الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأمين العام للأمم المتحدة يطلق من أبوظبي مبادرة «الطاقة المستدامة للجميع»

الأمين العام للأمم المتحدة يطلق من أبوظبي مبادرة «الطاقة المستدامة للجميع»
17 يناير 2012
(أبوظبي) - أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون أمس، خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل، المبادرة العالمية لعام 2012، باعتبارها السنة الدولية لتوفير لطاقة المستدامة للجميع. وأكد بان كي مون، خلال مؤتمر صحفي على هامش القمة، بحضور الدكتور سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لمصدر، إيمانه بأهمية الطاقة في تحقيق التنمية المستدامة، مناشدا قادة الحكومات والشركات والمجتمع المدني، بتقديم التزامات لدعم المبادرة، فيما يعد نقطة بداية في الإطلاق العالمي للسنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع 2012. وقال: «يعد هذا الوقت الأنسب لطرح هذه المبادرة، حيث لاحظنا زخماً قائمًا في جميع أنحاء العالم لاتخاذ إجراءات ملموسة للحد من فقر الطاقة، وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام، وتخفيف مخاطر التغير المناخي». وأضاف «يعتبر توفير الطاقة المستدامة للجميع أمرًا ممكناً وضروريًا في الوقت ذاته، وستساعدنا هذه المبادرة على تحقيق جميع هذه الأهداف في آن واحد، مما سيمثل نجاحاً مهماً على ثلاثة صعد مختلفة». وحدد الأمين العام للأمم المتحدة ثلاثة أهداف للمبادرة، ليتم تحقيقها بحلول عام 2030، وهي ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة، ومضاعفة نسبة تحسين كفاءة استخدام الطاقة، فضلاً عن مضاعفة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي. وتعتبر القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي نقطة إطلاق للمبادرة العالمية للعام الحالي 2012 باعتبارها السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع، والتي أعلنت عنها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وستساهم مبادرة الأمين العام في تعزيز العمل للسنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع من خلال حشدها لجهود مجموعة من المؤثرين الرئيسيين. وفي سبيل التحفيز على تقديم التزامات للعمل على تحقيق الأهداف المحددة، قام الأمين العام بتعيين فريق رفيع المستوى مكون من قادة من الشركات والحكومات وشركاء من المجتمع المدني على مستوى العالم. اقتراحات من أبوظبي وفي أبوظبي، اجتمع الفريق لإعداد إطار لبرنامج العمل الذي سيقترح موضوعات متعلقة بالتزامات على الصعيد الوطني والدولي، وذلك لزيادة نطاق الحصول على الطاقة وتعزيز معايير وسياسات كفاءة استخدامها ودعم الاستثمار في موارد الطاقة المتجددة. وجاءت مشاركة الأمين العام في القمة العالمية لطاقة المستقبل في إطار أول زياره له إلى الخارج، خلال الفترة الثانية لتوليه المنصب، كما سلطت الضوء على إيمانه بالطاقة المستدامة كوسيلة رئيسية لتوفير الطاقة للتنمية المستدامة، ووضع الأمين العام التنمية المستدامة على رأس أولوياته للخمس سنوات المقبلة. والجدير بالذكر أنه على الصعيد العالمي، فإن شخصاً واحداً بين كل 5 أشخاص لا يتوافر له مصدر للكهرباء الحديثة، وأن ضعف هذا العدد، أي ثلاثة مليارات نسمة، يعتمدون على النفايات والخشب والفحم والفحم النباتي وفضلات الحيوانات للطهي وكمصدر للتدفئة، فيما تتمثل المشكلة في الدول المتقدمة، في الإهدار الكبير للطاقة. ويطلق الأمين العام في مؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة (ريو+20)، المقرر انعقاده في شهر يونيو المقبل، برنامج العمل رسميًا والإعلان عن الالتزامات التي قدمتها الجهات المعنية كافة بالمبادرة. وحول كيفية سد الفجوة، والتي يمكنها أن تقف عائقاً ضد تحقيق الاستدامة للجميع، خاصة بين المجتمعات المتقدمة والنامية، أكد بان كي مون أن القطاع الخاص لابد من أن يلعب دورا في هذه الدول