موسكو، بريشتينا (وكالات) - أكدت روسيا أمس الأول أنها أرسلت وحدة بحرية إلى البحر المتوسط في خطوة قال الرئيس فلاديمير بوتين إنها للدفاع عن أمن روسيا، لكنها تأتي في وقت تدخل فيه موسكو في مواجهة مع الغرب بسبب سوريا. وقال رئيس الأركان الروسي إن روسيا أرسلت 16 سفينة حربية و3 طائرات هليكوبتر تقلع من السفن لتتمركز في البحر المتوسط، في أول انتشار دائم لبحريتها في المنطقة منذ عهد الاتحاد السوفييتي. وذكر بوتين أن الهدف من هذه الخطوة ليس «قرع طبول الحرب» ولا تهديدا لأي دولة. وتتعاون روسيا مع الأساطيل البحرية لحلف الأطلسي «الناتو» في محاربة القرصنة وتزور سفنها الحربية موانئ غربية، لكن دعمها للرئيس بشار الأسد ضد المعارضة المناهضة له، وضعها في خلاف مع الغرب.
وأضاف بوتين «هذه منطقة لها أهمية استراتيجية ولدينا مهام ننفذها لتوفير الأمن الوطني للاتحاد الروسي». وينظر الغرب إلى المناورات البحرية الروسية واسعة النطاق في مارس الماضي وتحركات السفن قرب سوريا، على أنها استعراض للعضلات من جانب موسكو التي تبيع أيضاً أسلحة لحكومة الأسد ووفرت له الحماية الدولية. ولروسيا قاعدة بحرية للصيانة والإمداد في ميناء طرطوس السوري. ومنذ أيام أعلنت موسكو أنها تعتزم استئناف دوريات تقوم بها غواصات مزودة بأسلحة نووية في البحار الجنوبية، في إطار جهد أوسع نطاقاً لتجديد القوة العسكرية الروسية.
من جهته، أعلن القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف في بريشتينا أمس، أن الحلف لا يخطط في الوقت الراهن لتدخل في سوريا، مجددا في الوقت نفسه قلقه إزاء النزاع المتفاقم منذ مارس 2011. وصرح الجنرال الأميركي للصحفيين في بريشتينا «في الوقت الراهن اختار الأطلسي عدم التخطيط لأي مهمة.. لا نخطط لعملية في سوريا». وذكر بريدلاف الذي يقوم بزيارة إلى كوسوفو حيث تنتشر قوة حفظ سلام تابعة للحلف، أن الحلف تحرك مع ذلك لحماية «حليفه الكبير تركيا» مع نشر صواريخ باتريوت على مقربة من الحدود مع سوريا في بداية السنة الحالية.
من جهة أخرى أكد ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الكرملين للشرق الأوسط أمس، أن مؤتمر «جنيف- 2» المقترح بشأن الأزمة السورية يهدف إلى إنشاء «هيئة انتقالية توافقية» يتكون أعضاؤها من حكومة دمشق و«المعارضة الوطنية التي تتمتع بنفوذ في المجتمع السوري».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية عن بوجدانوف قوله إن الهيئة يجب أن تمتلك كافة الصلاحيات التنفيذية في المرحلة الانتقالية. وأضاف مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين أن «كافة القوى الراديكالية المتطرفة التي تقاتل على الأراضي السورية يجب أن لا يكون لها مكان في عملية التسوية المستقبلية بالبلاد».
عدد اليوم
