السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

متشددو مالي يشنون هجوماً مضاداً ويهددون بضرب فرنسا

متشددو مالي يشنون هجوماً مضاداً ويهددون بضرب فرنسا
15 يناير 2013 14:44
باماكو (وكالات) - شن المتشدون المسلحون هجوما مضادا في وسط مالي أمس حيث سيطروا على مدينة تبعد 400 كلم شمال باماكو، كما هددوا بضرب فرنسا “في الصميم” في اليوم الرابع للغارات الجوية الفرنسية على مواقعهم والتي تلحق بهم خسائر فادحة. من جانب آخر، عبرت عائلات الرهائن السبع الفرنسيين المحتجزين لدى المتشددين عن مخاوفها من أن يُعرض التدخل الفرنسي حياة الرهائن للخطر. وتطرق مسؤول ما يسمى (حركة التوحيد في غرب أفريقيا)، وهي إحدى المجموعات المتشددة التي تسيطر على شمال مالي، إلى مصير الرهائن الفرنسيين المحتجزين في منطقة الساحل. وقال “سنصدر بيانا قريبا حول الرهائن، واعتبارا من الآن، كل المقاتلين يعملون معا”. واجتمع مجلس الأمن الدولي أمس بمبادرة من فرنسا التي ترغب في اطلاع شركائها على الوضع في مالي وتدخلها العسكري في هذا البلد. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أمس أن المسلحين سيطروا على بلدة ديابالي الصغيرة على بعد 400 كلم شمال باماكو قرب الحدود مع موريتانيا. وقال “كنا نعرف أن هناك هجوما مضادا في الغرب، نظرا لوجود عناصر في هذه المنطقة، يبدون تصميما وهم أكثر تنظيما وأكثر تطرفا .. سيطروا على ديابالي، وهي بلدة صغيرة بعد معارك عنيفة وبعد أن أبدى الجيش المالي مقاومة لم تكن كافية في تلك اللحظة المحددة”. وقال أحد وجهاء المدينة طالبا عدم ذكر اسمه إن “عددا كبيرا من المتشددين في المدينة. تبادلوا في الصباح إطلاق النار مع جنود ماليين ثم توقف إطلاق النار ودخلوا المدينة”. من جهته قال مصدر أمني مالي إن “أبو زيد أحد قادة تنظيم القاعدة تولى شخصيا إدارة العمليات”. وقال وزير الدفاع الفرنسي لدى خروجه من اجتماع مجلس الدفاع في الاليزيه، في اليوم الرابع من التدخل الفرنسي في مالي “إن تطور الوضع يتفق مع توجيهات” الرئيس الفرنسي، “إنه يتطور بصورة مؤاتية”. وأضاف “في شرق مالي، تم قطع الطريق على المجموعات الإرهابية، أُخليت مدينة كونا والمجموعات الإرهابية تراجعت نحو دوينتزا”. وتابع “في جاو، نُفذ أمس (الأحد) عدد من الضربات الهادفة على قاعدة خلفية لجماعة التوحيد والجهاد أعطت نتائج جيدة للغاية وأدت الى تشتيت عناصر هذه المجموعة الإرهابية باتجاه الشرق والجنوب”. وقال الوزير “لا تزال هناك نقطة صعبة في الغرب” حيث تواجه القوات الفرنسية “مجموعات جيدة التسليح، حيث تتواصل العمليات حتى في هذه اللحظة مع القوات المالية التي أبدت بسالة عالية الجمعة في الشرق”. من جهة أخرى، أعلن مسؤول في الحركة الوطنية لتحرير أزواد أمس، أن متمردي حركة الطوارق “مستعدون لمساعدة” الجيش الفرنسي على التصدي للمجموعات المتشددة من خلال “التحرك على الأرض”. وأكد “موسى أج أساريد” “ندعم بقوة التدخل الجوي الفرنسي. وبالتأكيد، نحن مستعدون لمساعدة الجيش الفرنسي والتحرك على الأرض”. وأضاف “نحن مستعدون للاضطلاع بدورنا بصفتنا سكان البلاد الأصليين الذين يقاتلون من أجل حقوق شعب ازواد”. وقال أبو دردار أحد مسؤولي ما يسمى “حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا” بشمال مالي في اتصال هاتفي” إن فرنسا هاجمت الإسلام، وسنضرب فرنسا في الصميم”. وردا على سؤال حول المكان الذي يقصده قال أبو دردار الذي ترجم أقواله شخص قريب منه، “في كل مكان، في باماكو، وفي افريقيا وأوروبا”. ورفض أبو دردار إعطاء حصيلة للغارات الفرنسية على مواقع المتشددين. وأوضح “ليس لدي ما أقوله حول هذه الأمور، لكن كل المجاهدين الذين قتلوا مآلهم الجنة”. وقد قُتل أكثر من 60 مسلحا الأحد في مدينة جاو شمال مالي ومحيطها في قصف كثيف للقوات الفرنسية كما أعلن أمس سكان ومسؤول أمني. وأفاد مصدر أمني بوركينابي حسن الاطلاع على الحركات المسلحة في مالي أمس لأن قصف الطيران الفرنسي الحق بعناصر تلك الحركات خسائر لكنهم لم يهزموا بعد. وأعلن المصدر أن “الغارات الفرنسية أوقعت خسائر فادحة بالمتشددين .. إنهم يجدون صعوبات في تجميع قواتهم وشن هجمات”. لكنه تابع “رغم ذلك لم ينهزم المتشددون، إنهم يقاومون وسيقاومون حتى النهاية وسيحاولون فتح جبهات بمجموعات صغيرة”. يشار إلى أن جاو وكيدال ومدينة تمبكتو التاريخية تعتبر أبرز مدن شمال مالي الخاضع لسيطرة المتشددين منذ قرابة تسعة أشهر. وفي تمبكتو حيث قام المتشددون في الأشهر الماضية بأعمال رجم وبتر أطراف، أشار مدرس إلى “بداية موجة ذعر” تنتاب عائلات المتشددين الذين توجهوا للقتال مؤكدا ان “الكثيرين يحاولون المغادرة إلى الصحراء”. وفي برلين، أعلن متحدث باسم الخارجية الألمانية عن إمكان تقديم دعم لوجستي طبي أو إنساني للعملية الفرنسية في مالي والتي وصفها بأنها مبررة. وقال اندريسا بيشكي أن ألمانيا “لن تترك فرنسا وحدها في هذا الوضع الصعب”، موضحا إن المساعدة ستكون لوجستية، طبية أو إنسانية. وأضاف أن ألمانيا تدرس كيف يمكن مساندة القوات الفرنسية، موضحا أنه من “غير المطروح” إرسال قوات ألمانية. ويلقى التدخل الفرنسي في مالي دعما دوليا كبيرا. لكن الصين تحفظت الاثنين في دعمها .كما أكد الاتحاد الأوروبي أمس إن بعثته العسكرية لتدريب جنود ماليين لن يكون لها أي دور قتالي. من جهته اعتبر رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي أمس انه “من الضروري وقف الإرهابيين والمجموعات المتمردة” التي استأنفت هجومها في مالي. وأشاد حلف شمال الأطلسي أمس بالعملية التي أطلقتها فرنسا في مالي موضحا في الوقت نفسه أنه لم يتلق أي طلب للمساعدة من باريس. وتتسارع التحضيرات لنشر قوة من دول غرب أفريقيا مكلفة، بموافقة الأمم المتحدة، طرد المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وبدأت طلائع قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تنتشر تحت قيادة الجنرال النيجيري شيهو عبد القادر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©