ابن حم يتوقع إنجاز العديد من المشاريع العقارية في أبوظبي العام الحالي

توقع الشيخ مسلم سالم بن حم عضو المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي رئيس مجلس إدارة مجموعة بن حم أن يشهد عام 2010 إنجاز كثير من المشاريع العقارية التي تم طرحها في أبوظبي خلال الأشهر الماضية، إضافة إلى طرح مشاريع من خلال مراحل على شكل عمليات تنظيمية تتناسب مع رؤية أبوظبي 2030. وقال إن الإمارة بحاجة إلى العقارات في الوقت الراهن مما يجعل عملية طرح بعض المشاريع الموجودة عملية ضرورية. وأكد ابن حم أنه “سيتم التركيز خلال الفترة المقبلة على نوعية بعض المشاريع من المطورين بهدف تلبية احتياجات السوق”، مشيراً إلى أن حاجة متوسطي الدخل للعقار أدت إلى تزايد معدلات الطلب على هذا النوع من المشاريع، حيث إن تأثير الأزمة المالية العالمية على السوق العقارية في أبوظبي كانت محدودة. ولكن الأزمة أدت إلى تردد المستثمرين بانتظار فرص أفضل، مما خلق حالة من الترقب ثبتت على وقعها تداولات السوق. وأشار إلى أن الأسعار ظلت محافظة على قيمها الابتدائية، بغض النظر عن بعض المطورين الذين وضعوا أسعاراً خيالية أخذت اليوم تتراجع لتحل مكانها أسعار جديدة، بعد أن انخفضت أسعار المقاولات والإنشاءات. وتوقع أن يشهد القطاع العقاري بالإمارة عودة تدريجية لأنشـطة تـداول الوحـدات السكنية والتجارية خلال العام المقبل، في ظل إنجــاز وتسليم مجموعة من المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً في عدد من مناطق الإمارة. وبين ابن حم أن تسليم هذه المشاريع سيساهم في تحريك السوق واستعادة عمليات البيع والشراء بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي سيعمل على تلبية جزء كبير من الطلب على العقارات في أبوظبي. وبشأن حاجة السوق العقارية لمزيد من الشركات وما هي التشريعات اللازمة لحماية القطاع من التعرض لأزمات وصدمات في المستقبل؟ أفاد ابن حم بأن السوق العقارية تحتاج لمزيد من الشركات التي ستساهم بدورها في إنعاش السوق، فالقوانين والتشريعات العقارية ساهمت في تعزيز القطاع العقاري والثقة به. وأشار إلى أن مجلس التخطيط العمراني ساهم أيضاً في توضيح معالم القطاع العقاري خاصة مع إطلاق خطة أبوظبي 2030 التي نظمت عملية التطوير العقاري. وقال ابن حم: “إن اقتصاد الإمارات وبشكل خاص إمارة أبوظبي، حافظ على قوته ومتانته خلال عام 2009 وسط تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والإدارة الناجحة لها والحكمة في التعامل مع تداعياتها، وذلك من خلال سياسة تنويع الموارد بعيداً عن النفط وتشجيع الاستثمارات الأجنبية في مختلف المشاريع، عبر اتخاذ عدد من الإجراءات والإصلاحات التحفيزية التي ساعدت على تجاوز أسوأ مراحل الأزمة المالية العالمية خلال فترة قياسية بأقل الخسائر. ونبه إلى أن “الخرسانة” تلعب جزءاً كبيراً في التأثير على المشروعات العقارية، فهي جزء من البنية الأساسية لأي مشروع. ويعد السبب الرئيس في انخفاض أسعار الخرسانة إلى توقف المشروعات العقارية والتي أدت بدورها إلى تراجع الطلب نتيجة تباطؤ أعمال البناء بعد تأجيل العديد من المشروعات العقارية، وذلك مقارنة بالفترة السابقة للأزمة المالية. وقدر ابن حم نسبة تراجع الطلب على الإسمنت بمتوسط 40 إلى 50% خلال العام الماضي، مقارنة بالفترة السابقة، مما دفع أغلب الشركات إلى خفض الإنتاج بنسبة 50% على الأقل. ويعتقد ابن حم أن الأزمة المالية العالمية أثرت على جميع القطاعات ولكن بنسب متفاوتة. وبين أن قطاع المقاولات واجه عام 2008 على مستوى الدولة عاماً متقلباً، بدءاً من أزمة ارتفاع أسعار مواد البناء ووصولها لمعدلات غير مسبوقة في الوقت الذي شهدت فيه ثلاثة أرباع العام الأولى تسارعاً من قبل الشركات للحصول على مشاريع جديدة وصلت حد الاعتذار عن قبولها. وأَضاف أن تلك الصورة تغيرت خلال الربع الأخير من العام الماضي، حيث جاء الإعلان عن تأخير طرح مشاريع جديدة على المدى القصير مع توقيع عقود للمشاريع مضمونة التمويل ترقباً لما سيفصح عنه عام 2010. ورغم تأثر المشاريع الجديدة بأزمة السيولة، إلا أن شركات المقاولات أكدت أن مشاريعها تحت الإنشاء مستمرة حتى منتصف العام المقبل، وهو ما يعني أن هذا القطاع في حالة استقرار في الوقت الحالي، بحسب ابن حم. وذكر أن القطاع السياحي بالإمارة شهد في الآونة الأخيرة رواجاً نظراً للجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات المعنية بالإمارة من أجل تطوير هذا القطاع الحيوي، وذلك عبر إبراز الوجه الحضاري لدولة الإمارات وأبوظبي خاصة، من خلال التركيز على عناصر الجذب السياحي فيها كالمعالم التاريخية والحضارية وغيرها من المقومات السياحية العديدة. وجسد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله حرص واهتمام حكومة أبوظبي على إحداث نقلة نوعية على الصعيد السياحي بالإمارة بإطلاق سموه الهيئة العامة للتطوير الاقتصادي والترويج السياحي بمدينة العين. إلى ذلك، قال إن مجموعة ابن حم ستبدأ في مارس المقبل الشروع في إنشاء فندق سيتي سيزنز بر دبي، وهو عبارة عن فندق مكون من أكثر من 200 غرفة يتميز تصميمه بأنه من أوائل المشاريع في الدولة المصممة بمبدأ المباني الخضراء “الصديقة للبيئه”، حيث سيتم استخدام الطاقة الشمسية بطريقة توفر الطاقة الكهربائية المستهلكة في المبنى بنسبة لا تقل عن 20%. كما تدشن مستشفى بمدينة بنى ياس في مايو المقبل، وسيحتل المشروع موقعاً متميزاً في مدينة بني ياس، حيث يعتبر حلقة وصل بين إمارة أبوظبي وضواحيها ومدينة العين ليخدم بذلك أكبر شريحة ممكنة. ومن المتوقع أن يستغرق إنشاء المشروع عامين، فيما يتم الانتهاء من العمل بالمشاريع التي بدأ العمل بها العام الماضي في عام 2010، منها فندق رويال سيتى سيزنز والبارك سيتى سيزنز بإمارة أبوظبي، فضلاً عن مشاريع أخرى كأبراج الشارقة التي سيتم الانتهاء منها مع بداية العام الحالي. وذكر ابن حم أن الأزمة المالية العالمية أظهرت الحاجة للارتقاء بالوعي الاستثماري لدى الأفراد المتعاملين في السوق وتعميق مفهوم الاستثمار المؤسساتي من خلال اتخاذ المزيد من الإجراءات الكفيلة بتحرير الأسواق والتنويع في قاعدة المنتجات والقنوات الاستثمارية المتاحة في السوق