السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسدال الستار على الاقتراع في استفتاء جنوب السودان

إسدال الستار على الاقتراع في استفتاء جنوب السودان
16 يناير 2011 00:26
سناء شاهين، وكالات (الخرطوم) - أسدل الستار أمس على عملية الاقتراع في الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان وسط تأكيدات من مفوضية استفتاء الجنوب بسلامة الاقتراع وعدم الحاجة إلى تمديد فترته مدة إضافية، وبانتهاء مرحلة الاقتراع يكون الاستفتاء قد عبر المرحلة الحاسمة والأكثر حساسية في العملية المصيرية. وأشارت مفوضية استفتاء الجنوب إلى أن عملية فرز الأصوات ستتم عقب التصويت مباشرة، تعقبها مرحلة تقديم الطعون، مشيرة إلى احتمال إعلان نتيجة الاستفتاء نهاية الشهر الحالي بدلاً عن الموعد المقرر في السابع من فبراير المقبل، مؤكدة أن صناديق الاقتراع ستوضع تحت مراقبة دولية وترحل إلى جوبا. وفي اليوم الأخير من الاستفتاء في جنوب السودان شهدت مراكز الاقتراع أمس في جوبا عاصمة الجنوب إقبالاً ضعيفاً، خصوصاً من قادمين من ولايات سودانية أخرى، أصروا على الاقتراع للانفصال، الذي بات مؤكداً. وأفاد مراسلون بأن حوالي عشرة أشخاص فقط اقترعوا في مركز مقام في الساحة المجاورة لضريح الزعيم التاريخي لجنوبيي السودان جون قرنق بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي. وكان هذا المركز، الذي يعتبر الأكبر في جوبا، شهد طوابير طويلة في اليومين الأول والثاني من الاقتراع الأحد والاثنين الماضيين. وأكدت الناطقة الرسمية باسم المفوضية سعاد إبراهيم أن عملية الاقتراع تمت بحرية وسلاسة، مشيرة إلى خلوها من أي شوائب تقدح في نزاهتها أو صعوبات تعرقل تقدمها إلى المرحلة التي تليها، باستثناء إغلاق مراكز التصويت في أستراليا بسبب سوء الطقس. وكشفت عن بلوغ نسبة المقترعين بدول المهجر 81 %، بينما وصلت نسبة الاقتراع في شمال السودان إلى 42 %. وفي السياق ذاته، قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إن الاستفتاء سيفي بالمعايير الدولية، وقال في تصريح للصحفيين «لا أعتقد أن هناك أي شك في أن النتائج ستقبل دون اعتراضات خطيرة». وقال كارتر، الذي يقود بعثة لمراقبة الاستفتاء، إن نسبة الإقبال وصلت إلى نحو 90 في المئة، وإن معظم الناخبين بدا أنهم يفضلون الانفصال عن الشمال، وقال كارتر إن عدداً قليلاً من مراكز التصويت أبلغت أن نسبة الإقبال عليها بلغت 100 في المئة وأنها تعد النتائج. وأضاف «نعلم بالفعل أن هناك نسبة (مشاركة) بلغت في المتوسط 90 في المئة في الجنوب في المراكز، التي راقبناها وأعتقد أنها تعتبر تمثيلاً». وقال إنه دخل مراكز قليلة، ووجد فيها فرز الأصوات جارياً، وأضاف أن الأصوات «كانت بالإجماع تسير عملياً لصالح الانفصال، وذهب عدد قليل فقط من الأصوات إلى الخيار الآخر». وأردف قائلاً «يرجح كثيراً أن تكون نتيجة هذا الاستفتاء هي لصالح الانفصال». لكنه قال إنه يجب ألا يصدر أحد حكم مسبق على النتائج. وقلل كارتر من أهمية تهديدات بخروج احتجاجات حاشدة في الشمال بعد الاستفتاء. وقال «أتمنى أن تجري أحزاب المعارضة في الشمال مشاورات مع حزب الرئيس (عمر حسن) البشير وأن تعد لتعديلات في الدستور». وأعلن رئيس مفوضية الاستفتاء في جنوب السودان السبت أن أكثر من 80% من الأربعة ملايين سوداني جنوبي المسجلين كانوا قد شاركوا في التصويت حتى الجمعة أي قبل 24 ساعة من موعد إقفال مراكز الاقتراع عصر أمس. وقال محمد ابراهيم خليل في مؤتمر صحفي عقده في جوبا عاصمة جنوب السودان “حتى أمس (الأول) بلغ عدد الأشخاص الذين اقترعوا في جنوب السودان ثلاثة ملايين و135 الفاً وهم يمثلون نحو 83% من الناخبين المسجلين”. وأوضح خليل أن 62 ألف شخص شاركوا في الاقتراع في شمال السودان حتى الجمعة أي ما نسبته 53% من المسجلين، أما في بلدان الشتات فبلغ عدد المشاركين 55 الفاً أي 91% من المسجلين. ويكون بذلك 3,25 مليون جنوبي قد اقترعوا حتى مساء الجمعة من أصل نحو أربعة ملايين مسجل أي ما نسبته أكثر بقليل من 80%. واعتبر خليل أن “هذه النتائج ممتازة بالمعايير الدولية” مضيفاً “رافقت الكثير من الانتخابات في هذا البلد واستطيع أن أقول إن هذا الاقتراع كان الأكثر سلماً والأكثر تنظيماً والأكثر هدوءاً”. ورداً على سؤال حول النتيجة التي يتوقعها من هذا الاستفتاء قال في تلميح إلى أن نتيجة الاستفتاء ستكون لصالح الانفصال “لو كنت رجلاً سياسياً لكنت عملت بشكل أفضل من أجل الوحدة. لن تحصلوا على شيء من الحياة إذا اعتمدتم على الأمل فقط بل يجب أن تعتمدوا على العمل أيضاً”. حكومة الجنوب ستستمر بتشكيلتها الحالية حتى يوليو الخرطوم (الاتحاد) - أكدت حكومة جنوب السودان أنها ستستمر في العمل بتشكيلتها الحالية حتى يوليو المقبل، لتبدأ بعده الترتيبات لتشكيل حكومة عريضة يتاح فرصة المشاركة فيها للأحزاب الجنوبية وفقاً لما أقره مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي الأخير في جوبا قبيل الاستفتاء. وقال الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان ين ماثيو في تصريح خاص لـ«الاتحاد» إن الفترة الانتقالية، التي تعقب الاستفتاء وتنتهي في يوليو المقبل، لن تشهد تشكيل حكومة جديدة، مؤكداً التزام الحركة باتفاقية السلام الشامل حتى آخر نقطة حبر فيها. وأشاد ماثيو بموقف المؤتمر الوطني إزاء عملية التصويت في الاستفتاء على مصير جنوب السودان، ووصفه العملية بالنزيهة، وتأكيد قبوله لنتائجها، وقال إن الجنـــوبيين سيواصلون جهودهم لبناء الدولة الـــديمـــقراطية في الجنوب مع حرصهم على إقامة علاقات تعاون وحسن جوار مع الشمال. وأشار إلى أن الحركة الشعبية لن تنكفئ جنوباً بعد إعلان قيام دولة الجنوب، مؤكدة أنها ستواصل نشاطها في الشمال كحزب سياسي للدفاع علي المهمشين في شمال السودان، وقال إن إشارات البعض بإغلاق مكاتب الحركة في الشمال لن تصادفها التوفيق، وزاد سنظل نعمل عن كثب في الشمال بذات المبادئ التي ترسخ لها الحركة الشعبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©