الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام ينتشر في الغرب بالحب وقبول الآخر وليس بالحرب

الإسلام ينتشر في الغرب بالحب وقبول الآخر وليس بالحرب
28 يناير 2010 20:53
ينتشر الإسلام بسرعة في العالم، خصوصا بين المثقفين ونجوم كرة القدم وهم الأكثر شهرة في أوروبا. فقد أعلن مكتب الهداية الفرنسي أن 17 لاعبا في أوروبا أسلموا خلال الموسمين الماضيين فقط، ومنهم النجم الفرنسي تريزغيه وأنيلكا مهاجم تشلسي الانجليزي، ونجم المنتخب الفرنسي ريبيري لاعب بايرن ميونيخ، ويتزامن مع ذلك خوف من هذا الانتشار يتجسد في مكائد وانتهاكات ضد الاسلام، مما يتطلب من المسلمين التحلي بقيم الإسلام التي تحترم الآخر وتؤكد على التسامح والتعامل بالحسنى مع أهل الأديان الأخرى. ويؤكد الدكتور عبدالمعطي بيومي -أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر- أن الاسلام ينتشر في أوروبا وأميركا لكن لابد أن تكون هناك يقظة من المسلمين حتى تظهر روح التسامح والتعددية وقبول الآخر واحترام كل الأديان. ويضيف أن الاسلام لم يحارب الأديان الأخرى وانتشر بالحب لا بالحرب ومن خلال كسب القلوب وليس بالسيطرة على الأبدان، لأن الاسلام لا يريد السيطرة على مقدرات الشعوب فهو دين سلام وقبول للآخر وهذه مفاتيح انتشاره إذا أضفنا اليها احترام الضعفاء والفقراء، فكل هذه الإمكانات جديرة بأن يقبل العالم الاسلام. ويتابع أن الإسلام منع الظلم كما قال تعالى: «لا تظلمون ولا تظلمون»، وحث على التعاون ومنع الاستغلال وإتاحة تكافؤ الفرص وعدالة التوزيع وكفاءة الإنتاج مما يقدم حلا حاسما لمشكلات العالم. دين الفطرة يرجع الدكتور محمد الدسوقي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة القاهرة، انتشار الاسلام في العالم، خصوصا أوروبا إلى الفطرة لأن الاسلام دين الفطرة التي لا تختلف من جنس لآخر أو من قارة إلى أخرى فهي واحدة، وهذه الفطرة اذا تلقت دعوة الاسلام في صفاء وبلا تعصب مع رغبة في معرفة الحقيقة فإنها تبادر مباشرة إلى الدخول فى هذا الدين دون أن تعبأ بأي شيء، وهذا دليل على أن الاسلام خاتم الشرائع لأنه يلائم كل البشر وتعاليمه سمحة وصالحة للتطبيق في كل زمان ومكان ولا تتعارض مع العقل السليم. ويضيف أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ سيتولى نشر هذا الدين لأن الاسلام انتشر في دول عديدة في الماضي مثل دول شرق آسيا عن طريق الرحالة والتجار بلا حرب. ويطالب الجماعات الإسلامية التي تعيش في الغرب بأن تتوحد وألا يكون بينها صراع مذهبي أو تغليب مذهب على آخر وأن يتكاتفوا على هدف واحد يخدم الاسلام والمسلمين الجدد خصوصا أن الغرب يتوجس من أن ينتشر الاسلام شيئا فشيئا حتى تصبح بعض الدول الأوروبية بعد سنوات قليلة ذات غالبية إسلامية. ظاهرة عامة يقول الدكتور أحمد عبدالرحمن، أستاذ علم الأخلاق بجامعة الأزهر، إن ظاهرة انتشار الإسلام في أوروبا عامة وليست قاصرة على نجوم الرياضة فهناك مفكرون وأطباء وفنانون من جميع الطبقات دخلوا في الاسلام، ولكن نجوم الملاعب أكثر شهرة فإذا دخل أحدهم في الإسلام ينتشر الخبر ويترك أثرا كبيرا. ويضيف أن الذي يترك دينه وينتقل الى آخر يمر بتجربة في غاية الصعوبة ويعاني فهي تجربة خطيرة تتطلب جاذبية روحية ضخمة من الدين الجديد. ويوضح أن مسؤولين كبارا في الكنيسة في الغرب ألفوا كتبا اعربوا فيها عن خوفهم من إسلام أوروبا، وهم