمها ويتناغم مع ألوانها بل ما جادت به الطبيعة من تعدد لوني، بالإضافة إلى أنه بدا متعدد الالتقاطات بين روح الحالة الشعبية في السوق القديم وروح الطبيعة الخلابة وذات الفلاح الذي صار جزءاً منها·
ولم ينس الفنان أن يلتقط العادات والتقاليد وفنون الشعب اللبناني، فجسد رقصاته الشعبية وصناعاته وحرفه ونتاجه الزراعي وما أبدعه من بناء ومعمار شيد من خلاله مدناً جميلة تحاكي الطبيعة في كل تجلياتها·
وهيب البتديني رسام ونحات يحمل الماجستير في الرسم والتصوير الجداري من معهد سوريكوف في موسكو عام ،1966 وهو أستاذ ورئيس قسم في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية للأعوام 1967-1988 وعضو في جمعية الفنانين اللبنانيين واتحاد الفنانين التشكيليين العرب وله معارض خاصة وصل عددها إلى 22 معرضاً في لبنان وخارجه وسجل أكثر من 15 مشاركة في معارض أميركية من 1969 حتى 2003 أهمها المعرض الفني العالمي ARTEXPOفي نيويورك وكاليري اللوحة ''كانكتيكت''، كما حصل على جائزة سعيد عقل مرتين 1970 و2003 ووسام الأرز الوطني اللبناني من رتبة فارس ،2004 وهو يقيم في أميركا الآن·
وشهد افتتاح المعرض عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة وفوزي فواز سفير الجمهورية اللبنانية لدى الدولة وعدد من الشخصيات الاجتماعية وجمهور حاشد من الجالية اللبنانية لدى الدولة·
عدد اليوم
