الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فريق أوباما الجديد... حدود التغيير

15 يناير 2013 00:07
ديفيد جيه روثكوف باحث زائر بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ما الذي حدث لفريق المتنافسين؟ لا شك أن جميع الاختيارات التي أجراها أوباما لأعضاء الفريق الذي ستتكون منه إدارته خلال فترة ولايته الثانية سليمة: فكل من اختارهم من الرجال الخبراء المتمكنين؛ كما أن كلا منهم يتمتع بسجل وظيفي متميز، سواء كمشرع، أو كعضو في إدارة من الإدارات السابقة (جمهورية أو ديمقراطية) أو كمسؤول سابق في منصب من مناصب الحكومة العليا. ولكن بقيامه باختيار السيناتور «جون كيري» لمنصب وزير الخارجية، واختيار السيناتور السابق «تشاك هاجل» ليكون وزيراً للدفاع، واختيار كبير موظفي البيت الأبيض«جاك ليو» كي يكون وزيراً للخزانة، واختيار «جون برينان» كي يكون مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية؛ والإبقاء على «توم دونيلون» لإدارة مجلس الأمن القومي الأميركي، يرسل أوباما رسالة واضحة للجميع مؤداها أن ما يراه من قبل هو ما سيستمرون في رؤيته، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بإدارة سياسة أميركا الخارجية. وقد حاول «كارل إندرفيرث» الموظف السابق في وزارة الخارجية، إضفاء صورة إيجابية على الفريق الجديد من خلال وصف أعضائه بأنهم «مجموعة من الأخوة»؛ ولكن المرء يستطيع، مع ذلك، أن يطلق عليهم «المعتادين». ومن سوء الطالع، أن الأفكار القديمة، أو تفكير واشنطن المعياري سيكونا على نفس القدر من الفاعلية (أو اللا فاعلية ) في تحسين السياسة الخارجية، الذي كانا عليه في حل المشكلات الاقتصادية والسياسية في الداخل. بالطبع ليس من الضروري أن تؤدي الألفة الزائدة إلى توليد الاحتقار. فتلك المجموعة من الرجال مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمؤسسة واشنطن، التي كافحت كفاحاً مشهوداً للتكيف مع شرق أوسط متغير تغييراً جذرياً، ومع اقتصادنا المتعثر، ومع التحديات التي تمثلها الأسواق الدولية المتقلبة والمعقدة في آن، ولمواجهة ظهور تحديات جديدة مثل حروب الفضاء الإلكتروني. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق: هل هذا هو الفريق مناسب لإحداث التغييرات السياسية التي تحتاج إليها أميركا، والتي اختير أوباما مرتين لتحقيقها؟ لا شك أن «جون كيري»، هو زعيم السياسة الخارجية «الديمقراطي» المثالي. فهو ليس فقط رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس، وإنما كان أيضاً صوتاً رئيسياً من الأصوات المسموعة، في القضايا الدولية منذ أن دخل مجلس الشيوخ عام 1985. أما «هاجل»، فعلى الرغم من أنه كان عضواً في مجلس الشيوخ لدورتين انتهتا عام 2009؛ إلا أنه كان شخصية محورية منذ ذلك الحين في مجتمع واشنطن السياسي، حيث خدم كرئيس مشارك لمجلس الرئيس الاستشاري لشؤون الاستخبارات، كما ترأس مجلس الأطلسي، وتولى التدريس في مدرسة الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون. أما «برينان»، فقد كان مبتكراً وخلاقاً في تصميم استراتيجيات حرب الطائرات من دون طيار التي تخوضها أميركا، والتي تثير الكثير من الجدل في الوقت الراهن؛ وهو من المسؤولين المخضرمين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويعود مرة ثانية حالياً لتلك الوكالة العتيدة التي ترفض ثقافتها التغيير بشدة. أما «ليو» فهو من الأعضاء المحترمين في حكومتي أوباما وكلينتون، ومن الخبراء القديرين المطلعين على دواخل الأمور في واشنطن، وإنْ كانت خبرته محدودة في التعامل مع الأسواق المالية الأجنبية. منذ الأيام الأولى له في البيت الأبيض، تعرض أوباما للانتقاد لاعتماده المكثف على مجموعة صغيرة من المستشارين معظمهم تقريباً داخل البيت الأبيض، كما تعرض لانتقادات لكونه منفصلا عن مجلس وزرائه لحد كبير. وهذا الوضع يساهم في خلق فقاعة تعزل القائد العام عما حوله من تنوع للآراء، ويمكن أن تقود كذلك إلى نوع من التفكير الجماعي غير الصحي، عندما تجري فئة قليلة من المقربين معظم المناقشات مع نفس الناس المرة تلو المرة. ومع بداية فترة ولاية أوباما الثانية، التي تتقلص فيها الاعتبارات الانتخابية، ومع تزايد خبرته في مجال الأمن القومي، والسياسة الاقتصادية، فإن الوقت الراهن، كان في رأيي هو الوقت المناسب لتقديم أصوات جديدة لهذا الخليط من الشخصيات. بيد أن ما حدث بدلا من ذلك هو إضافة أناس جدد مثل «هاجل» و«كيري»- ممن كانوا من ضمن عدد قليل من الشخصيات الخارجية (غير المندرجة في الدائرة الداخلية التي كان الرئيس يستعين بآرائها من حين لآخر)، فإن تلك الفقاعة التي أشرنا إليها آنفاً ستتمدد قليلاً. ربما يكون الجزء الأكثر بعثاً لمشاعر التشجيع عند النظر لهذه القائمة من الوجوه القديمة المألوفة، هو أن الصوت الأكثر نضارة وشباباً من بين هذه المجموعة، والصوت الأكثر بعداً عن الدائرة الداخلية الضيقة، هو نفسه الصوت الأقوى على الإطلاق: صوت رئيس الولايات المتحدة الأميركية. ومن حسن الحظ كذلك، أن أوباما هو الذي سيحدد وجهة السير لهذا الفريق، ويمنح أفراده التمكين والنفوذ، وهو الذي سيقرر هل سيتجنب القرارات الأكثر صعوبة، أو يبحث عن حلول جديدة مبتكرة لها؛ كما أنه هو الذي سيقرر ما إذا كانت الخبرة العريضة لدى معظم أعضاء الفريق المذكور، ستتحول إلى منصة مفيدة يمكن البناء عليها، أم ستكون فخاً يهدد بتوريطنا في ممارسات، وسياسات، وأفكار بالية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©