الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«المارجن كول» يفاقم «جراح الأسهم المحلية» ويكبدها خسائر سوقية جديدة بقيمة 18 مليار درهم

«المارجن كول» يفاقم «جراح الأسهم المحلية» ويكبدها خسائر سوقية جديدة بقيمة 18 مليار درهم
23 يونيو 2014 22:38
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) فاقمت ضغوط بيع من قبل بنوك وشركات وساطة على المتداولين بالهامش «مارجن كول» من خسائر الأسهم المحلية، التي تكبدت للجلسة الثانية على التوالي أمس، خسائر جديدة بلغت قيمتها 18 مليار درهم لتفقد نحو 26,3 مليار درهم في جلستين، تضاف إلى خسائر الأسبوع الماضي البالغة 26,5 ملياراً. ودعا محللون ماليون ووسطاء هيئة الأوراق المالية، بالتنسيق مع المصرف المركزي، إلى الوقوف على تجاوزات ارتكبت من قبل بنوك وشركات وساطة، أفرطت في إقراض المستثمرين والمتداولين بالهامش، واضطرت تحت تسارع هبوط الأسواق إلى الضغط على المقترضين للبيع العشوائي، لتغطية مراكزهم المكشوفة. وتراجع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 2,4%، محصلة تراجع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1,9%، بعدما تخلى المؤشر عن مستوى 4800 نقطة، ويختبر في جلسة اليوم الثلاثاء مستوى 4700 نقطة، فيما جاءت انخفاضات سوق دبي المالي أكثر حدة بنحو 4,3%، بعدما قلص السوق الخسائر بنسبة 1%، وكسر أكثر من حاجز دعم أهمه 4400 نقطة. وانخفضت الأسهم القيادية خصوصاً في سوق دبي المالي إلى مستويات متدنية، ومع ذلك لم يتشجع المستثمرون على الدخول بالشراء، حتى عندما وضعت عروض بيع وصلت إلى 37 مليون سهم من سهم «أرابتك» بسعر الحد الأقصى الذي هبط إليه 3,46 درهم، أدنى مستوى للسهم خلال الجلسة، الأمر الذي أدى إلى تسارع وتيرة البيع الذي شمل الأسهم المتداولة كافة، وإن شهدت ثلث الساعة الأخيرة، عند اقترب مؤشر سوق دبي المالي من المستوى الأكثر خطورة 4200 نقطة، عمليات شراء دعمت السوق نحو تقليص خسائره. وعزا محللون ماليون ووسطاء استمرار حدة الهبوط في الأسواق إلى كثافة ضغوط البيع التي مارستها بنوك وشركات وساطة مقرضة للمتداولين بالهامش، واشتدت عمليات البيع مع تراجع سهم «أرابتك» بالحد الأقصى، فضلاً عن العوامل الجيوسياسية المتعلقة بالوضع في العراق، التي دفعت المستثمرين الأجانب غير العرب الذين كانوا الأكثر شراءً الجلسات الماضية إلى التحول نحو البيع، مما ساهم في زيادة ضغوط البيع. وحذر هؤلاء من أن يؤدي استمرار ضغوط البنوك وشركات الوساطة على المقترضين لتغطية مراكزهم المالية إلى انزلاق الأسواق إلى مرحلة يصعب معها وقف نزيف الخسائر، التي يمكن أن تدفع الأسهم القيادية الأخرى غير «أرابتك»، التي تتراجع بنسب أقل حالياً إلى الانخفاض بنسب غير مسبوقة، في حال تعرضت هي الأخرى لعمليات بيع لتغطية خسائر المستثمرين في أسهم أخرى. وقالوا إن موجة الهبوط الحالية كشفت الستار عن تجاوزات ارتكبتها بنوك وشركات وساطة أفرطت في إقراض المستثمرين الذين ركزوا تعاملاتهم على سهم «أرابتك»، الأمر الذي عرضهم لمخاطر تضررت معها الأسواق، عندما أقدمت الجهات المقرضة على الضغط على المقترضين لتغطية مراكزهم المكشوفة من سهم «أرابتك»، مما دفعهم إلى بيع أسهم أخرى، بسبب عدم وجود مشترين لسهم «أرابتك». واختفت طلبات الشراء تماماً على سهم «أرابتك» بعد مرور فترة زمنية من بداية التعاملات، ووضعت عروض بيع بنحو 37 مليون سهم عند الحد الأدنى دون وجود مشتر. ودعا محللون هيئة الأوراق المالية والسلع بالتنسيق مع المصرف المركزي إلى إجراء عمليات مراجعة لعمليات البنوك وشركات الوساطة التي ارتكبت مخالفات وتجاوزات تتعلق بمنح تسهيلات لمستثمرين ومتداولين بالهامش تفوق المسموح به قانوناً والمحدد بنحو 1 إلى 1 (منح ائتمان بقيمة مليون درهم لمن يمتلك أسهم بقيمة سوقية تعادل المليون درهم). وخلال فترة نشاط الأسواق ومنذ بداية العام الماضي، أفرطت بنوك وشركات وساطة في منح تسهيلات للعملاء وصلت إلى حد 1 إلى 2، وكذلك 1 إلى 3 مرات. وقال محمد علي ياسين، العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية، إن الأسواق لم تشهد عمليات بيع اعتيادية، بل حالة قصف بشكل غير مسبوق وصلت إلى حد قيام محافظ ببيع ملايين من سهم «أرابتك» بالحد الأقصى هبوطاً دون وجود مشتري، الأمر الذي أثر بالسلب على الأسهم الأخرى التي تراجعت بنسب كبيرة، وإن كانت أقل حدة من تراجعات سهم «أرابتك». وتأثر سهم «أرابتك» بشائعات جديدة تتداولها الأسواق، فيما يتعلق بعمليات تسريح لموظفين بالشركة عقب استقالة الرئيس التنفيذي السابق حسن إسميك. ونقلت وكالة بلومبرج الاقتصادية، عن مصادر مطلعة بالشركة، أن إدارة «أرابتك القابضة» قامت بفصل مئات الموظفين بمن فيهم مديرون، وعلى رأس الموظفين المفصولين «شهيد تشودري»، الذي يرأس قسم الاستحواذات والشراكات وتطبيق الاستراتيجية، والمستشار المالي للرئيس التنفيذي السابق «حسن إسميك». وأضاف ياسين أن الأسواق تضررت في جلسة الأمس من عمليات بيع لتغطية الهامش قامت بها بنوك وشركات وساطة، موضحاً أن الأسواق عندما تتحرك إلى الأسفل بسرعة غير مسبوقة تكشف عن عيوب وتجاوزات كانت تتم في السابق، ولم يعد الأمر مقصوراً على سهم «أرابتك» فقط. وأفاد بأن سهم «أرابتك» أشعل موجة التصحيح، لكن ما تتعرض له بقية الأسهم المتداولة خصوصاً القيادية منها، يظهر أن بعض الجهات المقرضة أفرطت في إقراض المستثمرين بمستويات تفوق الحدود وصلت إلى 3 مرات، ومن خلال تركيز التعاملات على سهم واحد، غالباً كان سهم «أرابتك»، الأمر الذي ضغط على السوق نحو التراجع بحدة. وأبدى ياسين استغرابه من قيام محافظ استثمارية ببيع كميات كبيرة عند سعر «اليمت دون»، مضيفاًَ أنه من الصعب على صاحب محفظة أن يقدم على البيع بخسارة باهظة، سوى أنه تعرض لضغوط من قبل بنك أو بنوك ممولة للبيع لتغطية مركزه المالي. وأوضح أن عمليات البيع العشوائية طالت أسهماً أخرى غير «أرابتك» تراجعت بالحد الأقصى أو قريبة منه أي أكثر من 9%، كما في أسهم الخليجية للاستثمار، دريك أند سكل، سوق دبي المالي، شعاع كابيتال، الخليج للملاحة. وأفاد بأن سهم «أرابتك» كان يستحوذ على 45 - 50% من تداولات سوق دبي المالي خلال الجلسات الماضية، بيد أن هذه النسبة تراجعت إلى 33% من تعاملات أمس، مما يعني أن عملية البيع انتشرت من «أرابتك» إلى أسهم أخرى، بسبب عدم القدرة على بيع سهم «أرابتك» بعدما