اختتام أعمال الاجتماع الثاني للجمعية العامة لـ «آيرينا»

أبوظبي (الاتحاد) - اختتمت أمس أعمال الاجتماع الثاني للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” الذي عقد في على مدار يومين، ناقش خلالها المشاركون إجراءات تمويل المشاريع وجدول أعمال الوكالة للعام الحالي. وأقر اجتماع الجمعية العامة برنامج عمل وميزانية وكالة “آيرينا” لعام 2012، الأمر الذي علق عليه عدنان أمين مدير عام “آيرينا” بالقول “إن قرار الدول زيادة ميزانية الوكالة بصورة ملموسة رغم القيود المالية التي تفرضها الظروف العالمية، هو دليل واضح على مقدار الثقة التي وضعتها الدول في وكالة (آيرينا) وأنشطتها”، دون أن يفصح عن حجم الميزانية التي كانت تقدر العام الماضي بنحو 25 مليون دولار. وقالت الوكالة في بيان صحفي، إن الاجتماع حقق نجاحاً نظراً إلى الحقبة الجديدة التي تخوض الوكالة غمارها في الوقت الراهن، وإلى الاعتراف واسع النطاق بالأهمية الاستراتيجية الكبيرة لمهمتها الأساسية المتمثلة في توسيع التبني والنشر العالمي للطاقة المتجددة. ومن أبرز مجريات حفل الاختتام، كان إلقاء معالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة كلمة أمام نحو 1000 من المشاركين في الاجتماع يمثلون 137 دولة والاتحاد الأوروبي و57 منظمة، حيث أشار معاليه في الكلمة إلى أن النجاح الباهر الذي حققه اجتماع الجمعية العامة لوكالة “آيرينا” عشية انطلاق السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع (SE4ALL)، يشكل بداية مباركة لهذه المبادرة عالية الأهمية. وأضاف معالي الأمين العام “تعتبر الطاقة المتجددة عاملاً مركزياً في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة والمتعلقة بمكافحة الفقر والتنمية المستدامة لكل من البيئة والصحة”، موضحاً أنه “لا يمكن تحقيق الاستدامة عبر أفعال منفردة، ولقد قدمت وكالة (آيرينا) من جانبها الدافع السياسي المطلوب في هذا المجال، إلى جانب التوجيهات اللازمة لجهودنا”. وأشار بان كي مون إلى أنه يرحّب بمشاركة المدير العام لوكالة “آيرينا” في أعمال مجموعة الأمين العام للأمم المتحدة رفيعة المستوى حول السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع (SE4ALL)، مبيناً أن وكالة “آيرينا” ستؤدي دوراً رئيسياً في تحقيق أهداف المبادرة بمضاعفة حصة المصادر المتجددة في مزيج الطاقة العالمي بحلول عام 2030. من جانبه، ألقى الدكتور سطان أحمد الجابر رئيس الاجتماع الأول للجمعية العامة لوكالة “آيرينا” مساعد وزير الخارجية المبعوث الخاص في شؤون الطاقة وتغير المناخ كلمة قال فيها “إن دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك تماماً كما هي الحال مع الموجودين معنا اليوم، مدى الحاجة الملحّة للتبني واسع النطاق لتقنيات الطاقة المتجددة، وذلك بهدف التخفيف من تأثيرات تغير المناخ، وضمان أمن الطاقة، وتحقيق الوصول العالمي إلى الطاقة، فنجاح وكالة (آيرينا) هو نجاحنا جميعاً”. وشدد الدكتور الجابر على أنه “إذا كان بإمكاننا وصف عام 2011 بأنه العام الذي ضمنّا فيه أن وكالة (آيرينا) تسير بالاتجاه الصحيح، فإن عام 2012، سيكون هو العام الذي سنثبت فيه أننا قادرون معاً على اغتنام هذه الفرصة الفريدة، وهذه اللحظة المواتية، للقيام بالمزيد الإجراءات العملية الملموسة التي تساعدنا في تحقيق مسعانا”. وقال: “إن عام 2012، سيكون عام دعم وتمكين وكالة (آيرينا) وطاقمها القيادي”. ومن النتائج المهمة التي تم تحقيقها خلال اجتماع الجمعية العامة لوكالة “آيرينا”، كان التأسيس لإجراءات صندوق أبوظبي للتنمية والذي سيكون له آثار إيجابية على الدول النامية. ومن خلال وكالة “آيرينا”، سيعمل “صندوق أبوظبي للتنمية” من خلال صندوق وقف خاص بقيمة تصل إلى 50 مليون دولار سنوياً، على تمويل المشاريع المعتمدة من “أيرينا” في مجال تطوير الطاقة المتجددة في الدول النامية والتي تمتاز بانخفاض تكاليف الإنتاج والصيانة. وشملت فعاليات الاجتماع الثاني للجمعية العامة لوكالة “آيرينا” عقد اجتماعين على مستوى الوزراء بحث الأول منهما التعاون مع القطاع الخاص، فيما ركز الثاني على القضايا الخاصة بالسياسات والمتعلقة بالاستراتيجية متوسطة الأجل لوكالة “آيرينا”. كما تضمنت الأنشطة الأخرى اجتماعات تقنية حول أطلس وكالة “آيرينا” للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العالم، والتنافسية في مجال إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة. تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع الثاني للجمعية العامة لوكالة “آيرينا” جاء في اليوم التالي لعقد اجتماع قادة دول المحيط الهادئ الذي نظمته الوكالة في أبوظبي، كما تزامن مع محادثات مجموعة الأمين العام للأمم المتحدة رفيعة المستوى حول السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع (SE4ALL). من جهته، قال عدنان أمين المدير العام لوكالة “آيرينا” خلال الاجتماع “نحن على يقين بأن الاجتماع الثاني يظهر أن (آيرينا) تسير على طريق بروزها على الساحة العالمية كمنظمة حكومية عملية ومستعدة لإجراء التغيير الذي ينشده العالم”. وأضاف أمين “تتطلب تلبية احتياجات الدول النامية تحقيق نمو دراماتيكي في قطاع الطاقة العالمي، وستؤدي الطاقة المتجددة دوراً حيوياً في تحسين وصول الملايين حول العالم إلى الطاقة، مع ضمان أمن الطاقة والتخفيف من حدة تغير المناخ عبر التقليل من الانبعاثات في الوقت ذاته”.