بصفة عامة متخوفون من انهيار الثقافة العلمانية المادية، ويدل على هذا أن عدد المسلمين الذين يتركون الاسلام قليل جدا بالنسبة للذين يدخلون الاسلام بأعداد كبيرة. ويتابع أن مؤلفا بريطانيا كتب كتابا بعنوان «معجزة الاسلام» في الفترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، جاء فيه أن الغرب اكتشف أن الاسلام على ما يرام واثبت بالأدلة العلمية قوته في مواجهة العلمانية. من جانبه يؤكد الشيخ محمود عاشور، من علماء الأزهر، أن الناس يعتنقون الإسلام لأنه يخاطب العقل وفيه كل المحاسن الأخلاقية ويجذب إليه كل من يعرفه ويدرسه ويتعمق فيه خصوصا أن الأوروبيين يحكمون العقل في حياتهم والإسلام يخاطب العقل. ويحذر من أن ظاهرة انتشار الاسلام في الغرب قد تصيب القيادات هناك بالفزع من أن يصبح معظم الأوروبيين مسلمين وهم يقدمون على محاربة هذه الظاهرة وآخرها محاربة بناء المآذن في سويسرا. ينتشر بقوته الذاتية يؤكد الدكتور جمال النجار، أستاذ الصحافة بجامعة الأزهر، أن الاسلام ينتشر بقوته الذاتية وليس بالمسلمين رغم الأحداث المؤسفة التي وقعت في 11 سبتمبر بأميركا والتي استغلتها الآلة الإعلامية الاميركية والأوروبية والدوائر الصهيونية واليمينية المتطرفة لعمل حاجز ضد دخول الغربيين الاسلام نتيجة ما أحدثته هذه الآلة من دعاية سوداء ضد الاسلام والمسلمين وتصوير المسلمين بصورة سيئة بعيدة عن صورة الاسلام الحقيقية. يتابع انه بعد أحداث 11 سبتمبر بدأ الناس في أميركا وأوروبا يبحثون عن الإسلام وراحوا يقرأون الكتب الإسلامية وزادت مبيعات هذه الكتب هناك خصوصا التي تتحدث عن مبادئ الإسلام وحقيقته في ظل وجود الكثير من العقلاء الذين لا يتأثرون بالغوغائية من جانب بعض وسائل الإعلام الأوروبية ومنهم المثقفون والقراء الذين يبحثون عن الحقيقة. ويوضح الدكتور النجار أن الإسلام يجيب عن الأسئلة التي تحير العالم الآن لأنه دين تسامح وإنسانية ودين السلم والرحمة وآيات القرآن الكريم تنادي كل البشر «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط» (المائدة: الآية 8)، و«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير» (الحجرات الآية 13 )، موضحا أن الإسلام لا يعرف العنصرية «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون» (النحل الآية : 90 )، وهناك الكثير من النصوص التي تدعو إلى قبول الآخر وتحرم قتل النفس قال تعالى: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا» (المائدة 32). ويقول الدكتور النجار إن كل هذه الشواهد حينما قرأها الإنسان الأوروبي بلا ضغط وبعيدا عن الدعاية المغرضة التي تولتها الدوائر المعادية للإسلام، خصوصا الصهيونية تعرف على الإسلام من قريب. يتابع أن كتابات المستشرقين الذين اسلموا أمثال رجاء جارودي ومراد هوفمان وكارولين ارمسترونج التي كتبت كتابا شديد الروعة عن حياة سيدنا محمد، ومايكل هارت الأميركي الذي ألف كتاب العظماء مئة وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم، جعلت الإسلام ينتشر في أوروبا ليس فقط بين لاعبي الكرة بل بين المثقفين والفنانين، ولذلك نشأت ظاهرة الخوف من الإسلام والعداء للمسلمين كحادثة قتل المصرية مروة الشربيني في ألمانيا، مشيرا إلى أن كل هذه الأمور الهدف منها قطع المد الإسلامي الذي بدأ يتسع بين الأوساط العلمانية
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©