الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تجار دمشق يتحدون الأسد بالعصيان المدني

7 يونيو 2012
دمشق (رويترز) - في أكبر عمل من أعمال العصيان المدني من جانب تجار دمشق في الانتفاضة التي بدأت قبل 15 شهراً، أغلقت العديد من المتاجر أبوابها لمدة أسبوع احتجاجاً على مذبحة الحولة الدامية في 25 مايو المنصرم. وشمل إغلاق المتاجر مناطق شتى في دمشق بدءاً من سوق المدينة القديمة إلى مناطق المعارضة حيث أغلقت 70% من المتاجر أبوابها فيما يبدو رغم ما قاله أصحاب متاجر من أن هناك هجمات وتهديدات من جانب قوات الأمن لإجبارهم على إعادة فتح المتاجر. وقال محمد الذي يمتلك متجر ملابس في سوق الحميدية “نريد أن نشارك في الإضراب لكن في نفس الوقت نحن خائفون من رد فعل الأمن”. وتمثل الإغلاقات واسعة النطاق في العاصمة معقل الرئيس بشار الأسد، تحدياً رئيسياً للزعيم السوري. وقال محمد إن قوات الأمن فتحت باب متجره المغلق بالقوة قبل بضعة أيام لترهيبه. وقال محمد الذي طلب استخدام اسمه الأول فقط حتى لا تتعرف عليه الشرطة، إن هذا الإضراب محاولة تدريجية اتفق عليها ضمناً هو وتجار آخرون للاحتجاج على قتل 108 مدنيين في الحولة في عنف نسبته الأمم المتحدة إلى قصف الجيش ومسلحين موالين للأسد. وأضاف “الإضراب يبعث بالتأكيد برسالة سياسية” رغم أنه يقر بأن حركة المعارضة مازالت ضعيفة. ومنذ الهجوم فتح محمد أبواب متجره ليعطي الانطباع بأن متجره مفتوح لكن الباب في الحقيقة مغلق بينما يجلس هو في الخارج تحسباً لعودة الشرطة. وخلال جولة في سوق الحميدية، بدا أن نحو نصف المتاجر بقيت مغلقة. ويشتري معظم السوريين سلعهم من تجار محليين صغار وليس من متاجر السوبر ماركت الكبيرة وتأثير الإضراب ملموس في شوارع دمشق. واعتاد سوق الحميدية الذي شيد قبل عدة قرون ويشتهر بأزقته الصغيرة المتعرجة، أن يشهد نشاطاً محموماً حيث يعقد رجال الأعمال الأثرياء صفقاتهم ويبيعون بضائعهم أثناء تناول الشاي. لكنه أصبح الآن بقعة هادئة وسط العاصمة. ويشكل التجار السنة تقليدياً عصب مجتمع الأعمال في دمشق وفي مدينة حلب المركز التجاري وأكبر المدن السورية من حيث عدد السكان. وأقام الأسد ووالده الراحل وهما من الأقلية العلوية، علاقات وثيقة مع طبقة التجار السنة الذين ساعدوا في منع انهيار الليرة السورية العام الماضي من خلال إبقاء أموالهم في البنوك في الوقت الذي سارع فيه الجميع إلى مبادلة الليرة الضعيفة بالدولار. لكن الأسد يخسر التأييد بين التجار الذين يعانون من ركود مناخ الأعمال والعقوبات الغربية التي فرضت للضغط على الرئيس السوري. وأفقدته حملته على الانتفاضة، تأييد كثيرين ممن أغضبهم موت أكثر من 10 آلاف مواطن بأيدي الموالين للأسد. وتشارك أكثر من 70% من المتاجر في الإضراب في مناطق المعارضة خارج دمشق القديمة مثل حي الميدان حيث يقول ناشطون إن قوات الحكومة أطلقت الرصاص وقتلت متظاهرين في الاحتجاجات الأسبوعية. وقال أمين وهو صاحب متجر يقع في حي الميدان وطلب أيضاً استخدام اسمه الأول فقط “نفتح متاجرنا لمدة ساعة يومياً حتى يتمكن الناس من شراء احتياجاتهم الأساسية”. ومثل محمد في الحميدية، يجلس كثيرون من أصحاب المتاجر في حي الميدان أمام متاجرهم حتى يمكنهم أن يعاودوا فتحها بسرعة إذا وصل أفراد الأمن. ويقول سكان إن الأسواق في دمشق شهدت وجوداً أمنياً مكثفاً خلال الأسبوع المنصرم حيث أقيمت نقاط تفتيش جديدة عند المداخل. بل إن أحياء دمشق التي يغلب على سكانها المسيحيون، وهم مجموعة أقلية يقول مؤيدو الأسد إنهم سيتمسكون بالرئيس السوري في مواجهة الانتفاضة، شهدت إغلاق عدد كبير من المتاجر. وفي البلدات الواقعة على مشارف دمشق التي شهد الكثير منها مداهمات للجيش واعتقالات واسعة النطاق، يقول سكان إن الأسواق خاوية منذ أسابيع. ويؤكد سكان دمشق سواء أيدوا الإضراب أم لا، إن إغلاق المتاجر أدى لتفاقم الوضع الاقتصادي السيء بالفعل. وقفزت الأسعار خلال أشهر الانتفاضة وأدت العقوبات إلى قطع روابط تجارية حيوية. وكثير من السوريين لا يمكنهم شراء أي شيء باستثناء السلع الأساسية فقط. وتضع إحصائيات الحكومة السورية معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين عند 31% في أبريل الماضي، لكن السكان يقولون إن أسعار السلع الأساسية مثل السكر والزيوت النباتية والبيض تضاعفت إلى المثلين. وليس جميع التجار وراء حملة العصيان المدني بنسبة 100%.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©