الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدين العظيم

31 أغسطس 2010 23:49
في هذا الدين العظيم تتجلى محاسن كثيرة ومن أعظمها وأجملها أنه يدعو إلى التكافل والترابط والتعاطف والمتأمل في القرآن والسنة يرى ذلك واضحا جليا ففيهما الدعوة إلى الحب ولأخوة والتراحم والعفو ونبذ الفرقة والشقاق وكل ما يدعو إلى السوء البغضاء والقطيعة. حتى في العبادات المفروضة والمستحبة يلمس المؤمن هذه الظاهر الرائعة. ففي الصلاة مثلا، لا يأتي أحد المسجد برائحة كريهة كي لا يؤذي إخوانه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- “مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا وَلاَ يُؤْذِيَنَّا بِرِيحِ الثُّومِ”. وفي الصلاة يقترب المصلي من المصلي يضع قدمه عند قدم أخيه حتى تتقارب القلوب، يقول أبو مسعود كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاَةِ وَيَقُولُ: “اسْتَوُوا وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ”. وفي الصوم نرى النهي عن إيذاء الآخرين، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ”. وفي الحج يوجه النبي صلى الله عليه وسلم الأمة: “مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”. وفي قراءة القرآن يقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ قُلُوبُكُمْ فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ”. وفي باب الإنفاق مظهر آخر، ففرضت الزكاة لسد حاجة المحتاجين وإعانة المعوزين وإبقاء للإنسانية. وفي الصدقة المستحبة تأليف للقلوب وتطهير للنفوس. وفي صدقة الفطر مظهر من المظاهر التي تدعو إلى أن يحمد المسلم ربه على هذا الدين العظيم. لنتأمل معا قول النبي صلى الله عليه وسلم يقول عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : “فرضَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طُهْرَة للصائم من اللَّغْوِ والرَّفَثِ، وطُعْمَة للمساكين”. فزكاة الفطر واجبة على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، فيخرجها عن نفسه ، وعمن تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد. وانظر إلى بعض فوائد الزكاة والصدقة: ? تطهير نفس المزكي من الشُّح و عُبوديَّة المال، قال تعالى: “وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِه فأولئك هُمُ المُفلِحُون?}?، وقال صلى الله عليه وسلم: “تَعِسَ عَبدُ الدِّرهَم، تَعِسَ عبد القَطيفَة...” رواه البخاري. ? تطهير للقلب والروح والجسد قال تعالى: “خُذْ من أموالِهم صَدَقةً تُطَهِّرهُم وتُزكِّيهم بها...”. ? تزكية للمال وتنمية له، قال تعالى: “وما أَنفَقْتُم مِن شَيْءٍ فهُوَ يُخلِفه وهو خَير الرَّازقين”. ? تطهير نفس المحتاج من الحقد والحسد فالمحتاج حين يرى مَن حوله في رخاء، فإنَّه قلما يَسلم قلبه من الحسد والحقد والبغضاء. ? مشارك الفُقراء الأغنياء في التنعم والفرح في يوم العيد. ? القَضاء على ظاهرة التَّسوُّل. ? استتباب الأمن بسد حاجة المحتاج فلا يترك له مجال للتفكير في سرقة أموال الآخرين والاعتداء على ممتلكاتهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©