الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كورنيش القرم الشرقي... ذاكرة المدينة وملاذ الباحثين عن الهدوء

كورنيش القرم الشرقي... ذاكرة المدينة وملاذ الباحثين عن الهدوء
8 يونيو 2013 21:23
نسرين درزي (أبوظبي) - تكثر هذه الأيام حركة المتجولين عند الكورنيش الشرقي للعاصمة أبوظبي، لاسيما خلال الفترة المسائية حيث يغتنم الناس استمرار اعتدال الطقس إلى حد مقبول. وهناك ضمن المنطقة التي تحمل إرثاً من ذاكرة السكان، يكتمل المشهد الملون بأشجار القرم المطلة من الطرف الآخر للواجهة البحرية. والتي تكتسب أهميتها من ندرتها على مستوى العالم، حيث تندرج ضمن معالم الاستدامة ويرتبط وجودها بالمحميات الطبيعية وشروط الحفاظ على البيئة. جلسات أنيقة أكثر المتجولين على طول الكورنيش الشرقي الذي يعرف كذلك بكورنيش القرم، هم من العائلات التي تقطن مدينة أبوظبي منذ سنوات طويلة. حيث يشكل لها المكان امتداداً للشعور بالترفيه الراقي الذي يكاد يقتصر على رياضتي المشي والتأمل. إذ على أهمية هذا الطرف من الكورنيش فهو لا يزال متمسكاً بملامحه القديمة وتلك الجلسات الأنيقة والبسيطة في آن، والموزعة على شكل استراحات مناسبة للكبار والصغار. ويقول سالم المنصوري الذي اعتاد المشي يومياً على الكورنيش الشرقي، إنه الملاذ الأقرب له كونه يقطن في المنطقة منذ كان طفلاً. ويشير إلى أن أجمل ما في الموقع اقتصاره على فئات معينة من الرياضيين الذين يزورونه فعلاً من أجل ممارسة التمارين الرياضية. أو لمجرد الجلوس على المقاعد المنتشرة عليه، والنظر باتجاه البحر وما فيه من ثروات سمكية وبيئية منوعة. والرأي نفسه يسجله فهد التميمي الذي يصطحب أبناءه إلى الكورنيش الشرقي مساء خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما لا يكون قادراً على الخروج بهم إلى مكان بعيد. فهو يسكن في الشارع المقابل حيث ينزل من بيته سيراً على الأقدام من دون الحاجة لركوب السيارة والبحث عن موقف لركنها. وهذا ما يشجعه على ارتياد المنطقة المخصصة للتنزه كنافذة لتغيير الجو. ملامح الماضي أما نورة علي، وهي كذلك من سكان محيط الكورنيش الشرقي، فتقول إن منطقة القرم، هي من المناطق القليلة في مدينة أبوظبي التي لا تزال محافظة على شكلها ولم تفقدها العصرية ملامح الماضي. وهذا برأيها ما يجعلها مميزة عند السكان القدامى، والذين يستمتعون يومياً بمنظر قناديل الإنارة التي تضاء على طول الشارع. وتشير إلى جمالية المنظر الذي يتفرد به كورنيش القرم خلال شهر رمضان، وتحديداً بالنسبة للعائلات التي تسكن في الجوار وتتردد على المكان أكثر من مرة في اليوم. ومن جهته يتحدث درويش نعمة مدير فندق «مانجروف» القرم الشرقي الذي يقع عند بوابة الكورنيش الشرقي، عن الأهمية التاريخية التي تحملها المنطقة. ويقول إن الفندق الذي تم افتتاحه العام الماضي يؤكد على أهمية التسهيلات المقدمة لسكان الدولة والمقبلين فيها على السياحة الداخلية. ويذكر أن الفندق الذي طورته وتمتلكه شركة التطوير والاستثمار السياحي، يوفر أسعاراً تشجيعية ترضي الزوار من المقيمين وغير المقيمين. ويشير إلى أن الفندق الذي يحتل بقعة كاشفة على كورنيش العاصمة، يمتد على مساحة 1.2 كيلومتر من محمية منطقة القرم الشرقي. وهو يجذب الضيوف الراغبين بالاستجمام وكذلك رجال الأعمال، إذ يشكل ملاذاً هادئاً على مقربة من نبض مدينة أبوظبي. ويجمع الفندق بين الجمال الطبيعي وأصول الضيافة مع لمسة من الثقافة العربية التقليدية. رياضة التجديف يورد درويش نعمة أن من أهم الفعاليات التي يوفرها «المانجروف» القرم الشرقي، هي رياضة التجديف عبر محمية الخصبة المحيطة به. وذلك برفقة دليل متخصص يهتم بتمرين الفريق على ممارسة هذه الرياضة التقليدية لمجتمع الإمارات. حيث يطلعون على واحد من أفضل المواقع في الإمارة لاحتوائه على أشجار القرم التي حيرت خبراء البيئة حول العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©