عواصم (وكالات) - كلف الرئيس السوري بشار الأسد أمس، وزير الزراعة رياض حجاب بتشكيل حكومة جديدة، بحسب التلفزيون السوري الرسمي. فيما قال الناشط نجاتي طيارة وهو أحد المعارضين البارزين إنه من خلال تعيين حجاب وهو عضو في حزب “البعث” الحاكم، فإن الرئيس يتجاهل مطالب التغيير، مضيفاً بقوله “كنا نتوقع أن يلعب الأسد معنا ويعين مستقلاً نوعاً ما لكن هو اختار بعثياً متشدداً..وعلى أي حال، فإن مجلس الوزراء لطالما كان ديكوراً للعرض فقط، والآن أصبح أكثر من ذلك لأن الجهاز الأمني مسيطر تماماً عليه”.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحفي أمس، أن تكليف وزير الزراعة السوري تشكيل حكومة جديدة “يشكل هروباً جديداً إلى الأمام ومهزلة ولا يلبي تطلعات السوريين والمجموعة الدولية”، مبيناً أن بلاده لم تتخذ موقفاً بعد من الفكرة المطروحة لتشكيل مجموعة اتصال تضم إيران بين أعضائها.
وقال التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري عاجل “أصدر الرئيس الأسد مرسوماً بتكليف الدكتور رياض فريد حجاب بتشكيل الحكومة الجديدة”. ويأتي تشكيل الحكومة بعد الإعلان عن نتائج انتخابات مجلس الشعب التي جرت في 7 مايو الماضي، طبقاً للدستور الجديد يقضي بأن تكون الحكومة القائمة بحكم المستقيلة أو حكومة تسيير أعمال عند انتخاب مجلس شعب جديد. ويقضي الدستور الجديد الذي أقر في استفتاء وأصبح نافذاً اعتباراً من 27 فبراير الماضي، بأن يقدم رئيس مجلس الوزراء خلال 30 يوماً على الأكثر من تاريخ تشكيل الوزارة، بيانها إلى مجلس الشعب لمناقشته.
وتعد الوزارة مسؤولة عن تنفيذ بيانها أمام مجلس الشعب. كما ينص على أن يتولى مجلس الشعب مناقشة بيان الوزارة.
ومن صلاحية مجلس الشعب حجب الثقة عن الحكومة أو أحد الوزراء بعد استجواب، ويتم ذلك بناء على اقتراح خمس أعضاء مجلس الشعب (20%)، ويجب أن يحصل على موافقة أغلبية عدد أعضاء المجلس.
وشغل حجاب منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور بين عامي 2004 و2008 وكان محافظاً للقنيطرة من 2008 حتى فبراير 2011 ومحافظاً للاذقية حتى تكليفه بوزارة الزراعة في 2011. وسيخلف حجاب عادل سفر الذي شكل حكومته في أبريل 2011، بعد شهر على بدء حركة الاحتجاج ضد النظام. وحجاب من مواليد محافظة دير الزور عام 1966 وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية. وهو متزوج وأب لـ4 أولاد. وفي كلمة القاها أمام البرلمان الأحد الماضي، قال الأسد إن الحكومة الجديدة سوف “تأخذ في الاعتبار القوى السياسية الجديدة” بعد انتخابات 7 مايو التي جرت وفقاً للدستور المعدل الذي يسمح بإنشاء أحزاب سياسية جديدة. وقاطعت معظم شخصيات المعارضة الانتخابات البرلمانية.
إلى ذلك، قال فاليرو في مؤتمر صحفي أمس، إن “الأسد ما زال يصم بإصرار أذنيه عن سماع مطالب شعبه” وأن قراره بتعيين حجاب رئيساً لحكومة جديدة “لا يلبي تطلعات السوريين والمجموعة الدولية”.
وأضاف “ثمة وضع ملح يقضي بأن يوقف النظام قتل شعبه ويتعهد بتطبيق خطة كوفي عنان للسلام”.
ولم يرد فاليرو الذي سئل عن الفكرة المطروحة لتشكيل مجموعة اتصال تضم إيران والسعودية والتي ينسبها بعض وسائل الإعلام إلى كوفي عنان.
واكتفى بالقول إن “المبعوث الخاص الأممي العربي يستطيع أن يوضح توصياته لوقف أعمال العنف” خلال مداخلاته المقررة في الأمم المتحدة اليوم الخميس .
وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن عنان الذي يقر بأن مهمته تواجه مأزقاً، سيطرح على مجلس الأمن فكرة إنشاء مجموعة من البلدان المعنية بالوضع في سوريا. وتضم هذه المجموعة تركيا والسعودية وقطر وإيران والأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن ، إضافة إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية، كما أوضحت الصحيفة.
عدد اليوم
