الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحيون إماراتيون: اللغة ليست عائقاً وحل المشكلة لدى الممثل

مسرحيون إماراتيون: اللغة ليست عائقاً وحل المشكلة لدى الممثل
2 يناير 2012
هل هناك فرق حقيقي بين استخدام اللهجة المحلية العامية كما هي في الحياة اليومية من جهة وبين استخدام اللغة العربية الفصحى سواء أكانت قريبة من “لغة” الصحافة اليومية أم بعيدة عنها المفهومة من قبل الجميع، أمّيا أو متعلما؟ هل هناك فرق حقيقي في استخدام إحداهما في عرض مسرحي ينتمي لمسرح الطفل؟ وهل يترك استخدام أي منهما أثرا على أداء الممثل؟ فيصبح أكثر صعوبة مع اللغة الفصحى وأكثر فاعلية وانسجاما مع الممثلين الآخرين والجمهور عند استخدام اللهجة العامية؟ عن ذلك قال المخرج والممثل والكاتب المسرحي عبد الله صالح لـ”الاتحاد”: “لا أنصح بالتعامل مع اللغة الفصحى على خشبة المسرح لدينا هنا في الإمارات، وليس ذلك لنقص في هذه اللغة أو أنها تشكّل عائقا، ما بل لسبب بسيط هو أن الكثير من ممثلينا لم يتأسس فنيا ومعرفيا على استخدام هذه اللغة بنطق سليم ودون خطأ فاحش حتى انك تشعر أحيانا أنها حجر عثرة أمام بعضهم”. وعِوَضا عن استخدام أي منهما يقترح عبد الله صالح باستخدام “لغة أخرى تقع بين العامية ولغة الصحافة حيث الوضوح في الكلام لا يعيق الجسد عن الأداء والتفاعل مع الحالة المسرحية وحيث لا يجد الجمهور، سواء أكان من الكبار أم الأطفال، صعوبة في فهمها واستيعاب معانيها”. وختم بالقول “اللغة السليمة لا محيد عنها بالنسبة للمسرح ولا بديل أيضا”. أما عبد الله الشحي مدير مسرح عجمان الوطني فرأى أن استخدام الفصحى “أمر جميل لأنها مفهومة من الجميع، وربما تكون اللهجة العامية بالغة الدلالة وعظيمة لكن الفصحى هي الأم”. وأضاف “هناك العديد من الأعمال المسرحية التي تستخدم الفصحى وشاهدناها في دورة مهرجان الإمارات للطفل الاخيرة والدورات السابقة، وها نحن نرى أن الجمهور لا يزداد فحسب بل استطاع هذا المهرجان أن يخلق له قاعدة عريضة تتشكل من جمهور الأطفال وهذا هو الرهان الحقيقي بالنسبة للمسرح”. وأشار الشحي إلى وجود “مشكلة حقيقية تظهر عند بعض الممثلين مع الفصحى إلى حدّ أنها تبدو ثقيلة على ألسنتهم”، لكن بالمقابل هناك “ممثلون يتقنون التعامل معها بمستوى رفيع من طراز عبد الله راشد وعبد الله مسعود” بحسب ما قال. في حين رفض الممثل والمخرج والكاتب المسرحي مرعي الحليان توصيف الإشكالية على أنها “حاجز لغوي” فرأى ان “الإشكال الكبير يكمن في أسلوب أداء الممثل في مسرح الطفل”. ذلك أن “مسرح الطفل يحتاج إلى لغة تمثيل أخرى، فالطفل إذ يمتاز بكثرة الحركة فإنه يحتاج إلى فاعلية أكثر على الخشبة لجذب انتباهه طيلة العرض ذلك أن الطفل بدأ يتعامل حقيقة مع صورة متحركة عالية التقنية يختبرها في الألعاب مثلما في السينما وتقنيتها الحديثة ثلاثية الأبعاد، وهذا الأمر يحمّل الممثل مسؤولية أكبر في التعامل مع أدائه واختبار جدوى هذا الأداء باستمرار لجهة علاقته بجمهور الأطفال”. ولاحظ الحليان أن هناك العديد من العروض في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الأخيرة يميل إلى بعض السكونية في المشهد في حين يحتاج الطفل إلى المشهد المتحرك، ما يعني أن على المخرج أن يتجاوز السكونية بتحريك الممثل”. في السياق ذاته لاحظ الحليان أيضا أن هذا التعامل مع الجملة العربية الفصحى على خشبة المسرح لا تخص المسرح الإماراتي وحده بل الخليجي أيضا “إذ تجدها ذات لغة مقعرة وثقيلة على اللسان والحفظ وبالتالي على الأدء وتدفقه السريع فلا تتحول على الخشبة إلى لغة شارع في الوقت نفسه الذي تحتفظ فيه بخصوصيتها”. وأخيراً إلى المخرج والكاتب المسرحي عمر غباش حيث نفى وجود أي مشكلة في استخدام أي من اللهجة العامية أو الفصحى، وقال “أعتقد أن كليهما قد استخدمتا سابقا ونجحتا، واختيار أي منهما للعرض على الخشبة في عمل ينتمي لمسرح الطفل يأتي بحسب رؤية المؤلف وموقفه وما يريده من العمل وكذلك الأمر بالنسبة للمخرج فضلاً عن عوامل أخرى مرتبطة باللغة ذاتها”. وأكد غباش “المسألة هي مسألة قدرة النص على استخدام الفصحى بالشكل الصحيح والأمثل فإذا كان النص خالياً من الأخطاء الفاحشة ومن إشكاليات التركيب اللغوي للمفردات فمن المفترض بالعرض أن يكون كذلك أيضا”. وختم عمر غباش بالقول “أما بالنسبة للممثل فاللغة وإتقانها مسألة تدريب ومعرفة ومثابرة، وهناك العديد من الممثلين الذين يتقنون لغتهم على الخشبة مثل عبد الله راشد وعبد الله مسعود لكن الممثلين الشبان يحتاجون إلى تدريب أكثر، فلم تكن اللغة الفصحى يوما عائقا أمام نجاح أي عرض مسرحي بالمطلق”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©