الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرسان شرطة أبوظبي تؤمن السلامة بهيبة وبهاء

فرسان شرطة أبوظبي تؤمن السلامة بهيبة وبهاء
28 يناير 2010 20:51
زمن الشرطي الفارس لم يول، لا بل هو أصبح حاجة قصوى في بعض الأماكن، وإن بدا للبعض مجرد استعراض جميل للشرطة على خيولهم القوية... وهذا ما لاحظه العديدون ممّن حضروا البطولات الرياضية التي نظمت في أبوظبي، فقد كان للفروسية شرف المحافظة على السلامة الآمنة للجماهير المحتشدة حيث يصعب التحرك، بطبيعة الحال، بالدراجات النارية أو سيارات الشرطة. وشيئاً فشيئاً امتزج دوران الشرطة الفرسان بخيولهم الستين، إذ شكلوا عامل جذب في هيئتهم وطلتهم على صهوة الخيول من جهة، وحافظوا على سلامة الجماهير في دورهم التقليدي بمكافحة الشغب من جهة أخرى، وبات شعر أبي الطيب المتنبي يصح في نسبه إليهم والقول إن “الخيل والليل والبيداء تعرفهم”... وإذ لا نراهم في الشوارع كما نرى الأقسام الأخرى من الشرطة، فهم متواجدون في الأماكن الضرورية المناسبة لهم. ستون من الخيول المختلفة الأجناس نجدها لدى قسم نشاط الفروسية، تؤمن باستمرار السلامة العامة للجمهور في البطولات الرياضية وفعاليات أخرى، منها بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها أبوظبي أخيرا، وفي ذلك يقول النقيب إبراهيم التميمي، رئيس قسم نشاط الفروسية في شرطة أبوظبي، إن وجود الخيل الذي يمتطيه الفارس في أرض الملعب يتداخل فيه عاملا “الجذب والرهبة”، لقوة بنية الخيل، وهيبة رجل الشرطة، مؤكداً حرص شرطة أبوظبي على مشاركة فرسانها في مختلف مهام ومناسبات مواكبة للنشاطات والأحداث المحيطة بنا. ويضيف “لقد جذبت خيول الشرطة أنظار الجمهور لدى مشاركتها في بطولة كأس العالم للأندية في أبوظبي”. مشيراً إلى “أن دور الخيول لم يعد يقتصر على مكافحة الشغب فحسب، بل غدا عامل جذب للجمهور أيضاً”. مراقبة من الأعلى يتكون قسم الفرسان من فرعين تدريبيين، إذ ثمة تدريبات للخيالة وللخيول مع متابعتهم، وثمة التنفيذ على الأرض عبر المشاركة في مكافحة الشغب، وذلك من خلال تفريق المتظاهرين ومكافحة كل أنواع الشغب التي قد تنشأ، على أنواعها. ويشارك هذا الفرع في المباريات والمهام الأخرى التي يتواجد فيها حشد من الجماهير، وليست مصادفة، أو محاولة إيجاد مهام لفرسان الشرطة، بقدر ما هي حاجة ضرورية في حالات مماثلة كون حجم الخيل وارتفاعه يتيح رؤية الوضع من أعلى، ومن زاوية أفضل وأوضح مما يراه الشرطي الراجل. يتوافر لدى القسم 60 خيلا تتنوع بين العربي من نوع “واهو”، و”المهجن” وهما المستخدمان في التدريب، إلى الفرنسي “السيلي” الذي يستخدم لمكافحة الشغب. ويتابع النقيب إبراهيم التميمي، مشيرا إلى توفير الرعاية الكاملة لهذه الخيول، كما يشرف على تغذيتها وصحتها استشاري إصابات ويهتم السائس بنظافتها. ويقول “يتم نقل الخيول إلى الميدان سواء للتدريب، أو أثناء تكليفهم بمهام معينة في مركبات خاصة ومعدة لذلك، فيما يتم حماية أرجل الخيل من خلال واقٍ يستعمل لهذه الغاية تفاديا للإصابات”. وعن الخطة المستقبلية لقسم الخيالة في الشرطة، يفيد النقيب التميمي أنها “تركز على تكثيف مشاركة القسم