السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الرئيس القبرصي يهاجم سياسة تقشف الاتحاد الأوروبي

الرئيس القبرصي يهاجم سياسة تقشف الاتحاد الأوروبي
1 يناير 2013 22:16
نيقوسيا (ا ف ب) - شن الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس هجوما لاذعا على إجراءات التقشف القاسية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على أعضائه الذين يعانون من أزمة مالية خانقة ومن بينهم قبرص التي تواجه عاما كئيبا. وقال الرئيس الشيوعي الذي سعى للحصول على قرض من روسيا في محاولة لتجنب الشروط العقابية التي لا مفر منها لصفقة إنقاذ أوروبية أن السياسات التي يفرضها الأعضاء الأكثر ثراء في الكتلة الأوروبية كانت لها نتائج عكسية. وأضاف خريستوفياس في كلمة تلفزيونية بمناسبة العام الجديد أمس الأول “لا بد من الإقرار بأن السياسات التي وضعت على المستوى الأوروبي لم تنجح في إيحاد حل للمشاكل الاقتصادية الناجمة عن الأزمة”. وأضاف “بل بالعكس فهي فاقمت الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية”. والجزيرة السياحية اعتمدت إجراءات تقشفية تلبية لشروط الدائنين من منطقة اليورو لأكثر من مليار يورو بشكل اقتطاعات. والبرنامج الذي يمتد 4 سنوات يمثل 7,25% من إجمالي الناتج المحلي. وكان البرلمان وافق على اقتطاعات لرواتب الموظفين الحكوميين وتجميد زيادات الأجور المرتبطة بمؤشرات حتى 2016 والقطاعين الخاص والعام وزيادة الضرائب على السجائر والكحول والبنزين. غير أنه من غير المتوقع أن يتخذ وزراء مالية منطقة اليورو قبل 21 يناير قرارا نهائيا حول مسودة اتفاق مع المقرضين الدوليين لصفقة إنقاذ تقول التقارير إنها بقيمة 17,5 مليار يورو (23,1 مليار دولار). وقال خريستوفياس إن الصورة التي ترسمها العديد من الدول الأوروبية التي تعاني من مشكلات “لا تشرف” الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن “مستقبل أوروبا موحدة لا يمكن أن يكون الفقر والحرمان والبطالة والتشرد”. وتابع الرئيس القبرصي أن المقاربة “الأحادية الجانب” للاتحاد الأوروبي قد فشلت في تحقيق النمو في الدول التي تعاني من الانكماش وسعى الاتحاد الأوروبي لمساعدتها. واكد انه “لا بد من معالجة مختلفة تركز على التنمية والترابط الاجتماعي والتضامن الفعلي داخل الاتحاد. يؤسفنا أننا نرى غيابا لمثل هذه السياسات”. وكانت نيقوسيا طلبت صفقة إنقاذ في يونيو الماضي عندما تقدم اكبر مصرفين لديها منكشفين على اليونان بطلب للمساعدة بعد عدم تمكنهما من تلبية معايير الاتحاد الأوروبي المتعلقة الحد الأدنى لرأس المال. وتتفاوض قبرص حول تلك الشروط مع ترويكا الدائنين أي الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وتقول التقارير إن إجمالي المبلغ الذي تحتاجه قبرص هو 17,5 مليار يورو (23,1 مليار دولار)، منها 10 مليارات يورو للمصارف وستة مليارات لدين الدولة المستحق و1,5 مليار يورو للمالية العامة. وفي 2011 بلغ إجمالي الناتج المحلي لقبرص 17,97 مليار يورو. وتشير توقعات موازنة 2013 إلى تراجع الرقم بنسبة 2,4? هذا العام. وأقر خريستوفياس بأنه كان يأمل في الحصول على قرض من جهات أخرى بدل الدخول في آلية الدعم الأوروبية لأنها تتضمن “تضحيات مؤلمة”. وقال “حتى قبل الاتفاقية الأولية مع الترويكا بذلنا جهودا كبيرة للحصول على التمويل من مصادر أخرى تحديدا لأننا على الأفل لم يكن لدينا أي وهم بشأن المشكلات التي سنواجهها”. وكانت قبرص تأمل في الحصول على قرض بقيمة خمسة مليارات يورو من روسيا إضافة إلى مبلغ 2,5 مليار يورو اقترضته في 2011 لكن الاتفاقية لم تتم. وكان خريستوفياس يوجه آخر خطاب له للامة، إذ إنه لم يترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في فبراير المقبل. وهو أول رئيس قبرصي يمتنع عن الترشح مجددا. وقد أكد مرارا أنه سيتنحى إذا ما فشل في تحقيق تقدم نحو توحيد الجزيرة المجزأة منذ نحو أربعة عقود. وفي خطابه قال إن محادثات التوحيد المدعومة من الأمم المتحدة تقوضها تركيا التي تحتل الثلث الشمالي للجزيرة منذ 1974 بعد انقلاب من قبل قبارصة يونانيين يريدون الوحدة مع اليونان. وقال خريستوفياس إن إطلاق عملية التنقيب عن الغاز والنفط في البحر رغم احتجاجات تركيا كان أهم إنجازاته خلال ولايته. وأوضح أن “العثور على الغاز الطبيعي أهم حدث اقتصادي وسياسي واجتماعي منذ استقلال قبرص” في 1960. وأضاف “ليس لدي شك في أن ولاية الخمس سنوات هذه ستبقى في التاريخ بوصفها الفترة التي اصبح فيها التنقيب عن الغاز الطبيعي واقعا ملموسا وخلقت الأمل لنا ولأولادنا وأحفادنا”. يذكر أنه يتعين على معظم دول الاتحاد الأوروبي الالتزام بمعايير أكثر صرامة فيما يتعلق بالميزانية اعتبارا من أمس، مع دخول قواعد جديدة حيز التطبيق لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي يتعرض لها التكتل. وصدقت على ما يطلق عليه الاتفاق المالي حتى الآن 16 من أصل 25 دولة، فيما لم تعتمد بريطانيا وجمهورية التشيك الإجراءات التي ستكون على أي حال ملزمة قانونا للدول الأعضاء بمنطقة اليورو. وسيحق فقط للدول التي وقعت على الاتفاق المالي التقدم بطلب للحصول على تمويل من آلية إنقاذ منطقة اليورو الدائمة. وينص الاتفاق على أن الدول يجب أن تلتزم بميزانيات متوازنة في أنظمتها القانونية بما فيها آليات تصحيح تلقائية، مثل خفض الإنفاق أو زيادة الضرائب عندما لم يتم الوفاء بالأرقام المستهدفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©