الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوغان يفقد الإجماع عليه حتى في مسقط رأسه

8 يونيو 2013 00:05
إسطنبول (ا ف ب) - حتى في قاسم باشا، الحي الشعبي في إسطنبول حيث ولد، لم يعد رئيس الوزراء التركي موضع إجماع، بعدما عمدت الشرطة إلى استخدام العنف في قمع تظاهرات احتجاجية، ما أثار سخطا شعبيا، وأدى إلى اضطرابات كبيرة في البلاد مستمرة منذ أسبوع. لكن لا شك في أن هذا السياسي اللامع الذي بدأ حياته بائعا للمخبوزات والليموناضة، ودرس في مدرسة قرآنية محلية قبل متابعة دراسات في إدارة الأعمال، وشق خطواته في عالم السياسة من رحم الحركات الإسلامية، لا يزال لديه أنصار متحمسون في هذا الحي. وقال مدحت اوران الوكيل العقاري البالغ 46 عاما مرتشفا كوبا من الشاي، إن “رجب طيب اردوغان واحد من اهم رؤساء الوزراء الذين عرفتهم تركيا. هذا البلد يكن له الكثير من المحبة والاحترام”. وبرأي أوران، فإن الشرطة لم تقم بأكثر من واجبها بقمعها العنيف للتظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في 31 مايو على بعد بضع مئات من الأمتار عن قاسم باشا، في حديقة “جيزي بارك”، حيث حاول ناشطون منع اقتلاع بعض الأشجار. وأضاف أوران “إذا ما قام احدهم برشق حجارة وطوب على الدولة وبمهاجمة التجار، ماذا على الشرطي أن يفعل؟ سيقوم بضربه، هذا ما عليه فعله”. أما دورسون بيكشي الموظف المتقاعد البالغ 74 عاما، فاعتبر أن المسؤولين الفعليين عن هذه الحصيلة موجودون خارج تركيا. وقال “معه (اردوغان)، تركيا تخرج من الأسر. إنها تقف على قدميها، وبدأت بإعطاء الأوامر بدل تلقيها”، مضيفا “هذا الأمر لا يروق للاستغلاليين (الغربيين)، فإنهم يخسرون مصالحهم لذلك هم يؤججون الثورة”. والتزم المدافعون عن اردوغان الذي حصل حزبه المحافظ (حزب العدالة والتنمية) على 50% من الأصوات في الانتخابات التشريعية لعام 2011، الصمت حيال التطورات الأخيرة، إلا أن عودته من جولة في دول المغرب العربي أثارت مخاوف من مواجهات بين معارضي الحكومة ومؤيديها. ويؤكد خير الله يوسما، وهو صاحب قهوة يبلغ 67 عاما ويرتدي عمامة وملابس تشبه اللباس العثماني “إننا لن نترك في أي حال الحكومة تسقط. إننا الى جانبها ووراءها وأمامها”. ولا يبدي خيرالله تعاطفا مع المتظاهرين الذين يقول عنهم “هؤلاء هم رعاع يحركهم البعض لإسقاط الحكومة، وفي الدرجة الاولى من إسرائيل”. إلا أن بعض السكان المحليين اقل تشددا في مواقفهم. ومن بين هؤلاء، علي داغديلين (43 عاما) الذي يقول إنه صوت، وسيظل يصوت لحزب العدالة والتنمية “لأنهم قاموا بأمور جيدة للبلاد”. فمنذ وصول اردوغان الى الحكم عام 2002، ارتفع الدخل المحلي للفرد بواقع ثلاثة أضعاف. إلا أن الموظف في المبنى يقر بأن “بعض الشرطيين، مع عنفهم المبالغ فيه، اساؤوا الى البلاد من دون وجه حق”. لكن برأي صديقه حليم شاهين، فإن المشكلة تتخطى موضوع العنف الذي مارسته الشرطة. واكد الوكيل العقاري البالغ 43 عاما أن اردوغان “يقوم دائما بكل شيء بمفرده، وهذا الأمر لا يمكن أن ينجح في نظام ديموقراطي. لا يمكنك القول أنا السلطان لأنك فزت في انتخابات”، مضيفا “هناك الشعب، ويجب احترام جميع أفراده، حتى اصغر مجموعة”. حتى أن بعض أهل الحي انتقلوا إلى الضفة الأخرى. وتبدو ميليك، وهي ممرضة تبلغ 22 عاما على عجلة من أمرها للانضمام إلى المتظاهرين في حديقة “جيزي بارك”. وصرحت هذه الشابة المحجبة “اعتقد أن المتظاهرين على حق من المهم جداً حماية هذه المنطقة الخضراء في مدينة كبرى مثل اسطنبول، الأماكن الطبيعية فيها قليلة”، منتقدة “الموقف القاسي جدا من جانب الحكومة”. وأشارت هذه الممرضة بسخرية إلى انه “من الخطأ الاعتقاد بأن كل المحجبات يدعمن حزب العدالة والتنمية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©