الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي عباس يقابل الواقعي بالخيالي

علي عباس يقابل الواقعي بالخيالي
2 يناير 2012
صدر للروائي علي عباس خفيف عمله الروائي الثاني تحت عنوان “ستة أيام لاختراع قرية” عن دار أزمنة في عمّان، وسبق لعباس خفيف أن أصدر روايته الأولى بعنوان “عندما خرجت من الحلم” عام 2006 ومجموعة قصصية تحت عنوان “منزل الغبار” عام 2008، وروايته “ستة أيام لاختراع قرية” التي تقع في 109 صفحات من القطع المتوسط محاولة جادة لامتزاج الخيالي بالواقعي. حاول علي عباس خفيف أن يخلق عالماً مصنوعاً من الخرافة بطريقة مغرقة بالواقعية عبر صديقه “الروائي” ناصر قوطي، وبذلك يخلق عباس خفيف صورة مغايرة تبدو واقعية من عالم متخيل عبر حكاية صبي في الثامنة أو العاشرة من العمر والذي يطلق عليه ناصر قوطي “صبي مفكرة الأحلام”. يدخل علي عباس خفيف عالم روايته المشحونة بالعاطفة من خلال طرائق وثائقية أصبحت أسلوباً جديداً في كشف تداخلات الحكاية الغامضة، إلا أنه وفي الآن نفسه لم يسلك - الروائي - تلك الطرائق التقليدية، بل جاء مصحوباً بشهود أحياء وهم الروائيون الذين يناصرونه السرد والذين أطلق عليهم “شياطين السرد” لا بوصفهم أبطالاً، بل لكونهم شواهد على ما يحدث في نصه الروائي “ناصر قوطي وقصي الخفاجي وضياء الجبيلي” وجميعهم قصاصون يخاتلون القاص نفسه في إدارة حكايته. ويبدو أن الرواية / الوثيقة طريقة فنية لإدارة الحكاية، يحاول الروائي عباس خفيف أن يعتمدها عبر شهود على وجودها الواقعي، وكأن الروائي يريد من كل ذلك أن يتبع حكاية الصبي “بريس” في توثيق أسرار قرية “بيت سنحه” في دفتر الكتاتيب العتيق الذي أخذه من “مُلاّ معشوق” حين أرسلوه ليتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يديه، وهو الدفتر الذي أطلق عليه فيما بعد “مفكرة الأحلام”. يجعل علي عباس خفيف صديقه الروائي ناصر قوطي مؤلفاً ثانياً داخل روايته “ستة أيام لاختراع قرية” ما دامت أوراق الفتى “بريس” قد وقعت بيدي قوطي حيث صاغها رواية حملت ذات الاسم الذي أطلقه بريس على الأصل “مفكرة الأحلام”، والتي تتحول عند عباس خفيف إلى “ستة أيام لاختراع قرية”. ويبقى أن علي عباس خفيف يخالف العدد الأسطوري “سبعة” في عنوان الرواية، وبذلك يخرج عن المألوف منذ عتبة نصه، إذ أنه لا يهمه أن يتتبع الأيام الستة، بل عليه أن يقدم تقنية فنية لاحتواء شخوصه عبر مقدمة بلا اسم، ثم مفكرة الأحلام ويتبعها بـ”اختراع قرية” وبعدها يدخل في الأيام الستة “عين النهر” و “عين الذئب” و “عين مولود جديد” و “عين الجسر” و “عين النعاس”، وأخيراً “يوم اخترعنا المقبرة”. رواية “ستة أيام لاختراع قرية” نص حكائي يعيش بين الحلم والواقع، بين التاريخ واللاتاريخ، بين الوثيقة والخيال، بين شهود الإثبات وشهود النفي، إنها محاولة جادة لخلق عالم من الأسطورة في الوثيقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©