الفقيرة من خلال تكوين شراكات مع الحكومات، كما يمكن لشركات متعددة الجنسيات أن تشكل دورا مهما في هذا الإطار. وتسعى المبادرة إلى تفعيل الالتزام الدولي، وحشد تأييد من الشركات، والقطاع المالي، والحكومات، والمجتمع المدني، وذلك استعداداً لانعقاد مؤتمر «ريو 20» حول التنمية المستدامة، فضلاً عن تحفيز مشاركة القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق أهداف المبادرة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أعلن خلال افتتاح دورة العام الماضي من «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، أن الأمم المتحدة اختارت العام 2012 ليكون «السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع». مشاريع جديدة لـ «مصدر» ومن جانبه، قال الدكتور سلطان الجابر، خلال المؤتمر الصحفي، إن توجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تركز على تعزيز مكانة أبوظبي كمصدر رئيس لإمداد العالم في مجال الطاقة الاعتيادية من النفط والغاز، بما يرسخ مكانة الدولة في مجال الطاقة المتجددة والاستثمار في بدائل نظيفة للطاقة، فضلا عن إيجاد حلول بديلة، وموارد متجددة، تحفظ مكانة الدولة المرموقة في مجال الطاقة. وأضاف الجابر «كلفتنا القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، تماشياً مع مبادرة الطاقة المستدامة للجميع 2012، العمل على تنفيذ ثلاثة مشاريع في كل أفغانستان وجزيرة تونجا واليابان». وأوضح أن المشروع الأول في أفغانستان، يسعى لتوفير الطاقة في 600 منزل، موزعة على 8 قرى، منوهاً أن هذه القري لا تصل إليها الكهرباء، فيما يوفر المشروع الثاني في جزيرة تونجا، محطة لألواح الطاقة الشمسية توفر 13% من الكهرباء، تنتج 500 كيلوات من الطاقة، بينما يعد المشروع الثالث شراكة مع اليابان لإطلاق مشروع لطاقة الرياح والألواح الشمسية. يذكر أن دولة الإمارات حددت تنمية موارد الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة الطاقة كأولوياتٍ يجب العمل على تحقيقها، وخلال السنوات الخمس الأخيرة، قامت بتعزيز محفظتها من مصادر الطاقة من خلال تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً، بما في ذلك محطة الطاقة الشمسية في مدينة مصدر باستطاعة 10 ميجاواط، و»محطة شمس 1» في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، ومحطة خيماسولار للطاقة الشمسية المركزة، ومصفوفة لندن، محطة الرياح البحرية ذات استطاعة 1 جيجاواط. وتحرص دولة الإمارات على الاستثمار في رأس المال البشري، وذلك من خلال «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا»، لتقديم تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة، فضلاً عن مشاركة القطاعين العام والخاص في جمع التمويل لأغراض الأبحاث والتطوير واعتماد الحلول الخضراء. وتعد «القمة العالمية لطاقة المستقبل» التي تدخل الآن عامها الخامس، الملتقى السنوي العالمي الأبرز المتخصص في تشجيع تطوير حلول الطاقة المتجددة، وتعزيز كفاءة الطاقة، وإدارة النفايات، وتحقيق التنمية المستدامة. ومن المتوقع أن تستقطب القمة العالمية لطاقة المستقبل هذا العام أكثر من 26 ألف مشارك، لمناقشة حلول الطاقة المتجددة والمستقبلية، والابتكارات، والاستثمارات، والسياسات، والرؤى ذات الصلة بقطاع الطاقة. وسيتخلل الحدث جلسات عامة تتناول النواحي السياسية والاقتصادية لقطاع الطاقة، بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين والمؤسسات المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة. وتضم أجندة الحدث أيضاً جلسات حوارية حول الفرص المتاحة في مجالات طاقة الرياح، دور الغاز في مزيج طاقة المستقبل، الطاقة والتنمية الريفية، وكفاءة استخدام الطاقة للحد من الكربون. كما ستشهد القمة نقاشات إضافية حول إنشاء مجتمعات وأنظمة نقل مستدامة، والتعليم، والتدريب، وتنمية رأس المال البشري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©