في مختلف الأنشطة والفعاليات مثل المهرجانات والمباريات والاحتفالات، حيث تكون مشاركة الخيول في بعض المناسبات جمالية مثل المسيرات في الاحتفالات الوطنية واحتفالات تخريج المرشحين في كلية الشرطة، إلى جانب مشاركتها في تأمين مواقع الفعاليات ومرافقة مواكب كبار الشخصيات”. على أهبة الاستعداد من جهته يقول المساعد خميس محمد الحوسني، مدير فرع مكافحة الشغب، إن الخيل في العمل الشرطي تشكل قوة دعم مهمة لعمليات حفظ النظام وحماية الشخصيات المهمة، مضيفاً أن نشاط الفروسية يقسم إلى مجموعتين يتواجد عناصرهما بنظام الورديات على مدار الساعة للتعامل مع أي طارئ. ويتابع “يبدأ أفراد المجموعة يومهم بركوب الخيل والتدريبات اليومية، وبعد الانتهاء يعملون على تنظيف خيولهم والتأكد من سلامتها وإعادتها للإسطبل، أما في حال تم تكليف المجموعة بمهمة ما، فنحرص على عدم إجهاد الخيل في التدريبات اليومية، ونقتصر فقط على تهيئتها؛ لتكون بكامل جهوزيتها أثناء الحدث”. تدريبات متقنة بدوره يقول المساعد علي عبد الرحمن الطنيجي، مسؤول التدريب، أنه يتم في بداية كل أسبوع إعداد برنامج التدريب اليومي من الساعة السابعة صباحا ولغاية التاسعة والنصف صباحا في فصل الشتاء، أما في الصيف فيبدأ التدريب من الساعة السادسة والنصف ويستمر للتاسعة، إذ تحتاج الخيل لجو معتدل للتدريب. ولكن قبل بدء التدريب يقوم كل فارس بالتأكد من إعداد الخيل ويتواصل مع السائس في هذا الخصوص، ومن ثم يقوم بتركيب الرأسية (التي توضع على رأس الخيل) والسرج، ويأخذه للميدان لتبدأ التدريبات بالمشي ثم الخبب (أسرع من المشي). وبعدها تأتي مرحلة الهذب (وهي أسرع من الخبب)، ويتم تعريض الخيل خلال التدريب للأصوات المختلفة والقنابل الدخانية والطبول والموسيقى والإضاءة، وسواها من الأصوات التي قد تصدر عن الجمهور . كما يُخصص يوم أو يومان في الأسبوع لتخرج الخيول خارج الميدان إلى بعض الأحياء السكنية والتجول فيها، لإتاحة الفرصة لها للتعرض لأصوات وضوضاء وأجواء خارجية فتعتاد عليها. وبعد انتهاء التدريب يتأكد الفرسان من سلامة خيولهم، وتنظيفها وتنزيل السرج عنها، ليقوم السائس بالعناية به وتقديم الطعام والماء له. أما في حالة المشاركة في المهام فيتم تدريب الخيل على المشي فقط، لئلا يتعرض الخيل للإجهاد، ويقتصر الأمر على تأهيله وتهيئته للمشاركة اللاحقة ليكون جاهزاً لأداء مهمته. بنطال الفروسية وسرج الخيل يختلف ما يرتديه الفارس والخيل أثناء التدريبات عما يرتدونه في المهمات، إذ يرتدي الفارس أثناء التدريب بنطال الفروسية “البرجس”، القميص، الطاقية “الكاب” والحذاء “البوت”. ويوضع للخيل السرج والرأسية. أما لدى المشاركة في المهمات، فيرتدي الفارس زيه العسكري مع الحذاء الخاص للفرسان البوت بالإضافة إلى الخوذة وواقي الصدر والظهر والسترة الفسفورية. ويحمل الفارس معه عصا تثبت في سرج الخيل. ويوضع للخيل سرج خاص بمهام الشغب، وهو أكبر من السرج العادي ويعطي ضخامة للخيل ويستخدم لها واقي الأرجل ورأسية ذات لون فوسفوري وصدرية فسفورية كذلك، ويتم استخدام واق لوجه الخيل في بعض الأحيان
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©