الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريطانيا... هل تنسحب من الاتحاد الأوروبي؟

15 يناير 2013 00:07
آندرو أوزبورن لندن سعـت بريطانيـا مؤخـرا،ً إلـى الـرد علـى ما اعتبره البعض خلافاً مع الولايات المتحدة حول الاتحاد الأوروبي، قائلة إن أوباما أخبر كاميرون بأنه يدعم جهوده الرامية إلى إعادة التفاوض حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وكانت العلاقات بين الحليفين المقربين قد وُضعت تحت دائرة الضوء في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن أدلى مسؤول أميركي رفيع بتصريح نادر حول ما يعتبر نقاشاً داخلياً مثيراً للعواطف، قال فيه إن واشنطن ترغب في أن تبقى بريطانيا في الاتحاد الأوروبي -وهو موقف لا تتقاسمه أغلبية من الجمهور البريطاني إضافة إلى المتشددين داخل حزب كاميرون نفسه، حزب المحافظين الحاكم. غير أن المتحدث باسم كاميرون قال يوم الجمعة إن الحكومتين لديهما وجهتا نظر متطابقتان حول الموضوع، وإن أوباما ورئيس الوزراء ناقشا الموضوع في مكالمة هاتفية خلال الأسبوع السابق لأعياد الميلاد. وقال المتحدث للصحفيين في لندن: «لقد قام رئيس الوزراء بإطلاع الرئيس على تفاصيل مقاربتنا للاتحاد الأوروبي، وقد أيد الرئيس ذلك»، مضيفاً: «إنه (أوباما) يؤيد وجهة نظر رئيس الوزراء من أن مصلحة بريطانيا الوطنية هي داخل الاتحاد الأوروبي ولكن مع تغيير العلاقة معه». هذا ومن المتوقع أن يلقي كاميرون خطاباً مهماً في وقت لاحق من هذا الشهر سيحدد فيه السلطات والصلاحيات التي يرغب في أن تستعيدها بريطانيا من الاتحاد البالغ عدد أعضائه 27 دولة، إلى جانب شروط تصويت تاريخي حول الموضوع يمكن أن يساعد على تحديد دور بريطانيا في الشؤون الدولية على مدى عقود. والتصريح الذي أدلى به فيليب جوردان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا وأوراسيا، شكل سابقة إذ إن هذه هي المرة الأولى التي يدلي فيها مسؤول أميركي بمثل هذا التصريح في العلن. وقد خلق ذلك انطباعاً بأن واشنطن قلقة بشأن مخطط كاميرون الرامي إلى إعادة صياغة علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، وأدى إلى رد غاضب من المتشددين داخل حزب المحافظين الحاكم الذين شعروا بأن الولايات المتحدة تتدخل في شؤونهم الداخلية. ولكن منذ ذلك الوقت حرص البلدان على التقليل من شأن التصريحات التي صدرت عن جوردان. ففي واشنطن، شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند على أن أي قرار حول العلاقات مع الاتحاد الأوروبي هو أمر يعود إلى الحكومة والشعب البريطانيين، قائلة إن تصريحات جوردان تبين فقط ما قالت إنه موقف أميركي معروف حول الموضوع. وقالت نولاند في هذا الصدد: «عادة ليس لدينا مساعدو وزير خارجية يخرجون ويعقدون المؤتمرات الصحفية»، مضيفة «ولكن مساعد وزيرة الخارجية جوردان كان يتحدث باسم الإدارة بالفعل». وفي لندن، قلل المتحدث باسم رئيس الوزراء أيضاً من شأن أي فكرة حول وجود تصدع في العلاقات، قائلا إن كاميرون يتفق مع جوردان من حيث إنه يرغب هو أيضاً في رؤية «اتحاد أوروبي منفتح ومتطلع للمستقبل تكون بريطانيا جزءاً منه». وفي هذه الأثناء، صعد جورج أوزبورن، وزير المالية البريطاني، الخطاب الحكومي بشأن الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن على الاتحاد أن يخضع لإصلاحات إذا كان يراد لبريطانيا أن تظل عضواً فيه. وقال لصحيفة «داي فيلت» الألمانية: «آمل حقاً أن تبقى بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي. ولكن حتى نبقى فيه، يتعين على الاتحاد الأوروبي نفسه أن يتغير». وأضاف أوزبورن يقول: «إن الشعب البريطاني يشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه الاتحاد الأوروبي؛ والناس لديهم شعور بأن عدداً كبيراً جداً من القرارات تُتخذ بعيداً جداً في بروكسل». وكانت المستشارة الألمانية ميركل قالت إنها تعتقد أن مكان بريطانيا هو داخل الاتحاد الأوروبي، ولكن رئيس لجنة شؤون الاتحاد الأوروبي المؤثرة في البرلمان الألماني حذر بريطانيا يوم الخميس الماضي من محاولة «ابتزاز» بلدان أخرى ضمن جهودها لصياغة علاقة جديدة مع أوروبا. والواقع أن كاميرون يواجه مأزقاً صعباً. ذلك أن العديد من أعضاء البرلمان المنتمين لحزبه نفسه -المحافظين- يضغطون عليه حتى يدعو إلى استفتاء حقيقي حول ما إن كان ينبغي على بريطانيا أن تبقى في الاتحاد الأوروبي وهو مطلب تدعمه استطلاعات الرأي التي تُظهر أن أغلبية من البريطانيين ستصوت لصالح مغادرة الاتحاد إن مُنحوا الفرصة. غير أن زعماء قطاع المال والأعمال في بريطانيا يقولون إنهم يعارضون بشدة إمكانية خفض البلاد لعلاقاتها بشكل جذري مع أكبر شريك تجاري لها. وقد أوضح الشركاء الدوليون من الولايات المتحدة إلى ألمانيا وإيرلندا بجلاء أنهم يعارضون أيضاً خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويعتقدون أن من شأن مثل هذه الخطوة أن تعزل بريطانيا نفسها وتضرها بشكل كبير. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©