هبط بالحد الأقصى 10%، وغاب المشترون. وطالب ياسين السلطات المعنية، ممثلة في هيئة الأوراق المالية والمصرف المركزي، بمراجعة التمويلات التي منحت في الفترة السابقة للمستثمرين والمتداولين بالهامش للوقوف على أي تجاوزات ارتكبت وتسببت في حدة الهبوط الحالي. ومن جانبه، قال موسى حداد مدير صندوق استثماري بمجموعة إدارة الأصول ببنك أبوظبي الوطني، إن عملية التصحيح التي تتعرض لها أسواق الأسهم المحلية كانت متوقعة، لكن ليست بذات الحدة التي تمر بها حالياً والتي فاقمتها عوامل عدة، منها ما يتعلق بشركة «أرابتك»، وثانياً العامل الجيوسياسي المتعلق بالعراق، مشيراً إلى أن الأسواق تراجعت بنسب تراوحت بين 10 - 15% العام الماضي عندما لاحت في الأفق ضربة أميركية إلى سوريا. وأضاف أن الأسواق على بعد أيام من قدوم شهر رمضان، حيث يرجح أن تشهد حالة من الهدوء مع تداولات أفقية، ربما تشهد خلالها عمليات تجميع للأسهم القيادية، لكن من المستبعد رؤية ارتفاعات في هذه الفترة إلى أن تصدر الشركات نتائج للربع الثاني. وأوضح أن الأسواق أقرب إلى مواصلة تصحيحها حتى مستوى 4000 نقطة في مؤشر سوق دبي المالي، ولا يعد ذلك كارثياً كما يرى كثيرون، ذلك أن الأسواق سجلت ارتفاعات قياسية في عام 2013، وصلت إلى أكثر من 150% لسوق دبي المالي من أعلى مستوى سجله في مايو الماضي. وقال حداد، إن سوق دبي المالي خسر من أعلى مستوى سجله 5400 نقطة ما يتراوح بين 20 - 25% ويعتبر ذلك صحياً، حيث أصبحت الأسواق أكثر جاذبية، مع تراجع مكررات الربحية إلى معدلات مقبولة للغاية. وأفاد بأن الأسواق وبعد خروجها من الموجة التصحيحية الحالية لن تشهد ارتفاعات بنسب كبيرة، كما كان يحدث في السابق، بل ستكون الارتفاعات مقبولة، وعلى الأسهم القيادية مثل البنوك والعقارات، مع استبعاد حدوث ارتفاعات كبيرة على الأسهم المضاربية والصغيرة، التي سينحسر عنها الاهتمام. ولا يرى حداد الوقت الحالي فرصة مناسبة للشراء، معللاً ذلك بأن الأسواق لا تزال معرضة لمزيد من التصحيح، وأن القاع ربما يكون عند مستوى 4000 نقطة في سوق دبي المالي أو 3500 نقطة، بيد أنه قال إن الأسواق ستعاود بعد إعلان نتائج الربع الثالث مسارها الصاعد وبمعدلات ارتفاع كبيرة مستندة إلى متانة اقتصاد دولة الإمارات وأداء الشركات. واتفق وائل أبومحيسن، مدير شركة الأنصاري للأوراق المالية، مع ياسين، في ضغوط «المارجن كول»، التي مارستها بنوك وشركات وساطة، مضيفاً أن هذه الضغوط ساهمت في حدة الهبوط الذي طال الأسهم كافة، وليس سهم «أرابتك» فقط. وأوضح أن ضبابية الصورة بشأن ما يدور في شركة أرابتك لا يزال يضغط على الأسواق، ويجعلها فريسة للشائعات، مؤكداً قوة ومتانة اقتصاد دولة الإمارات وقدرة الشركات على تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية، مما يجعل موجة الهبوط الحالية غير مبررة. وعودة إلى الأداء، أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي عند مستوى 4878,57 نقطة، وانخفضت القيمة السوقية إلى 732,38 مليار درهم. وبلغت قيمة التداولات 1,87 مليار درهم من تداول 750 مليون سهم من خلال 13833 صفقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©